إحتفل اللبنانيون بفوز عالم أميركي من أصل لبناني بجائزة “نوبل” في الطب وعلم وظائف الأعضاء، هذا العام، وتقاسمها مع عالم اميركي اكتشف معه كيف تشعر أجسادنا بدفء الشمس أو عناق الأحبة.
والدكتور أردم باتابوتيان، هو أميركي من اصل لبناني، ويتحدر أجداده من أرمينيا أيضاً.
ولد باتابوتيان في بيروت في العام 1967، ودرس في الجامعة الاميركية فيها قبل أن يهاجر في أوج الحرب الأهلية العام 1986 إلى الولايات المتحدة الاميركية حيث حاز على الجنسية الاميركية ويقيم ويعمل فيها.
ويتعلق إنجاز العالمين ديفيد جوليوس وباتابوتيان، باكتشاف الآلية التي تستشعر بها أجسامنا اللمس ودرجة الحرارة، وتوصلا إلى كيفية تحويل أجسادنا الأحاسيس الجسدية إلى رسائل كهربائية في الجهاز العصبي، وهو ما يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى طرق جديدة في علاج الألم.
وكان البروفسور باتابوتيان الذي يعمل في معهد سكريبس للأبحاث يقوم أيضاً بدس الخلايا في طبق، حيث أدت تلك التجارب إلى اكتشاف نوع مختلف من المستقبلات التي تم تفعيلها استجابة للقوة الميكانيكية أو اللمس.
فعندما تمشي على طول الشاطئ، وتشعر بالرمل تحت قدميك، تكون هذه المستقبلات هي التي ترسل إشارات إلى الدماغ. ومنذ ذلك الحين، أثبتت أجهزة استشعار اللمس ودرجة الحرارة هذه دوراً واسعاً في الجسم، وفي بعض الأمراض. وجهاز استشعار الحرارة الأول المسمى (TRPV1) متورط أيضاً في الألم المزمن، وكيف ينظم الجسم درجة حرارته الأساسية، والمستقبلات اللمسية (PIZ02) لها أدوار متعددة، من التبول إلى ضغط الدم.
أما الاختراق الذي حققه البروفسور ديفيد جوليوس، في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان فرانسيسكو، فتمثل من التحقيق في الألم الحارق الذي نشعر به عند تناول الفلفل الحار، فقد جرب مصدر حرارة الفلفل الحار، وهو ماده الكابسيسين الكيميائية، واكتشف نوعاً محدداً من المستقبلات (جزء من خلايانا يكتشف العالم من حولنا) الذي يستجيب للكابسيسين.
وأظهرت اختبارات أخرى أن المستقبلات تستجيب للحرارة، وتتحرك عند درجات حرارة مؤلمة، وهذا ما يحدث -على سبيل المثال- إذا أحرقت يدك بفنجان من القهوة. وأدى هذا الاكتشاف إلى اكتشاف موجة من مجسات درجة الحرارة الأخرى.
وقال توماس بيرلمان، الأمين العام لجائزة نوبل، في بيان صحافي الاثنين: “لقد كان نجاح الباحثين في هذا الاكتشاف أمراً مهما للغاية وعميقاً”.
وقالت لجنة الجائزة إن عملهما “سمح لنا بفهم كيف يمكن للحرارة والبرودة والقوة الميكانيكية أن تبدأ بالنبضات العصبية التي تسمح لنا بإدراك العالم من حولنا والتكيف معه”، مشيرة إلى أنه “يتم استخدام هذه المعرفة لتطوير علاجات لمجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك الآلام المزمنة”.
ويؤكد فوز جوليوس وباتابوتيان سيطرة العلماء الأميركيين على معظم جوائز نوبل في الطب خلال السنوات الـ10 الأخيرة.
واحتفى اللبنانيون بهذا الانجاز، وهو الاول من نوعه في تاريخ جائزة “نوبل”، حيث لم يُسجل فوز أي لبناني، أو لبناني المولد، بهذه الجائزة.