* احتفت بك قبل فترة دائرة السينما والمسرح وكرمتك وأنت مغترب عن العراق منذ ثمانية عشر سنة ماذا يمثل لديك هذا الاحتفاء خصوصا وانه في بغداد؟
– بصراحة أعجز ما أقول بشأن هذه الخطوة الرائعة من قبل دائرة السينما والمسرح ووزارة الثقافة أعتقد أن أحد أهم الأسباب التي جعلتني أكرم هي أنني لم أنقطع عن زملائي في العراق لحظة واحدة فمنذ خروجي الى هولندا عام 1992 كنت على تواصل مع من في الداخل ولم تخلق أي فجوة بيني وبينهم وعملي في بلاد الغربة كان مرتبط ارتباط مفصلي مع العراق الذي كان حاضرا في معظم أعمالي المسرحية .
* ما هي الأسباب التي دعتك لمغادرة العراق؟
– أهم الأسباب هي المضايقة وحصار الثقافة والوعي في فترة التسعينات ، فأنا كفنان لدي رؤية معينة اعتبرت كل ما يحيط بي هي مصدات فوجب على الطيران بعيدا ولا اعرف عند تقييمي للتجربة هذه هل أنا أصبت أم أخطئت هكذا هي سارت الأمور معي لقد أحسست أن المكان لم يعد يتسع لي لأديره بأفكاري وأطور من إمكانياتي بسبب فعل الحروب المتلاحقة والحصارات .
كل هذه الأمور بعيده عن الفنان لأنه يفكر في الجمال وفي الإبداع ، وبالتالي قررت الرحيل وكنت متصور بأنني سأرجع بسرعة ولكن أخذتني الأيام .
هناك في هولندا أخذني الطموح لأحلق في مجتمع منفتح جدا ومتطور جدا فيه تحدي للإحساس والذائقة والمعرفة ، فدرست هناك وعملت مع الفرق المسرحية الهواة والمحترفين أظن أن التجربة الآن عندما انظر أليها من الخلف أجد أنها ساهمت في تكوين ذائقتي الفنية .
* كيف ترى الاختلاف ما بين المسرح العراقي والأوربي ؟
– الاسترخاء هو نقطة الاختلاف وأنا دائما أؤكد على هذه النقطة ، فالشعوب الأوربية هي شعوب مسترخية ليس لديها مطبات في حياتها وليس هناك شيء مفاجئ لها أما نحن هنا فبالعكس تماما دائما نتفا جئ بالأحداث فمثلا الفنان هنا يؤمن ويفكر ويؤسس وإذا به يفاجأ بالحرب العراقية – الإيرانية ويتخلص من الحرب ويبدأ يؤسس من جديد وإذا بحرب الخليج وهكذا حيث تلتها الحصارات والحروب الأخرى هذه العملية سيكون أنعاكسها على المبدع بشتى المجالات .
* هل هذا الانعكاس هو سلبي أم ايجابي برأيك ؟
– صعب جدا أن تحدد أن كان سلبي أو ايجابي فالعملية هي توتر هناك في أوربا العكس تماما المسرح عملية متعة واكتشاف وتراكم معرفة هنا صعب التأسيس لها لأنه لم نجد فرصة للاسترخاء . الفنان المسرحي يبدأ مسيرته بعمل يفترض أن يأخذ فرصة تلو الأخرى حتى يصبح لدية تراكم معرفة وإحساس بالمكان ولكن هذه لم تتوفر لفناننا للاسف .
* أيهما أكثر تأثيرا برأيك المسرح العراقي أم الأوربي ؟
– الاثنان جميلان ، فعند مجيء عمل مسرحي عراقي هناك في أوربا يتمتع الجمهور فيه جدا بشكل لا يوصف وبمنتهى الدهشة بسبب الامتزاج الذي نمتلكه في الأعمال المسرحية ما بين ربط الفلكلور بالحاضر ولكل مسرح له جاذبية خاص به .
