أغلب
الفنانين يتجهون الى اصدار أغاني منفردة!
*علمنا انك كنت في مصر مؤخراً فهل
هناك من تحضيرات لعمل جديد؟وما هو؟
– نعم، كنت اقوم بتسجيل اغنية جديدة للفنان صابر الرباعي
من كلمات والحان سليم عساف اغنية رائعة سوف تذكرنا بأغاني”عز الحبايب” و”يللي
بجمالك” فهي على هذا النمط الذي عودنا الفنان صابر الرباعي تقديمه وسوف يتم
تصويرها على طريقة الفيديو كليب والعمل من انتاج مولى بروداكشن.
كما وأقوم بتحضير أغنية للفنان عصام كاريكا رغم ان نمط الموسيقى الذي يقدمه جديد علي ولكن
على الموزع ان ينوع في الموسيقى وبالنهاية كل منا يلمع اسمه بنمط توزيع معين.
*كيف تصف حال الموزعين الموسيقين في لبنان اليوم؟ وكيف
التعاطي مع الموزعين المصريين؟
– في لبنان يمكن ان نتكلم عن سبعة اسماء فقط في الساحة
الفنية رغم ان هناك عدد لا بأس به من الموزعين الموسيقيين، ولكن عندما تفتح غلاف
اي البوم تجد التوزيع لهؤلاء الاسماء السبعة وانا واحد منهم ولكن اليوم السوق
المصرية تضر بالموزع اللبناني فتجد 3 اغنيات فقط لاسماء لبنانية و7 لمصريين وهذا
شي يضر بنا بعض الشيئ وايضا قلة اصدار الالبومات اليوم مشكلة اذ يتجه اغلب
الفنانين الى اصدار اغاني منفردة لعدم وجود شركات انتاج تتكفل بانتاج البوم والذي
اصبح من المستحيل اصداره فتكلفته ما بين كلام ولحن وتوزيع لا تقل عن 150000 دولار وهذا
يقلل من نسبة العمل لدينا كموزعين خاصة في لبنان.
*أخبرنا عن تجربتك الأولى كفنان بعد اصدارك اغنيتك
الاولى؟
– منذ 7 سنوات وانا أعمل كموزع موسيقي وفي نفس الوقت كنت
اغني بالنوادي الليلية ولكن اليوم قررت اصدار اغنيتي الاولى لأني شعرت اني اعلم ما
الذي يحبه الجمهور وما هي متطلبات السوق اليوم.
من المؤسف أن تكون “ترشرش” أقوى
أغنية في العالم والاذاعات اللبنانية ظالمة جدا!
* ما هو رأيك بالتوزيع الموسيقي؟ أليس هو أيضا” كالموضة؟
أكيد، المؤسف هنا إذا اصدر فنان اغنية دبكة ونجحت عندها
الكل يريد اصدار اغاني دبكة لأنها اصبحت
موضة ويتم الغاء باقي الوان الغناء وانا ضد هذا الشيء لأن الاغنية الجميلة تفرض
نفسها ولو مر عليها 10 سنوات تبقى موجودة وتغنى كل يوم على سبيل المثال اغنية “بتونس
بيك” للكبيرة “وردة” ما زلنا حتى يومنا هذا نسمعها ونستمتع بها.
*ما رأيك اليوم بالاغاني الموجودة كأغنية “ترشرش”؟
– “عيب” ! ومن المؤسف جدا ان تكون اقوى اغنية اليوم
في العالم العربي اسمها “ترشرش” فأنا اليوم كموزع لا ارضى بأي شكل من
الاشكال ان تنافس اغنياتي التي اكون تعبت في انجازها مع فريق عمل كبير متحصص
وبكلفة مادية عالية، أغنية نفذها ناس غير متخصصين وبطرق بدائية. ومن هنا اتأسف
وأحزن جدا لأن الاذاعات اللبنانية تبث هكذا اعمال “وبتعمل غسيل دماغ”
للمستمع من كثرة بثها.
*هل ترى أن الاذاعات اللبنانية اليوم تحولت من فنية الى
اذاعات تجارية؟
– اكيد، فالاذاعات اللبنانية ظالمة جدا فلا يوجد ولا في
اي مكان في العالم اذاعة تقدم لنا عمل جميل وذو مستوى عالي وراقي، تقول لك اريد
مبلغ 7000$ لكي اقوم ببث الاغنية واذا كنت تريد النجاح للاغنية عليك اذاعتها عبر
اربعة اذاعات في مدة اقله شهرين اي ما يعادل 70000$ وهذا امر غير مقبول فعندها
يصبح من معه المال وعمل دون المستوى ينجح وينتشر وهو فاقد للصوت والموهبة ككل ومن
لديه الموهبة “بينضب بالجارور”.
