تنقلت بين أستراليا ولبنان حاصدة شهادات وخبرات عديدة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إلا أن حبها للمطالعة ودرايتها الواسعة في مجال المنشورات، الكتب، والأدباء العالميين، كوَن لديها مع الوقت ثقافة أدبية واسعة، وولهٍ خاص وفريد من نوعه قوامه رغبة عارمة في تأليف كتاب، يجمع أفكارها الكثيرة و مكنوناتها العميقة في كتاب واحد، فكان “R“.
ريتا قرقفي، وهي شقيقة السيدة ريما قرقفي فرنجية، تصدر اليوم أولى مؤلفتها الأدبية التي تندرج تحت فئة الروحانيات والدروس الحياتية اليومية، في أسلوب جد جريء ومتماسك، وذلك وسط حوار فلسفي وجداني بين جسد تائه وواهن ٍ، وروح مستنيرةٍ وواعية تسعى إلى مساندته بدعم من الواحد الأحد، الله تعالى. أما عن إسم الكتاب فتقول قرقفي: “ أنا لم أسميه ” R ” لتكريم حرف إسمي الأول، بل لأن العمل هذا من أول حروفه حتى آخرها، مرورا ً بجميع مراحل تكوينه، بلورة الأفكار التي يحتويها و القيم التي يدعو إليها، يعبر عني و يمثلني. كما و أن الكتاب ينطق بأربعة لغات؛ العربية، الإنكليزية، الفرنسية و الإسبانية، لا مقدمة فيه، لا إهداء، لا شكر، كما وليس بين سطوره حبكة واحدة، وهو الأسلوب الكلاسيكي المتبع، بل كل موقف فيه وكل درس هو حبكة بحد ذاتها، كما وأنه لم تستغرق عملية كتابته أكثر من ثلاثة أسابيع.. فجميع هذه الصفات هي عبارة عني أنا، ريتا قرقفي.”
هذا الكتاب هو سرد مبسط لقدرات الخالق العظيم، دعوة إلى الإيمان و الصلاة، و لأتخاذ الله تعالى سندا ً أولا ً و أخيرا ً في كل خطوة ٍ نقدم عليها، ليس من جهة نظر دين معين، بل من زاوية مشتركة تجمع ما بين الأديان السماوية جيمعا ً. فالله قد خلق الإنسان على صورته و مثاله، فأراده سعيدا ً حيا ً، ذكيا ً مستنيرا ً، شاكرا ً غير معتازا ً، إلا أن أفخاخ عديدة هي بإنتظار الإنسان و هي التي إعتدنا على التعريف عنها بمقولة الصراع ما بين الخير و الشر. فنحن نتيجة ما نقوله و ما نفعله، و إذا كنا صورة و مثال عن الله، فلابد لنا من الإقتداء بتعالميه و توصياته بقدر المستطاع، فهو الكامل المتكامل و وحده أزلي الوجود في نهاية المطاف…بهذه الكلمات تصف قرقفي كتابها الأول ” R “، و التي بدأت بالتحضير لجزء ثان ٍ يكمله و يضيق إليه، يصدر بعد ثلاث سنوات تقريبا من يومنا هذا.
كل الأشياء و الأحداث من حولنا تخبرنا أن الله موجود و حي فيها، تماما ً كما هو موجود وحيٌ فينا، كما وأنه لم يخلق شيء على عبث، و تنظيمه لمجرى الكون و للأحداث الكثيرة فيه جميعها تصب في أهداف معينة، ونحن لا بد أن نستدرك هذه الحقائق وأن نحيى على أساسها…هذا هو ” R “…عيش الجنة على الأرض”.