* غادرت العراق منذ مطلع التسعينات كيف وجدت بغداد والحركة الثقافية ؟
_ بدون مبالغة أو مجاملة بغداد دائما كانت تمتلك حراك غير طبيعي لا يوجد في قاموسها شيء اسمه سبات ودائما كان أي صنف من أصناف الثقافة العراقية يصنع شيء من لاشيء لأنه داخل هذه المدينة العظيمة. أنا أتخيل لو جاءتنا فرصة من الاستقرار والاسترخاء لمدة عشرين سنة ماذا كنا سنفعل بالتأكيد كنا سنفعل أشياء كثيرة جدا جميلة ولكن للأسف نحن غير محظوظين . بغداد جملية وما زالنا نحن العراقيون في الغربة نجلس أمام علبة التلفاز ولا نرى سوى النار والجحيم يحيط ببغداد ولكن الحقيقة عكس هذا تماما الواقع شيء والأعلام ينقل شيء آخر مع شديد الأسف ، فتصور أنني طوال تواجدي في بغداد في نهاية كل أسبوع أذهب الى شارع المتنبي وهذا الأمر يفوق الخيال لما هذا الشارع من جمالية وحركة ثقافيه غير طبيعية لم أكن أتصور أن الحركة الثقافية موجودة للآن لقد تفاجئت بوجود صالونات أدبية وأناس يشترون الكتب للأسف هذه الأمور تصل الى المقيمين في الخارج بصورة جدا سيئة . أما بالنسبة للحركة الثقافية وخصوصا المسرحية لقد شاهدت ما يقارب ستة عروض مسرحية في بغداد كانت جدا جميلة وفيها وعي وتنافس ، فالمسرح العراقي بدأ قويا ونحن عشنا تحت ظلاله في أوربا ، ولازال المسرح قادر على أنتاج أجيال جديدة مؤثرة في الحركة الثقافية ولهذا ترى في المهرجانات العربية أن المسرح العراقي في الصدارة وهذا دليل على أن المثقف العراقي قوي يحتاج فقط للاستقرار والاسترخاء وان يفكر في منظومة مضمونه ليس فيها مفاجآت أو انقلابات سريعة .
* ما الذي تغير في تصوراتك وأنت تعود لبلاد الغربة ؟
– أنا لحد هذه اللحظة أعيش لحظة ” دهشة كبيرة ” وكأنني في داخل فيلم سينمائي وليس شخص يشاهد الفيلم لا اعرف ماذا وكيف اعبر عن مشاعري وكأنني حقنت بإبرة منشطات لمدة عشرين سنه مقدما ، وبصراح هانا متفائل جدا بمستقبل العراق .
لقد أخذت جرعه قوية جدا من الحياة والإنسانية ومن الرحمة هذه الشخصية العراقية التي يصعب على أي كائن تفسيرها بدءا من صاحب المقهى البسيط جدا الى تعامل الناس معك في الباص وفي الشارع وكذلك الى تعامل زملائي الفنانين. في حياتي لم أكن خائفا بل كنت مجازفا جدا ولكن هل تصدق أنني لم أنم منذ يومين هذه العملية التي أعيشها أربكتني جدا كيف لا وإنا ارجع من غربتي الطويلة وألاقي زملائي يحتفون بي ويستمعوا ألي بكل محبة وحميمة أنا جدا سعيد بهذا بشكل لا يتصوره عقلي أتمنى أن أفرحهم مثلما أفرحوني بشكل لم ألفه منذ 18سنة .
* البعض يتساءل من أين جاءت تسمية ” الصغير ” لرسول ؟
– من جدي فهو أسمه باللهجة العراقية العامية ” أصغير ” وكان في وقتها وأنا طالب في كلية الفنون الجميلة ببغداد تقليد معين لا اعرف أن موجودا الآن أم لا ، ألا وهو يعطون لكل طالب استمارة تحتوي على فقرة ( الاسم الفني ) فكنا مولعين في هذه القضية فارتأيت أن أضيف (ال ) التعريف الى اسم جدي وتمت الإشارة لي بعده باسم رسول الصغير .
* هل هناك أي عمل مشرحي قادم في العراق ستشارك فيه ؟
– نعم فقد شرفني أستاذي الكبير ” سامي عبد الحميد ” بعمل مسرحي يحمل عنوان ” غربة ” وهي من بطولته وتأليف الفنان كريم خنجر .
* هل من كلمة أخيره تود قولها ؟
– احيي بشكل حار وكالة music nation وأشكرهم على هذا الاهتمام وأرجو الاستمرار بهذه الخطوة لان المجتمع العراقي محتاج فعلا أن يرى الثقافة بوجهها الحقيقي .
السيرة الذاتية
الاسم : رسول صالح أصغير
الاسم الفني : رسول الصغير
المواليد : 1963
الشهادات والجوائز التي حصل عليها :
1- بكالوريوس أخراج مسرحي / كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد 1989
2- دبلوم من المعهد العالي للمسرح فرع الأخراج / هولندا 2004
3- شهادة تقديرية لدوره في تأسيس مهرجان المسرح المدرسي الأول في اليمن 1994
4- جائزة أفضل مخرج مسرحي عن مسرحية ” سوناتا الركام ” / مهرجان الشباب / بغداد 1987
5- جائزة أفضل أخراج مسرحي عن مسرحية ” المهرج ينظر في المرآة “ / اليمن 1994
المشاركات
العراق : عشرة أعمال منذ عام 1985 ولغاية 1992
اليمن : ستة أعمال منذ عام 1992 ولغاية 1996
هولندا : ستة عشر عملا منذ عام 1996 ولغاية 2010
* شارك في حوالي اثنا عشر مهرجانا مسرحيا منذ عام 1987 ولغاية 2005