في مطلع السنة الجديدة ، المجال الفني العربي ومثل اي نشاط عملي اخر يتطلع لتطوير إمكانياته ويبحث عن فرص منتجة إن كانت مشاريع و/او تحقيق دخل افضل عن العام المنصرم.
قبل ان نتكلم عن المجالات والفرص المتاحة لهذة السنة، لابد ان نستذكر الإنجازات الكبرى في مجالنا الفني العربي خلال السنة الماضية.
سنة ٢٠١٨ حفلت بإنتاج العديد من الافلام والمسلسلات الباهرة، البومات واغاني صابت ارقام قياسية استماعاً ومشاهدات كما وتفعيل جزئي لقانون حماية الملكية الفكرية، ان كان ذلك عن طريق القوانين الوطنية او من خلال ال Sacem ما أدى إلى انخفاض نسب الخسائر من القرصنة الغير شرعية في عدد من دول الوطن العربي.
ولعل من ابرز مؤثرات إرتفاع نسبة البث الرقمي من استماع ومشاهدات هي اتاحة الخدمات الرقمية الشرعية عبر تطبيقات الهواتف المحمولة.
كما وشهدت الساحة الفنية دخول شَراكات (مشاريع مشتركة) مابين كبرى الشركات الرقمية العالمية مثل سبوتيفاي، ايتيونز وتحديداً ديزر التي وقعت مؤخراً مع شركة روتانا للصوتيات كما مع العديد من شركات الإنتاج الموسيقي .
في نفس الوقت، تراجعت نسبة الحفلات خلال العام الماضي برغم انفتاح السعودية واقامة حفلات موسيقية كثيرة وضخمة الا ان المهرجانات تشهد تراجع في باقي دول العالم العربي.
وبالرغم من انضمام او إعادة إنضمام بعض النجوم والفنانين الى شركات الإنتاج الا إن الاتجاه الأكثر قبولاً يبقى باستمرار أغلبية النجوم وخاصة الشباب منهم في اتباع نهج الاستقلالية الإنتاجية والمشاريع الفنية المنفردة. وهذا ماسوف نلاحظه بكل موضوعية هذه السنة وخصوصاً بدخول اصوات فنية شابة واعدة وإجتهادات افراد او مجموعات من الناشئين لانتاج موسيقى ذات طابع شبابي بلغة الراب او الهاوس ميوزيك او غيرها.
إنتاجياً، بات التوجه نحو انتاج الاغاني المنفردة أساسياً على حساب انتاج الألبومات وهي سياسة ذكية يتبعها عدد لا يستهان به من النجوم المعروفين كما من النجوم الشباب سعياً منهم للحفاظ على استقلاليتهم المهنية وهم من تقدموا بطلبات تعاون مع شركة لايف ستايلز ستديوز لأسلوبها المميز في انتقاء وإنتاج أغانٍ وأعمالٍ منفردة مصورة بجودة عالية وتُسَوقها بشكل محترف حيث لبت الشركة رغبة كثير من النجوم والفنانيين بالتعاقد على مشاريع فنية موسيقية منفردة بموجب إتفاقية بصيغة “إقرار” مما يحدد الالتزامات في بنود شاملة لكل من الاطراف ويجعل تنفيذ المشاريع اسهل واسرع وبكل شفافية ووضوح.
هذا العام يبشر بالخير بالمنطقة العربية الغنية بالموارد خاصة مع انتشار الوسائط الرقمية حيث اصبح المشاهد و/او المستمع العربي يفرض رغبته على الساحة الفنية بقوه وخصوصاً الشباب منهم والذين يمثلون النسبة الأكبر من مشاهدي ومتفاعلي الوسائل الاجتماعية الرقمية كما سيعزز انفتاح السعودية على تنظيم اهم وأكبر الحفلات والمهرجانات الصناعة الترفيهية بكل اشكالها .