* تعرقين، تتوترين، تتصوفين على المسرح في “الخادمتين”؟ من اين يأتي هذا الانخطاف؟
– على الممثل أن يكون لديه ذوق وحس قوي، واذا ابتعد عن هذا الشيء يضيع بالاشياء التافهة ويبقى فقط بالتكنيك الذي لا ينبع من الداخل. وما اقوم به مع كارول في مسرحية “الخادمتين” صعب لان المسرحية كلها قمة. نبدأ من القمة وننتهي في القمة. لا يوجد تصاعد في العمل بل كله يبدأ على اعلى مستوى.
* كيف تحفزين طاقاتك في العطاء؟
– في اليوم الذي يكون عندي عرض مسرحي، ارى الناس الذين احبهم وانظر الى العالم الذين لا اعرفهم. اغوص فيهم انظر في عيونهم واشاهد طريقة عيشهم البسيطة. اليوم مثلا قصدت شاطىء البحر وتناولت الغداء هناك رايت الصيادين وصادفت الناس في المطعم، كان بحرا وهواء وشتاء اعيش كل هذه الجماليات حتى النهاية، انغمست في الجواء الطبيعية الحلوة التي تعطيني الطاقة، غيوم، وماء وامواج تبدلات الالون في الطبيعة تموجات البحر من الفاتح نحو الكحلي هذا كله بالنسبة لي طاقة.
* من أي عصب مجبولة انت، حتى تتقمصين الدور حتى الصدق، فتكونين السكيرة مثلا، والخادمة فعلا، والمجنونة حقا؟
– لا شك أن الموهبة لها تأثير وهذا الشيء قطن في داخلي وأنا فتاة لدي نبض قوي. لكن تبقى المسؤولية على المسرح فانا في حياتي اليومية اتبع اسلوبا معينا أدير ظهري لكل الاشياء التافهة والبشعة واختزن الاشياء الحلوة التي تخترق عقلي. ادخل في عيون الناس واستشعر بهم. امرن حسي بشكل يومي. وذلك حتى يكون استيعاب الشخصيات الصعبة امرا ممكنا. كذلك الى شخصيتي غير الثابتة المكونة من عدة شخصيات وكلها موجودة في داخلي. واقدر ان اظهرها ساعة اشاء حتى لو كنت خارج اطار التمثيل.
* ما هي هذا النساء التي تشكلينها كلها؟
– هذه النساء موجودة في كل الشخصيات التي العبها. وهي كذلك في حياتي اليومية. فانا لست امراة واحدة.
* أكثر النساء ظهورا عندك ؟
– لا يوجد شخصية واحدة قد تكون امرأة ساطعة او امراة بسيطة، حساسة خجولة ضعيفة قوية. كل حالة تسحب من داخلي امراة معينة وكل ذلك لمجرد التخلص منها.
* تهمني تلك المراة الجريئة التي فيك، ما مردها، هل أنت جريئة في حياتك كما في أدوارك؟
– أنا في ادواري جريئة أكثر. لكن بيني وبين نفسي لا أعتبر نفسي جريئة ولكن انا بالنهاية مثل أي إمراة أحيانا لا اكون وائقة بنفسي وأحيانا اكون واثقة كليا أنا بالنهاية مثل أي إمراة أخرى لكن عملي يتطلب أن أكون واثقة وسعيدة بنفسي حتى استطيع ان اعطي الفرح الى الاخرين وانا مضطرة دوما على الارتفاع وعدم السقوط. لاني حين اسقط اضعف وعملي يحتاج قوة وليس ضعفا.
* السقوط ممنوع كانسانة او كممثلة لديها تكنيك؟
– المهم جداً عدم السقوط كإنسانة لانه عندما اسقط كانسانة لا أعد أقوى على الشخصيات أو أعطي الناس ما إعتادوا عليه. واذا تعبت الجأ الى الناس الذي احبهم ويعرفونني كما انا. وليس الناس الذين يتفرجون علي لكن بالحقيقة انا لست جريئة ولا قوية انا استمد قوتي من ادواري. مثل دوري في “سارة” لينا التي امثلها شخصية قوية وتاخذ خطوات لكن بالحقيقة لو صديقتي يريد زوجها ان يطلقها حتى لو كان يضربها لا اشجعها على اخذ هذا الخطوة واقول لها طلقيه.
* تتعليمن من أدوارك؟
– اتعلم منها لكن لا اؤمن ان على كل امرء ان يكون ثابتاً في افكاره. حتى تشعرين باللذة والاكتفاء عليك ان تخافي، لذا انا لست ثابتة ولا قوية على الدوام.
* كنت بالماضي اكثر مواجهة وشراسة، تبدين اليوم اكثر هدوءا؟
– لم يعد لدي الصبر على المواجهة لكن هناك مواضيع مازلت فيها متحمسة جدا مثل العنف ضد الاطفال فانا هنا اقف بالمتراس وضد المراة المظلومة اتحمس لها جدا. اما مواضيع الحياة الاخرى لم يعد لي “جلد” عليها لان لا شي يستحق ان اصرف عليه طاقاتي. وافضل ان احتفظ بهذا الطاقات لعملي. اصلا لم يعد لي طاقات كالسابق وبت اهتم لاصرف اهتمامي لعائلتي واصدقائي واحبائي وطموحاتي اما ان اعطي اهمية لامور الحياة العادية فهذا لا يستحق طاقاتي على الاطلاق.