لا يعترفون ببطاقة النقابة واذا قمت
بتقديم طلب عمل أو قرض مادي يتم رفضه في لبنان!
*ولكن هناك ايضا كليب لدعم الاغنية!
– نعم وهنا المشكلة الكبيرة اذ اصبح من المستحيل تصوير
الكليب فأقل كليب يحتاج 70000$ والمخرجين اليوم اصبحوا مثل الاذاعات، لهذا انا
أطلب من الوسائل الاعلامية كافة ان تدعم الاعمال الجميلة.
*هل تربط الواقع الفني بالواقع السياسي اللبناني؟
– كل شي في لبنان له علاقة بالسياسة ولا تنسى ايضا
الازمات العربية التي خضت الوسط الفني فالفنان ينتظر نجاح عمله كي يحيي الحفلات في
الدول العربية التي تلتهي اليوم بالأزمات التي تمر بها والسواح العرب باتوا يفضلون
السفر الى اوروبا فضلا عن لبنان خوفا من ان يحدث مشاكل ايضا .
وانا اليوم يحزنني ان اكون فنان لبناني وانتمي الى
النقابة واحمل بطاقتها اذا قمت بتقديم طلب عمل لاي سفارة يتم رفضه لانهم لا
يعترفون بالبطاقة التي احملها، وايضا عند تقديم طلب قرض مادي لاي بنك يطلب مني
اوراق ثبوتية لعملي ويقول لي ما الذي يؤكد لي انك تجني المبلغ الفلاني هذا الشهر.
*لماذا اخترت مدينة ابوظبي لأطلاق اغنيتك الجديدة؟
– انا لم اتقصد فعل هذا الامر اتى عبر الصدفة فأنا اغني
كل نهار خميس في احد النوادي الليلية هناك وعندما كنت متوجه الى هناك سمعت اغنيتي
عبر الراديو وبعد وصولي الى النادي بدأ الجمهور يطلب مني ان اغنيها فلمست نجاح
الاغنية في ابوظبي ما شجعني لكي اطلقها هناك. ولكن انا شخصيا مع حبي الكبير لدولة
الامارات وشعبها الطيب كنت افضل بلدي لبنان فالشهرة في بلدك لديها طعمها الخاص.
رامي أخ وصديق وعدد من الموسيقيين يفتقدون
للثقافة في لبنان!
*ما صحة الكلام عن الخلاف الموجود بينك وبين النجم رامي
عياش؟
– رامي أخ وصديق
عملنا سويا فترة 7 سنوات ولا يوجد أي مشاكل بيننا كل ما في الامر اننا انفصلنا من
ناحية العمل لأن وقتي لا يناسب على وقته والعكس صحيح لان عملي معه يحتم علي ان
ابقى بجانبه في كافة الحفلات وهذا الامر اصبح شبه مستحيل.
*كيف هي طريقة التعامل مع الموسيقيين وخاصة انهم يعيشون
حالة من المزاجية الدائمة؟
– المشكلة اليوم انه يوجد عدد من الموسيقيين في لبنان
يفتقدون للثقافة في طريقة تعاملهم مع الاخر وانا لا يهمني ان اتعامل مع
موسيقي”شاطر” ويفتقر لطريقة المعاملة مع الغير اذ تطلب منه التواجد في
حفلة معينة وفي اليوم التالي لا يأتي وعندما تحاول الاتصال به يقفل خطه والسبب انه
حصل على زيادة مادية من شخص اخر فالغى العمل معك دون حتى الاعتذار واضع اللوم هنا
على النقابة التي يجب عليها توحيد الاسعار وضبط الموضوع كي لا يحصل ما يحصل اليوم.
ففي لبنان يوجد اعداد قليلة من الموسيقيين لدينا نقص كبير والسبب هو الامور
المادية فيفكر الموسيقى بان يعمل عمل اخر لانه يصل الى سن الشيخوخة فيجد نفسه وحيدا دون ضمان صحي او تعويضات من
النقابة وهو اصبح غير قادر على احياء الخفلات والسفر كي يؤمن مصاريف الطبابة
والمعيشة.
*بالعودة لأغنية “ودعني” هل تنوي تصويرها على
طريقة الفيديو الكليب؟
– حاليا لا.
