في زمن الإنحطاط الإعلامي والإنتاجي و الإبتعاد عن أخلاقيات الإعلام والإنجراف وراء الإشاعات والحملات التشويهية والفضائح الأخلاقية والجنسية، في زمن أصبحت بعض شاشات التلفاز منبراً للفساد الأخلاقي، محرضاً ، مصدر تلوث بصري وسمعي، في زمن اصبحت البرامج الثقافية فيه معدومة، والبرامج الحوارية ملغومة بالسخرية والسطحية، أطل “نيشان” في “أكابر”.
سبع حلقات من اكابر مع نيشان ذكرتنا بالبرامج الحوارية المحترمة، العميقة والمبنية على الثقافة والانسانية. استطاع نيشان ان يؤكد انه من أكابر عالم الأعلام عبر برنامج يشبع عقل المتلقي ولا يستخف به، كما وأثبت ان عصر البرامج لحوارية لم ينتهي بل انه هناك الكثير مما لم يحكى بعد.
“أكابر” أثبت تميزه، والفضل يعود الى ثقافة ومهنية واحتراف نيشان ودقة وموضوعية وذكاء الإعداد مع طوني سمعان وابداع الاخراج التلفزيوني ، تمييز وقدارة كل الضيوف، واخيراً الصورة المميزة من توقيع المخرج كميل طانيوس. هذه العوامل مجتمهة كلها عوامل نجاح يجبب ان تتوفر جميعها معاً لتحقق برنامج على هذا المستوى.
نيشان استضاف في الأمس الإعلامية بولا يعقوبيان في حلقة خاصة بذكرى المجازر الأرمنية الأولى بعد المئة بالاضافة الى شهادات مؤثرة لجيل خسر عائلاته . نيشان وبولا اجتمعا في حلقة راقية، عميقة، انسانية ووطنية ثبتت اكثر واكثر قدرة نيشان على خلق لحظات تلفيزيونية خاصة غير مسبوقة.
نهنئ نيشان على كافة جهوده ونحثه على الاستمرار على هذا النهج من الرقي والثقافة والتميز ونحن والجمهور كله في انتظار الحلقات القادمة من أكابر …