نشرت منظمة الصحة العالمية بأن عدد البلدان التي لديها استراتيجيات وطنية لمنع الانتحار قد ازداد خلال السنوات الخمس المنقضية منذ صدور تقرير المنظمة العالمي الأول بشأن الانتحار. إلا أن العدد الإجمالي للبلدان صاحبة الاستراتيجيات، الذي لا يتجاوز 38 بلداً، لا يزال ضئيلاً للغاية وعلى الحكومات أن تلتزم بوضع مثل تلك الاستراتيجيات.
وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس: “رغم التقدم المحرز، ما زال هناك شخص يفقد حياته كل 40 ثانية جرّاء الانتحار. وتمثل كل حالة وفاة مأساة لأسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه. ورغم ذلك، فإن منع حالات الانتحار أمر ممكن. ونناشد جميع البلدان أن تقوم بشكل مستدام بإدراج استراتيجيات مُثبَتة لمنع الانتحار ضمن برامجها الوطنية في مجال الصحة والتعليم.
فيما كان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، بعد إصابات الطرق. وفي أوساط المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، كان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بين الفتيات (بعد اعتلالات الأمومة)، وثالث الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الفتيان (بعد إصابات الطرق والعنف بين الأفراد).
و تعد الأساليب الأكثر شيوعاً للانتحار هي الشنق، والتسميم الذاتي بمبيدات الآفات، والأسلحة النارية. أما التدخّلات الأساسية التي أثبتت نجاحاً في الحدّ من حالات الانتحار فهي تقييد إتاحة الوسائل المستخدمة؛ وتوعية وسائط الإعلام بشأن تقديم تقارير مسؤولة عن الانتحار؛ وتنفيذ برامج في أوساط الشباب لصقل المهارات الحياتية التي تمكّنهم من التأقلم مع الضغوط المعيشية؛ وتحديد الأشخاص المعرضّين لخطر الانتحار والتدبير العلاجي لحالاتهم ومتابعتهم في مرحلة مبكرة.
تجدر لاشارة الى انه في 10 أيلول/سبتمبر، قامت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء العالميين والاتحاد العالمي للصحة النفسية والرابطة الدولية لمنع الانتحار وحملة “متّحدون من أجل الصحة النفسية العالمية”، بتدشين الحملة الداعية إلى تخصيص 40 ثانية لهذا العمل حول منع الانتحار.