المرحومة إيناس المعيوفي نموذجاً فريداً في التضحية والإيثار من أجل أسرتها، حيث تحولت إلى أيقونة ولاية القصرين، وسط غرب البلاد، بعد الإعلان عن وفاتها على أثر تبرعها بأحد أعضاء جسدها لزوجها.
حيث خضعت إيناس لعمل جراحي بمحاوله منها لأنقاذ زوجها الذي كان يعاني من عجز مزمن أصاب كليتيه، لكن الأطباء حذروها من هذه الخطوة نظراً لوجود خطورة على حياتها، فما كان منها إلا أن أصرت على موقفها، وأمضت على تعهد قانوني بأنها تتحمل مسؤولية خيارها بشكل كامل.
وفي مستشفى سهول بمدينة سهلول، وسط شرق، خضعت إيناس لجراحة تم من خلالها انتزاع إحدى كليتيها لتزرع في جسد زوجها، ثم أفاقت لترى ابتسامة الرضا على وجوه أفراد الفريق الطبي الذين عملوا العملية بنجاح، وبأن زوجها في طريقه إلى تجاوز أزمته الصحية، شاكرين إياها على موقفها الإنساني النبيل.
وقد اعتبر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة إيناس المعيوفي رمزاً للعطاء الإنساني وللحب العميق والعلاقات الإنسانية الراقية وخاصة بين الزوجين، مشيرين إلى أنها تمثل أعلى مراتب التضحية، وهي التي أصرت رغم التحذيرات التي تلقتها، على أن تنقذ زوجها، وتبعث السعادة في أبنائها، لترحل عن هذه الحياة تاركة خلفها اللوعة والألم والإشادة والذكر الحسن.