ليلى كنعان: غيّرتُ مفهوم الكليب ويحيا سعادة فقط يقدم أفكاراً حلوة

* ما هي آخر اعمال ونشاطات ليلى كنعان؟

– ما زلت عائدة من المغرب حيث انهيت تصوير اعلان لمعجون أسنان، وقبل ذلك صورت كليباً ليارا “سكر زيادة” وهي اغنية خليجية. وصورت اعلان كبير لتلفزيون البغدادية وهي قناة عراقية اصور لها كل الحملة الاعلانية الجديدة. والان احضر كليب جديد لنانسي من الالبوم الذي طرح قريباً ولا يحق لي ان اقول اي اغنية ولكنها اغنية مصرية سريعة.

* قد غبت لفترة عن تصوير الكليبات لمَ هذا الغياب؟

– لم أبتعد كثيراً، ولكن انا لا اقدم اية اعمال وأختار الاشياء بدقة. خففت قليلاً لاني كنت انهي الدكتوراة في الجامعة وانا اعلم في الجامعة ايضاً واصور اعلانات وهذا كله لا يجعلني قادرة على التكمش بكل شيء. فأنا في العام كله لا أصور أكثر من 3-4 كليبات لأني أفضل النوعية على الكمية.

* في كليب النجمة يارا “سكر زيادة” على ماذا تم التركيز؟

– يارا لديها شخصية ولا اقدر في كل مرة ان أغير بشخصيتها أو بشخصية أي فنان خوفاً من ألا يعرف نفسه. ولكن بما ان اسم الاغنية “سكر زيادة” ففي الكليب خيال وحلم وبكلمة اخرى الكليب سكر.

* كمخرجة ما هي الملامح التي ترينها في يارا؟

– أنا اعرف يارا خارج العمل وفي العمل، فهي شخص حساس وشفافة وهادئة، من هنا هي تبرع في الرومانسية والهدوء لان هذا يعبر عن شخصيتها وهي انسانة محترفة جداً ومن الفنانات القلائل  التي لديها التزام فلو طلبت منها ان تكون في موقع التصوير الساعة الرابعة فجراً تلتزم وتتواجد في الموعد المحدد. وهذا يظهر مدى احترامها لنفسها وللناس حولها.

* كمخرجة أنثى هل حسك وعينك يختلفان عن المخرج الرجل؟

– طبعاً حتى احساسي ورؤيتي مختلفة عن انثى اخرى، وليس فقط الرجل، فأنا أشعر أن كل واحد لديه شيء خاص في حياته نتيجة التجارب والاشياء التي مر بها والصور والاصوات التي سمعها. والفرد الذي يتبع ضميره وقلبه ولا يقلد احد سيتميز ويقدم اعمالا مختلفة. وانا اكون سعيدة عندما يقال اننا نعرف كليب ليلى كنعان من المشهد الاول مما يعني ان روحي موجودة في الكليب وصار لدي بصمة وهوية . علما اني  لا اقدم اي مجهود حتى يظهر هذا الامر بل يأتي مني بشكل عفوي وطبيعي.

* حسك العالي هذا لانك متعلمة جداً أو لانك مبدعة اكثر؟

– الجامعة تعطينا القاعدة للعمل وتفتح امامنا المجال في ان نتفرج على افلام كثيرة لم نكن نسمع بها سابقاً وتعرفنا على مخرجين مهمين، فأنا من خلال قراءاتي تعلمت أشياء عديدة بالاضافة الى ان الجامعة تعلمنا التنظيم وطريقة التفكير والعمل على المفهوم حتى لا نخلط كل الصور والمشاهد ببعضها البعض ويخرج العمل اشبه بالسلطة. ومقابل دراستي انا بذلت مجهوداً خاصاً ، وكان لدي شيء بالفطرة له علاقة بحبي بالفن منذ صغري. صحيح انا من عائلة كلها أطباء فأبي طبيب واخوتي اطباء وكل اعمامي ايضا اطباء ، لكن انا لم احب العلوم واتجهت اكثر نحو الفن، حيث امي كانت تحب الرسم على القماش وجدتي كانت خياطة، فهذا الحس انتقل الي، وكان واضحاً منذ طفولتي حبي للافلام وكنت اجلس على الشرفة واسرح بخيالي واتفرج على الناس واحلم.

* أيهما أصعب العمل في الكليب أو الإعلان؟

– الاثنان مختلفان. كل واحد الصعوبة تكمن في مكان ما وما احب في الكليب وهو اصعب لان في الكليب هناك الفكرة، والصورة كلها تعود الى المخرج، اما في الاعلان فشركة الانتاج هي الاهم وهي التي تضع الفكرة، ومسؤولة عن كل شيء والمخرج فقط ينفذ هذه الفكرة على طريقته، والمسألة الصعبة في الاعلان انه عندما تريد تغيير شيء ما يجب ان يكون لدينا قوة الاقناع حتى نصل الى الشيء الذي نريده وعلى الاخذ برأي عدة اشخاص حتى اخذ الموافقة وهنا العمل يصبح اكثر سيكولوجي.

