بعد جلسة تداول عاصفة، انهار سعر برميل النفط تسليم مايو/أيار المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، مما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وسجل سعر برميل النفط الخام الآن ناقص 37$ لأول مرة في التاريخ.
ونظرا إلى انقضاء مهلة عقود مايو/أيار اليوم الثلاثاء، كان على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن.
لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين مما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37.63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.
وخسر خام القياس الأميركي نحو 56 دولارا ليهبط 306%. كما انخفضت عقود خام برنت لتسجل عند التسوية 25.57 دولارا للبرميل.
وقالت وكالة رويترز إنه للمرة الأولى على الإطلاق يضطر البائعون لأن يدفعوا للمشترين من أجل أخذ عقود آجلة للنفط.
وفي تعليق سريع له، قال الخبير النفطي الكويتي أحمد بدر الكوح إن انهيار الخام الأميركي حالة خاصة بالسوق الأميركية، في وقت ما زال خام برنت متماسكا، لكن الكوح لم يستبعد تأثر خام برنت بما يحدث في الأسواق الأميركية.
وأضاف أن الأسواق الأميركية تواجه مشكلة على مستوى تخزين النفط، حيث باتت تكلفتها عالية مع امتلاء الصهاريج بالكامل، لذلك يحاول المتعاملون التخلص من النفط تسليم مايو/أيار المقبل. اعتبر الكوح أن النفط الصخري الأميركي قتل نفسه عندما استمر المنتجون الأميركيون في الإنتاج رغم استمرار الأسعار في الانخفاض.
وقال إن “منتجي النفط الصخري لم يقرؤوا معطيات السوق جيدا، وها هم الآن يجنون نتائج سياساتهم”.
وعاد ليؤكد أن آخر يوم لتداول عقود تسليم مايو/أيار هو غدا الثلاثاء، لذلك لجأ المتعاملون للتخلص مما في حوزتهم.
وفي السياق، أكد خبراء لقناة الجزيرة أن الأسواق تشهد صدمة في الطلب بسبب التراجع الاقتصادي على خلفية انتشار فيروس كورونا، لذلك يتعين سحب أكبر قدر ممكن من النفط بالأسواق لدعم الأسعار.
ولم يستبعد بعض الخبراء أن يضغط الرئيس الأميركي بقوة على السعودية لتنفيذ مزيد من التخفيضات أكثر من تلك التي جرى الاتفاق عليها قبل أيام بين المنتجين الكبار وعلى رأسهم الرياض وموسكو.
ورأى آخرون أن سوء الإدارة وحرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا أدت إلى إغراق الأسواق.
وتعرضت سوق النفط لضغوط شديدة بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، مع انخفاض كبير في الطلب. وتكافح مرافق التخزين الأميركية الآن للتعامل مع وفرة النفط، مما يضعف الأسعار أكثر.
كما أظهرت بيانات رسمية اليوم تراجع صادرات السعودية من النفط الخام في فبراير/شباط الماضي إلى نحو 7.278 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 7.294 ملايين برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتقدم الرياض وأعضاء آخرون بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أرقام التصدير الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة “لوك أويل” -ثاني أكبر منتج روسي للنفط- أن الشركة ستقلص إنتاجها بمقدار أربعين ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق عالمي.
وكانت مجموعة “أوبك بلس” اتفقت على تقليص الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا في مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين، نظرا لانخفاض الطلب جراء انتشار فيروس كورونا، والتنافس المحموم على زيادة الإنتاج بين روسيا والسعودية. وتعتزم دول المجموعة تقليص مستوى التخفيض بعد ذلك.
وقال علي كبيروف إن “لوك أويل” تتوقع أن يبلغ سعر النفط ثلاثين دولارا للبرميل مع نهاية العام الجاري.