كان حلم والدي قبل مماته أن تغني نجوى كرم من كلماتي!
* الناس تعرفت إلى عادل رفول كشاعر منذ فترة طويلة، ولكن غبت عن الساحة لتعود مؤخرا في أغنية “لشحد حبك”، وأعمال أخرى تبصر النور الواحدة تلو الأخرى. أخبرنا عن أسباب الغياب.
– بداية أود أن اقول بأنني أحببت فكرة الـ Music Nation، أو جيل الموسيقى بدل ان يكون جيل الحرب والمخدرات. أسباب الغياب القصري كانت شخصية إذ توفي والديَ، ومن العام 2005 حتى 2007 أوضاع البلد لم تكن مستقرة، ولكنني وبما أنني من مناصري الـ Music والـ Culture Nation، قررت العودة مثل طائر الفينيق والذي يعود ليحلق من جديد.
* بعيدا عن الشعر، ماذا كان يفعل عادل رفول؟
– أنا صيدلي وأعمل كـ Brand Manager في شركة للأدوية إلى جانب عملي الخاص والبعيد عن الفن والشعر وكل هذه الأمور.
* غبت لتعود مع الفنانة حسنا في “شوفو شوفو”.
– هذا صحيح عدت مع حسنا في أغنية “شوفو شوفو”، والتي حققت صدى ونجاحا كبيرين، وهنا أود أن اشكر السيد خالد آغا الذي وقف إلى جانبي ودعمني وبارك لي عند صدور الأغنية.
* ولكن للتعاون مع نجوى كرم كان له وقع مميز لدى الجمهور في “لشحد حبك”، أخبرنا عنها.
– أنا من المعجبين بنجوى كرم، وكان حلم والدي قبل مماته أن يسمعها تغني من كلماتي ولكنه للأسف رحل قبل أن يتحقق حلمه. التحضير للأغنية دام مقربة العام، وحتى في تلك الفترة كان لنجوى وضع خاص مع شركة روتانا. الأغنية خلقت جدلا فيما بيننا قبل أن تنتقل إلى الناس، لأنها تطرح موضوعا جديدا في قالب جديد وعبارات جديدة، هذا لأنني أعتبر أن لكل قصيدة Technique خاصة بها ولا سيما الشعر المغنى، والذي يحمل منحى تسويقي.
* تتحدث عن منحى تكسبي غير فطري للشعر المغنى!
– يجب أن يكون الشعر موهبة فطرية، وللشعر المغنى مقاييس معينة فلكل مقطع مقدمة، صلب وخاتمة ويجب ان تكون قد وصلت الفكرة، وهذا يتطلب حضورا ذهنيا، و”الكلمة يللي من القلب مطرحها القلب”.
أميل الى الشعر الصوفاني وأفضل التجديد في الموسيقى والتوزيع!
* ما هو الموضوع الذي لم يغنى حتى اليوم؟
– هناك مواضيع كثيرة وأفكار متعددة يمكن الحديث عنها، ومن يقول لك أن هناك إفلاس فني والأغنية كرم قطف منها من سبقنا العناقيد كلها فهو شخص محدود في تفكيره.
* أعطنا فكرة واحدة لم تغنى.
– لا! أبدا!
* ليست هناك حماية فكرية، تخاف أن “تسرق فكرتك”؟!
– “صارت قبل كتير”، هناك عدد كبير من القصائد التي ألقيتها في مهرجانات شعرية، أراها وأسمعها في اليوم التالي تنسب لأشخاص آخرين في أغنيات. الله أعطاني ومنحني موهبة ونعمة كبيرة وهي قدرتي على الكتابة في شتى المواضيع، ويمكن للشاعر أن يكون صوفانيا يهتم بالإنسان والمكان في كل زمان أو أن يكتب ويحاكي لغة العصر.
* وأنت تميل إلى أي نوع من الشعر؟
– أميل إلى الشعر الصوفاني وأفضل أن يكون التجديد والعصرنة على صعيد التوزيع الموسيقي مع المحافظة على روح الموسيقى الشرقية، لأن لو لم يكن هناك إحساس في اللحن فلن يدخل.
* جديدك “يا دلو” مع كلودا الشمالي، اخبرنا عن هذه الأغنية؟
– هي أغنية “يا دلو” الفلكلورية، ولكن غيرنا فيها وطورناها وعملت على الإعداد الموسيقي فيها، ليس تعديا على الملحنين ولكنني أعزف على الغيتار وأدرس الموسيقى كما أعطي دروسا في التوزيع الموسيقي على برنامج الـ Nuendo ، وهناك عدد كبير من الأغنيات ستبصر النور وتحمل توقيعي على صعيد الألحان. تعاوني مع كلودا ليس جديدا، فقد حققنا نجاحات كثيرة قبل ولا سيما في “دق القمر “، وهذا come back مميز لي ولها، وآمل في التعاون المستمر معها.
* تقول أن الاغنيات من “اعدادك” أو من “تلحينك”؟
– الإعداد غير التلحين، هناك أغنيات من إعدادي موسيقيا وهناك أغنيات لحنتها.
– “ما عندي جارور لأنو إمضائي أغلى من أي جارور وما بميز بين مطربين جدد أو نجوم كبار”. أكرم ضيفي، وأعامله كما أعامل نفسي لا بل أهم. أؤمن بالمبادئ وليس بالمصالح ولا الرتب، أعامل الجميع بالتساوي، وأغار من شخص واحد هو المؤمن وصاحب أخلاق أكثر مني، يشعرني بالنقص وأسعى لأتعلم منه.