* هل تجدين نفسك من المخرجين الاوائل في العالم؟

– في العالم لا، لكن في العالم العربي استطعت ان احقق شيء ما مهم واستطعت ان اغير في مفهوم الكليب وبرؤية الناس للنساء العاملات وهذه السنة بالنسبة لي كانت سنة النجاحات حيث حصلت على عدة جوائز دفعة واحدة. في ميوزيك اورد وجائزتين في مصر وفي مهرجان الشرق الاوسط والموركس وحصلت على جائزة عالمية عندما عرض فيلمي “بيت بيي” في مهرجان الافلام القصيرة في فرنسا.

* هل يسكرك النجاح والنجومية ؟

– سكرت لمدة شهر لكن عدت ونزلت الى الارض. لا اقدر ان اسكر كثيراً لانه ما زال لدي الكثير لاقدمه حتى اصل الى منافسة المخرجين العالمين. فلدي طموح ان اكون من المخرجين المهمين في العالم.

* لو رُصِد لك مبلغ كبير لاخراج كليب لاحدى الفنانات المبتذلات هل ترفضين؟

– بالطبع لا أقبل. ومعروف عني أني ارفض العديد من الكليبات فانا أرفض عشر مرات كليبات اكثر مما اقبل. حتى اني ارفض لفنانين كبار ومع مبالغ كبيرة، لأني أشعر أنهم مزاجيين ويغيرون آراءهم كل يوم وبأني سأتعذب معهم في التصوير. فانا لا احب ان اتعامل مع شخص غير محترف ولا يحترم نفسه وسواه.

* مَن مِن الفنانين تنظرين اليه باعجاب وتقدير وتحبين التعامل معه؟

– هناك نانسي عجرم، يارا، راشد الماجد وهيفا وهبي.

* لمَ هذه الأسماء بالذات.. ما الذي يميزُهم؟

– بعيداً عن آراء الناس بهؤلاء النجوم الذي قد يظن بهم انهم ليسوا على الارض ومتشوفين لكن كل الذين تعاملت معهم خرجت بتجربة جديدة سواء كانوا مبتدئين او محترفين واكثرهم احبوا التعامل معي وارادوا ان يعيدوا التعامل. تكلمت عن هؤلاء لانهم نجوم. وقد يظن انهم يعذبون ويتمقطعون بالناس ومتشوفون، لكن بالحقيقة هم لديهم احتراف ومحترمون ومتواضعون ويسهلون العمل علي. ودوما يفتحون امامي كل الافق ولا يحتجون على شيء. بالعكس يقولون لي افعلي ما تشائين وهذا ما يحمسني دوما على التعامل معهم.

* هيفا.. هذه الشخصية التي لا تشبه احد ما سرها انت كفنانة لك عين ثاقبة؟

– هيفا ظاهرة في الشرق الاوسط لا تتكرر، وانا قدمت معها كليبين “ما تقولش لحد” و”بابا فين” وقد اتعامل معها ايضاً من جديد فهي امرأة جريئة جداً وأنا أقصد بالجرأة هنا جرأة القرارات وهي من أذكى النساء وعندما يجتمع الذكاء مع الجمال يولد العجائب. فهي امرأة one woman show شخصية لذيذة قريبة من القلب عفوية، وجميلة ومثيرة، وتعرف كيف تتصرف وتتكلم ومتعلمة تجيد ثلاث لغات على الاقل قراءة وكلاما افكارها جديدة متواضعة تعرف كيف تصنع المفاجآت .ولديها هالة خاصة بها لا تضاهى. 

* طبع حول صورة نانسي بأنها الفتاة الـ Cute  هل ترين نانسي بشخصية وطابعاً آخر؟

– صحيح أنها مهضومة والناس تعودوا ان يروها كطفلة عفوية. واحبوها لانها كذلك لكن نانسي اليوم امرأة متزوجة وام واظن هذه النظرة بدأت تتغير. وانا اكتشفت هذا عندما صورت لها كليب “لمسة ايد” وكانت لاول مرة تظهر كأمرأة ناضجة مسؤولة والناس احبوا هذه الصورة الجديدة .

* ميريام فارس قدمت الفوازير وانت صورت لها كليباً.. كيف تقرأين شخصية ميريام؟

– الذي يساعد ميريام أنها ترقص بشكل رائع وجسمها مطواع وهي ممثلة جيدة. والناس يحبون شخصيتها. اما الفوازير فانا بصراحة لم اتفرج عليها ولم ار حتى البروموشين ولكن هي تحب هذا العمل. ومن يحب عملاً يبرع فيه خاصة اذا كان الفريق الذي حولها شاطر وقادر ان يظهر مواقع الابداع والجمال.