*لماذا هل هي اسباب انتاجية؟
– نعم، لانني لا اريد ان اصورها بتكلفة قليلة كي لا يكون
العمل دون المستوى المطلوب وانا من الناس الذين يفضلون انجاز العمل على اصوله
ولهذا السبب تأخرت باصدار الاغنية كي انجزها بمستوى جيد وانا دعمتها “على
قدي” يكفي انك استمعت الى الاغنية وهذا يكفيني. انا اثبت نفسي كموزع
والحمدلله واليوم اريد اثبات نفسي كفنان.
الموزع اليوم هو من أساسيات العمل ومن
دونه لا وجود للعمل!
*هل من تحضيرات جديدة؟
– في الوقت الحالي أقوم بالتحضير لأغنيتيين جديدتين وسوف
اصدر واحدة منهم قريبا.
*ماذا غير الغناء بمارك عبد النور؟
– الغناء لن يغير اي شيء بمارك عبد النور يمكن ان يغير
من الناحية المادية فتصبح افضل ولكن من الناحية الانسانية انا كما انا على طبيعتي
وبعفويتي. فالغناء بالنسبة لي شيء احب القيام به لكي اقدم عمل راقي يذكرني الناس
فيه بالمستقبل كما حصل معي من ناحية التوزيع.
*ما رأيك بمواضيع الاغنيات التي تقدم اليوم وتحمل مواضيع
العنف وبعض الكلمات السوقية، وعلى من تضع اللوم؟
– أنا لا اضع اللوم على أحد فالمستمع اما ان يتقبل العمل
او ان يرفضه وادعو اليوم الى وضع رقابة على الاغنيات كما هو حاصل في الافلام
والمسلسلات.
*كثير من الناس اليوم لا يعرفون من هو الموزع الموسيقي
كيف تشرح لهم الامر؟
– انه امر صحيح وانا لا اضع اللوم عليهم فالناس معتادة
على مؤلف الكلمات والملحن ولكن اليوم الموزع هو من اساسيات العمل ومن دونه لا وجود
للعمل اصلا فأنا أقوم بانجاز المقدمة الموسيقية والموسيقى والكوبليه ايضا.
جمهورية قلبي أغنية متكاملة والأغنية
المصرية عمرها أطول من اللبنانية!
*أي اغنية لفتت مارك عبد النور اليوم؟
– “جمهورية قلبي” فهي اغنية متكاملة من اللحن
الى التوزيع والتسجيل والاغنية مصممة لصوت محمد اسكندر، اما اغاني السلطنة فاحب
جرح تاني لشيرين ولكن البومها الاخير لم يعجبني فانا احب شيرين عندما كانت مع نصر
محروس، وهناك ايضا الاسامي للراحلة ذكرى، وأحب كل ما يقدمه الفنان فضل شاكر فهو
الوحيد الذي يغني بهدوء واحساس عالٍ وصوته مميز.
*هل الاغنية اللبنانية عمرها اقصر من المصرية، وما هي
الاسباب برأيك؟
– بعد خبرة طويلة في هذا المجال ارى ان الكلمة المصرية
اخف بكثير من الكلمة اللبنانية فهي “مهضومة وقريبة من القلب” مما يجعل
عمرها اطول من اللبنانية.
*كيف هي طريقة تعاملكم كموزعين موسيقيين مع بعضكم البعض؟
– هنا المشكلة فنحن في لبنان “مش مناح بحق بعضنا”
على عكس الفنانين المصرين الذين اذا سألتهم عن زميلهم في المهنة يمدحون به اما هنا
يبدأون بشتمه ووضع كافة الصفات البشعة فيه.
اذا كنت أريد أغنية راقصة أتجه الى جان
ماري رياشي واذا كنت من محبي الابداع والتجديد أختار هادي شرارة!
*باختصار صف لنا بعض اسماء الموزعين في لبنان؟
– انا اتكلم عن الموزعين كل حسب اختصاصه فاذا كنت اريد
اغنية راقصة اتجه الى جان ماري رياشي اما اذا كنت من محبي الابداع والتجديد فأختار
العملاق هادي شرارة الذي هو مدرسة فنية كبيرة بالنسبة لي اما اغاني الاحساس
والرومانسيه فاكيد بلال الزين واغاني الدبكه لروجيه خوري.
*كيف تفسر لنا ظاهرة الاعداد للاغنيات؟
– الاعداد المسيقي هو اعادة توزيع اغنية بلحن يوناني او
تركي وتقديمها بالنسخة العربية فمنهم من يحبذ ان تبقى كما هي دون اي تعديل ومنهم
من يحب ان يتم التعديل بالأغنية.
*كلمة أخيرة لميوزك نايشن….
– شكرا لميوزك نايشن على هذا اللقاء واتمنى ان تكونوا من
الداعمين لكافة الاعمال الجميلة.