* تتحدث عن إمضائك عادل رفول وعن مدى أهميته وتقول بأنه أهم من كل شي؛ كيف ذلك؟
* وهل هذه المبادئ الحسنة والأخلاق الحميدة أخرتك عن التقدم والبروز اليوم؟
– أخرتني ولكن لم تحرقني.
* تفضل أن تكون “الأول بالضيعة أفضل من الثاني في المدينة” كما يقال؟
– أنا خادم الضيعة، وسوف اظل كذلك، أكره الألقاب المناصب والتصنيف من مسؤول أو نجم، الأغنية هي التي تصنف، المناصب لا تصنع الناس ولا العكس، والناس تحب الوجاهة، ولكنني لا احب رغم أن مناصب كثيرة عرضت علي ورفضتها وتأكد بأنني “قدها” ولكن أركز على عملي ولا أكترث إلى هذه المواضيع.
* التعامل أصعب مع النجم او مع الفنان الصاعد؟
– الصعوبة تكمن مع النجم ومع الفنان الصاعد؛ النجم لديه
potential للإنتشار أكبر، ولكن يتعبني في الإختيار، اما الصاعد فهو أسهل بالتعاطي على صعيد الإختيار ولكن “بس ينجم ما بتعود تشوفو”.* هل يخضعك النجم لشروطه حتى تعدل على العمل؟
– عندما أسمع أن هناك شروط ستفرض أرفض العمل، حتى لو كان سيعود علي بالمليارات. لو أتاني الفنان بأنه يريد العمل بروح جماعية ويتقبل كل شيء فأهلا به.
* أين تصنف الاغنية اللبنانية اليوم مقارنةً بالزجل والشعر العامودي ؟
– “مش هينة”، وهي أصعب من الزجل والشعر المقفى، لأنك وفي 8 أسطر تضطر إلى أن توصل فكرة معينة واضحة المعالم.
* ما العمل الذي شكل نقطة تحول في مسيرتك؟
– كل الأعمال.
* لم أقل لك أي عمل ناجح، سألت عن نقطة التحول.
– التعاون مع الصبوحة في الأغنية الأولى لي، وقد فتحت أمامي أبوابا كثيرة، “وجهها خير وبس تحط إيدا على شي بيتبارك”.
في “بنت الأكابر” طرحت للمرة الأولى موضوع حديثي النعمة!
* أين هو ملعب عادل رفول اليوم في الاغنية؛ هل هو الإحساس، الكلمة الجميلة أم العبارات؟!
– ألعب على الموضوع الجديد، والكلمة “المؤذية” والتي تدخل القلب دون استئذان، فكل واحد يشعر بشيء عندما يسمع الاغنية.
* طرحت مواضيع مميزة في “بنت الأكابر” و”أبن الضيعة”…
– طرحت موضوع حديثي النعمة، وهذه المرة الاولى التي يطرح فيها الموضوع، الصراع بين الحب والمال والذي طرح في العديد من القصص من أيام أثينا وحتى ماريخوس (مدينة في المريخ)، وهو ليس جديدا ولكن القالب الذي وضعته فيه جديد، وفي بضع كلمات ومن دون أن اذكر تدرك أن الفتاة في “بنت الأكابر” سارت وأهلها في طريق ملتوية فأصبحوا من حديثي النعمة حيث تدرك هي اخيراً ان الحب الحقيقي هو الأبقى دائماً.
* هل تؤمن بأن الشاعر يمكنه أن يكتب في لهجات متعددة؟
– بالتأكيد!
* كيف ذلك؟
– انا اول من اطلق اللهجة البيضاء وتبعوني، منذ أيام أغنيات “ساكن”، “عليم الله” و”موفق حبيب الروح” إبتكرت هذه اللهجة التي وققت في وجه اللهجة اللبنانية والشاعر والملحن المدعومين آنذاك، وعمالقة الفن المصري كصلاح الشرنوبي وأحمد شتا، وإخترقت حصن الأغنية الخليجية. وهي ليست لبنانية، ولا بدوية ولا خليجية، فيها إمتداد لجذورنا العربية. وإذا إستطاع الشاعر أن يكتب مثلما يكتب إبن البلد بلهجته، فلم لا!
* إذا أردنا تقييم من يكتبون اليوم، فنجد أن هناك شاعر أغنية، كاتب أغنية، والله أعلم بالبقية…
– لا يمكنك أن تضعهم جميعا على نفس السلم! هناك من يكتب من شاعر وكاتب وهناك من “يبزق ويلصق” ويسرق.. وهذا يعود إلى ثقافتنا ومثلما يوجد الابيض هناك الأسود أيضا.
كنت “أستخف في نفسي ” أما اليوم فلا… والفن بألف خير!
* جديد عادل رفول؟
– من الآن وحتى نهاية الـ 2012 هناك عدد كبير من الأغنيات التي تحمل توقيعي لنانسي عجرم، ملحم بركات، باسكال مشعلاني، ذكرى البشير، عامر زيان، تامر نجم، زينة فاضل وغيرهم كثيرين…
* ما هو الوعد الذي قطعته على نفسك عندما قررت العودة إلى الساحة الفنية؟
– “ما إستخف بحالي”، منذ العام 1994 وحتى العام 2005 وأنا أستخف بنفسي ولكن اليوم إختلف الوضع.
* هل من الممكن أن نراك مغنيا؟
– فنانا يصدر اعمال فنية دورية بالطبع لا، ولكن في أفلام ومسرحيات لم لا.
* سؤال تطرحه على نفسك وتجيب؟
– هل الفن بألف خير؟
* والإجابة؟
-بالتأكيد بوجود أشخاص تؤمن بالفن مثلي.
* كلمة أخيرة لميوزك نايشن
– أشكركم على هذه المقابلة البناءة، وأود أن اكون عضوا فاعلا في ميوزك نايشن.