لسنوات طويلة، استطاع مستخدمو الـFacebook البحث عن أصدقائهم من
مستخدمي Google وخدمة Gmail التابعة لها ودعوتهم للانضمام إلى الشبكة الاجتماعية من خلال نقرة
واحدة.
غير أن العكس لم يكن صحيحا أبدا، حيث لا يوجد حتى الآن
زر يتيح لمستخدمي Google تبادل والحصول على بيانات أصدقائهم من مستخدمي الـFacebook إلى قوائم معارفهم وأصدقائهم المسجلة في Google. وفي سبتمبر الماضي
طرح المدير التنفيذي لشركة Google هذا السؤال في مؤتمر Google’ روح العصر’، وطرح على Facebook المعاملة بالمثل، لكن
Facebook تجاهل الأمر.
وردا على تعنت موقع Facebook، أجرت Google تغييرا طفيفا في بنود
وشروط الخدمة في واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بعناوين مستخدمي Google، ويعني هذا التغيير
أن مواقع الويب بما فيها وربما أولها Facebook لن تكون قادرة على تبادل
والحصول بيانات مستخدمي Google في قواعد بياناتهم بصورة تلقائية ما لم تبادلها بياناتها
بالمثل.
جسدت هذه الخطوات جولة جديدة من جولات الصراع بين
العملاقين، فمن الحقائق التي ربما يجهلها الكثيرون أن شبكة Facebook التي وصل عدد مستخدميها
إلى 500 مليون مستخدم مدينة في نجاحها، وما وصلت إلىه حتى الآن لخدمات البريد
الإلكتروني مثل Gmail في مساعدة المستخدمين الجدد على العثور على أصدقائهم الموجودين
بالفعل على الشبكة، وعندما ينضم أحد الأشخاص إلى Facebook، يطلب منه استيراد
عناوين أصدقائه على خدمة البريد الإلكتروني في شبكة Facebook، ثم تخبره من
الأصدقاء المشتركين أيضا في الFacebook.
وصرح القيمون على Google قائلين:” لقد
قررنا أن نغير من أسلوبنا قليلا لنوضح الواقع الذي لا يعرفه كثير من المستخدمين،
فما إن يستوردوا بيانات أصدقائهم في موقع مثل Facebook حتى يصبحوا فعلىا كأنهم مسجونين في زنزانة Facebook.”
وقصد القيمون على Google بذلك أن Facebook لا تتيح لمستخدميها
تبادل معلومات المستخدمين المشتركين في الFacebook، وجدير بالذكر أن هذا
التعنت من جانب Facebook في تبادل بيانات عناوين المستخدمين الإلكترونية يقتصر على Google فقط، فهناك اتفاقيات
لتبادل بيانات وعناوين المستخدمين بين شبكة Facebook وYahoo وHotmail. ولم
تصدر شركة Facebook أي تعليق على هذا الأمر حتى الآن.
وهذه الخطوة من جانب Google لا تشمل تصدير البيانات
إلى ملف قابل للتنزيل على الحاسب ثم استيراده يدويا في الFacebook من خلال خدمة Facebook كونيكت.
وعلى الرغم من أن Google بررت هذه الخطوة بأنها
تأتي لحماية قدرة المستخدمين على التحكم في بياناتهم الشخصية على الإنترنت،
فهناك محللون يقولون بأن هذه الخطوة تؤكد مدي المنافسة بين عملاقي الإنترنت، Google أكبر محرك بحث وFacebook أكبر شبكة اجتماعية،
حيث قالت جارتنر أن Google أرادت دوما أن يكون لها دور بارز في الشبكات الاجتماعية، لكنها
فشلت في ذلك.
ويري المحللون أن Google تقدر ثروة المعلومات
المتمثلة في نصف مليار مشترك على الFacebook، فالوصول إلى هذه
البيانات يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لGoogle التي يقوم نمط أعمالها على تمكين المستخدمين من
العثور على أي معلومات على الشبكة، فكلما زاد مقدار البيانات التي تصل إلىها Google في الFacebook كان ذلك أفضل لنتائج
البحث.