* نادين لبكي برعت وصارت مرجعا هل انت في مكان مواز لها؟

– عندما دخلت نادين إلى الساحة الفنية كان هناك 3  أو 4 مخرجين فقط وهي كانت في الجامعة معي لكنها اكبر مني. وهي مثقفة وموهوبة وقدمت اعمالا مختلفة عن الموجود علما ان سليم الترك ايضا قدم على طريقته اعمالا حلوة. ونادين تعاملت مع نانسي وكانا الاثنان جدد على العالم العربي وقدما شيئا جديدا وشكلا قاعدة وضجة.

* كيف تقارنين نفسك بها؟

–  لا أقارن نفسي باحد لان لكل واحد هويته. عندما وصلت الى الساحة الفنية كان الامر أصعب بكثير من الوقت الذي وصلت اليه نادين. لان المنافسة باتت اصعب ويحتاج مجهودا اكبر. واذا وصل برأي يعني شيء مهم جداً . ولان كليباتي لا تشبه اي كليبات اخرى صرت مرجيعة بطريقة ما. اما عن الاختلاف بيني وبين نادين هي اكثر واقعية مني. انا صورتي حالمة اكثر وفيها خيال انا اعمالي ما بين الارض والسماء يعني هناك خلطة واقعية مع خيالية. مثل كليب (ماشي حدي) من المستحيل ان تقدم نادين لبكي مثل هذا العمل او مثل (بابا فين) لان هذا ليس اسلوبها وليس لانها غير قادرة على القيام به، فانا اليوم لدي صورة منفردة عن الاخرين وهذا بشهادة الناس وليس بشهادتي.

* في وطن صغير مثل لبنان وفي مشاكل الوطن العربي هل يستحق كليب لأغنية أن يرصد لها مبلغ 200 الف دولار؟

– إذا كان الواحد قادراً وفي باله تقديم شيء حلو وضخم ويريد يتفرد لا مشكلة، خاصة إذا كان الفنان يصور كليب او اثنين كل السنة. فلا ضرر ان يكون الكليب مبهر ومهم. وهناك فنانين يدفعون اموالا قليلة ويقدمون 5 او 6 كليبات في السنة بميزانية 40 او 50 الف دولار لكل الكليب لكن انا افضل عمل واحد ومهم بميزانية عالية ويطلع بشيء عليه القيمة افضل من اعمال بسيطة وهنا اريد ان اذكر ان لبنان اغلى بلد في تصوير الكليبات وبات ارخص ان نصور في مصر او تركيا او اليونان لان ايجار بيت صغير في لبنان يكلف 5 الاف دولار لتصوير يوم واحد.

* هناك اتهام بان اسعار المخرجين كبيرة ، كم تتقاضين شخصياً عن الكليب؟

– حسب كل كليب مختلف عن الآخر لن ادخل في التفاصيل لكن المبلغ الذي يبقى للمخرج مبلغ مضحك جداً. لان المبلغ الذي يرصد للكليب لا يذهب الى المخرج بل الى العمل ككل وهذا مكلف جداً. فأنا أحياناً حتى أضع المبلغ الذي هو اجري من اجل ان يكون الكليب حلو.

* من هو المخرج الذي تقولين له انت مبدع؟

– على صعيد الكليبات لا يوجد الا يحيا سعادة يقدم افكار حلوة وجديدة واحترم فيه انه يقدم شيئاً يشبهه سواء احببنا العمل ام لا. وله هويته اما باقي ما تبقى لا ارى شيء يعلم عندي.

* المخرج سعيد الماروق مهم أيضاً؟

– سعيد توقف عن عمل الكيبات، منذ سنة لم اعد ارى له كليبات فهو مثل نادين انصرف الى اشياء اخرى.

* حلمك السينما هل عملك الكليبات في الوقت الضائع؟

– لا يمكن ان احكي مثل هذا الكلام حتى في اليوم الذي سأقدم فيه عملا سينمائيا او دراما تلفزيونية سابقى في تصوير الكليبات فانا لا انظر بفوقية الى الكليب فهو الذي علمني واعطاني مكانة وقدمت مشاهد افتخر بها.

* هل بدأت خيوط الفيلم تظهر؟

– نعم بدأت بكتابة السيناريو فانا من يكتبه أيضاً. وعندما كنت في باريس التقيت بمنتجين شجعوني على ذلك وبدأت الافكار تجهز وهي رسم ذاتي لسيرتي الخاصة.

الرابط: https://www.musicnation.me/?p=2709