كان للدواء والصيدليات في هذه الحلقة من “طوني خليفة” الحيَّز الأكبر، خصوصًا وأن القضية أخذت تجاذبات عديدة لم تنقطع طيلة الأسبوع الماضي، كما أشار الإعلامي طوني خليفة مطلع حلقته هذه، حيث أضاء على المؤتمر الصحفي الذي عقده نقيب الصيادلة في لبنان د. جورج صيلبي، وهو الذي كان ضيف الحلقة ولم يستثمر إطلالته بتوضيح حقيقة الفروقات الكبيرة بين أسعار الأدوية في لبنان مقارنة مع تركيا، وقد كانت للنقيب فرصته في هذه الحلقة أيضًا من خلال مداخلة هاتفية نهاية السجال، والذي جرى حول أكثر من قضية صحيَّة جرى طرحها تباعًا.
منتحل صفة طبيب وإقفال صيدلية.
البداية كانت من شقة يُمارسُ فيها الطب بشكل عشوائي من خلال مواطن سوري يُدعى ماجد كان واضحًا أنه منتحل صفة طبيب يعالج مرضاه في هذه الشقة التي تعج بهم، وبالطبع دون أي مسوِّغ قانوني ودون ترخيص.. كاميرا “طوني خليفة” دخلت الشقة وضبطت المدعو ماجد بالجرم المشهود، وهو الذي قال إنه “طبيب أمراض داخلية”، بينما أكَّدت وزارة الصحة، على لسان ضيف الحلقة والمشارك في أكثر من فقرة، الدكتور جوزيف الحلو (مدير العناية الطبيَّة في وزارة الصحة) أن المعني (ماجد من التابعية السورية) منتحل صفة وحتى لو كان طبيبًا فهو غير مخوَّل بممارسة المهنة، كما أشار الحلو خلال الحلقة إلى أن الوزارة أبلغت محافظ جبل لبنان سابقًا حول ماجد (كمنتحل صفة طبيب) وهي التي طالبت أيضًا بمداهمة صيدلية يمتلكها د. فادي باخوس وإقفالها بالشمع الأحمر، بعد تسجيل إخبار من خلال فريق البرنامج والإعلامية زهراء فردون، التي قامت بتوثيق ما يحصل في شقة ماجد، التي تعج بنازحين سوريين ومواطنين لبنانيين، باعتبار المعاينة لا تزيد عن عشرة آلاف ليرة لبنانية، والدواء يجري وصفه على قصاصة من الورق للحصول عليه من “صيدلية باخوس” حصرًا، والذي اعترف حرفيًّا بان غالبية الأدوية التي لا تُصرف إلا عبر “الوصفة الطبيَّة الرسمية الموّحدة” يتم استثناء ماجد منها (إذا ماجد ماشي الحال)!! الدكتور فادي باخوس كانت له هو الآخر مداخلة أوضح فيها موقفه معترفًا بالخطأ الذي يعود لغرض تسهيل حصول النازحين السوريين على الأدوية. بينما بقيت مسألة عدم قيام محافظ جبل لبنان بإرسال قوة أمنية لمداهمة وإقفال شقة ماجد ملتبسة.
علاج جنسي للضرس.
الفقرة التالية تابعتها الإعلامية فانيسا طايع (من فريق البرنامج) وكانت مع صيدلية تديرها سيدة مع والدتها (تدعى جيزيل )، والتي قامت بإعطاء أحد زبائنها “سبراي” للاستعمال الخارجي وتحديدًا للرجال ولأغراض جنسية، لكن ليستعمله كمهدئ لوجع الضرس الذي تعاني منه زوجته، وحين اكتشف الأمر عاد إلى الصيدلية وتعارك مع السيدتين اللتين أصرَّتا على موقفهما بأن نفس هذا “السبراي” يمكن استعماله لأوجاع الضرس، باعتباره يحتوي على مادة الـLidocaine المخدِّرة والتي تُعتبر نوعًا من “البنج”، وهذا ما عاد وأكَّده دكتور حلو، لكن مشترطًا عدم ابتلاع كمية منه حيث يتسبب بأضرار كبيرة قد تصل إلى الاختناق… الفقرة التي غاب عنها المتنازعون بدا أنهم ذاهبون للمصالحة، باعتبار غلطة الصيدلية لا تُجيز للزبون الاعتداء على سيدتين داخل صيدليتهما.
وجهًا لوجه مع علي صفا
بعد تبادل الاتهامات بين طوني خليفة والنائب السابق لنقيب الصيادلة د.علي صفا، أطل الأخير وجهاً لوجه مع طوني لتوضيح ما قاله خليفة من أن واجب الصيدلي يُحتِّم عليه التجاوب مع مواطن يقوم بإيقاظه ليلًا من النوم لفتح صيدليته وإعطاء الدواء عند الضرورة… اللقاء كان وديًّا أكثر من كونه عدائيًّا، وأعاد المشاهدين إلى القضية الأهم ألا وهي مسألة الأسعار وما قاله النقيب في مؤتمره الصحفي عن احتمال فساد الأدوية التي يشتريها اللبنانيون من تركيا. وهنا كانت مداخلة نقيب الصيادلة كما أسلفنا، بعدما كان السؤال له خلال هذه الحلقة عمن دافع في مؤتمره عن الصيادلة أو المواطن أم عن تجار الأدوية، والذين سبق لصفا أن وصف بعضهم بالمافيات.
اللفت والسكاكر المسرطنة.
من خلال عليا عباس (مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة) وجويس حداد (مديرة الوقاية الصحيَّة في وزارة الصحة) جرى الإعلان عن نتائج فحوصات “اللفت المسرطن” الذي شغل الناس في الأسبوعين الأخيرين، خصوصًا وأن دولة السويد هي من فتح المعركة من خلال منعها دخول هذا “اللفت” إليها، أما السبب فيعود إلى استخدام مادة ملوِّنة ممنوعة عالميًّا لإعطائه هذا اللون المميَّز له بدلًا من استخدام “الشمندر” كما في “اللفت المكبوس” في البيوت.. لكن بالإضافة إلى اللفت كان السؤال الأهم عبر برنامج “طوني خليفة” هو حول سكاكر الأطفال الملوَّنة إضافة للكثير من العصائر وهل يتم استخدام نفس الملوِّن فيها، هذا ما استدعى أخذ عيِّنات للحصول على النتيجة في الحلقة المقبلة.. وبعيدًا عن الملونات كانت الجولة على المسالخ والمسامك والملاحم مع استمرار رحلة البحث عن صحة الناس في لبنان، ومدى التزام المخوَّلين بأكلهم وشربهم بسلامة الغذاء بعدما سبق اجراء اللازم حول قطاع المياه.. اليوم دخلت الكاميرا مرة أخرى مع زهراء فردون وبرفقة مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة المهندسة جويس حدَّاد هذا القطاع، ليرى المشاهد ماذا يأكل اللبنانيون، وليتبين وبكل أسف أن النظافة هي أول ما تفتقر إليه هذه الأماكن التي تزوِّدنا بالأسماك وباللحوم وبالدجاج وغيرها على شكل أوساخ تثير الإشمئزاز لا الشهية للطعام.