* في مسرحية مثل “الخادمتين” كيف تحملين نفسك في بداية العرض وكيف تودعين تلك الشخصية في نهايته؟
– هذه المسرحية والشخصية دقيقة جدا فانا علي ان العب قمة منذ اللحظة الاولى ومن يلعب قمة عليه ان يتحضر لهاذ الشيء وكل مداخراتي اعطيها لهذه الشخصية اذا كنت احترمها واحترم المشاهد لذا علي ان العبها حتى الاخير. وانا في هذا العمل وكذلك كارول شخصيتان لا يمكن “ننشاف” ان نرى. فنحن لا نشبه انفسنا على الاطلاق. ندى التي تعرفينها عادة غير موجودة فانا من المشهد الاول متوترة نزقة نفسي لا ينقطع كلامي لا يتوقف الحالات لا تتوقف كل دقيقة فيها توتر عالي. مكموشة ومشتعلة معا. ادخل المسرحية وانا متحضرة لها كليا منذ ايام التمرين. وكاني اقفلت كل نهاراتي وحياتي الطبيعية لابدء على المسرح فقط، وكاني اعيش حلما وعندما تنتهي المسرحية ابقى ارتجف لمدة 10 دقائق او ربع مساعة ولا اكون واعية وابقى ماخوذة حتى عندما اسمع تصفيق الجمهور اكون ما زلت مخطوفة. وعندما ادخل الكواليس ارتاح قليلا وادخل الى الحمام لاستحم علا الارتجاف وغسل العرق يريحني.
* لماذا تستحمين في المسرح ولا تنتظرين العودة الى البيت؟
– لان وضعي لا يكون محتملا حتى اصل الى البيت، العرق يغسلني الكامل وشكلي ما ينشاف.
* دقيقة في التعرق والانعصار لا بد ستشخين باكرا؟
– لا بل على العكس انا لدي طاقات هذا يعطيني طاقات ويولد مني القوة. هذا الجسد الذي يغتسل بالعرق يفرز كل الوساخة والسموم الروحية والعضلية والنفسية ويجددني من جديد.
* لكن هذا الوجه الذي يعيش الاف التعابير وكل الحالات الن يترهل باكرا؟
– هذا التعب ليس حالة متواصلة في حياة الفنان. هذا نعيشه عدة مرات فقط في الاسبوع. لا شك هناك تعب كبير لكن بعدها نرتاح. وانا خوفا من ذلك استعلم كريمات كثيرة وانام جيدا ولا ادخن. وقد اقلعت عن التدخين لاني احترم نفسي وعملي وعلي الانتباه الى صحتي. امارس الرياضة باستمرار امرن نفسي وصوتي ما نقوم به لا يقوم به اي موظف او عامل اخر. فان اصرخ 3 مرات في الاسبوع وابكي 3 مرات ايضا في الاسبوع في المسرحية. هذا يساعدني عى اخراج كل غضبي وكانه علاج نفسي لي، علاج لجسمي وعقلي.
* اداءك يستحق ان تكتب له الاقلام خصيصا لماذا حتى الان لا يكتبوا لك نصا خاصا بك على غرار الممثلات الاخريات؟
– اظن ان هذا الوقت بات لي، ولن اقبل الا ان يكتب لي خصيصا لاني نضجت كفاية وبت استحق ذلك انا بت اتضايق اذا النص لم يكن مكتوبا لي خصيصا لاني اريد نصا يليق بقدراتي والا ساصبح مكبوتة واظن ان الكبت قد وصل الى حده. وحان الوقت ان اعطي لنفسي ما تستحقه. وهذه المرحلة حانت الان وليس قبل 4 سنوات لاني لم اكن جاهزة وناضجة بعد.
* من الذي يقدر ان يكتب لك نصا يليق بك؟
– احب كتابة كلوديا مرشليان فانا اثق بها. وهناك كتاب من سوريا يودون التعامل معي ولن اذكر اسماء الان الا بعد ان تنضج الفكرة. فانا مع الكتابة الجيدة اقدر ان اعطي اكثر.
* هل قادرة ندى بو فرحات ان تجعل كاتبا جديدا اذا تعاملت معه ان يكون على لائحة الشرف؟
– قد يكون كاتبا جديدا وموهوبا لما لا. المهم ان تكون الكتابة على مستوى أدائي. انا لا افكر بالاسماء بل بنوعية عمل وان كان كاتبا مبتدئا استطيع ان ارفع اسمعه بتمثيلي وانا مستعدة لاي عمل جيد لا سيما في مجال السينما.
* لماذا السينما؟
– لاني ضجرت من التلفزيون وبت أشعر أن الاعمال التلفزيونية جدا تجارية وتاخذ طاقة والعمل فيها سريع. قد اقبل ان امثل في عمل تلفزيوني سوري. لكن الحقيقة تعبت من التلفزيون انا اقول هذا الكلام الان لكن قد اتراجع عنه لا اعرف.
* لكن في لبنان لا يوجد سينما؟
– لا يوجد لكن بامكاننا ان نصنع سينما. وهناك كلام في هذا الشأن لصناعة سينمائية في عام 1010.
* هل كنت مقتنعة من التجربة السينمائية مع جورج خباز في “تحت القصف”؟
– تنعة مئة بالمئة فهذا العمل اعطاني جوائز كافضل ممثلة في عدة دول. وهذا يعني ان لدي كل الابواب مفتوحة امامي الان من اكبر المهرجانات.
* كنت أفضل ممثلة هل كان أفضل فيلم؟
– ليس أفضل فيلم لكنه فيلم مؤثر. صنع بطريقة خاصة ومفاجئة لانه لن تجدي مخرجا ينزل من بيته تحت القصف ويصور مشاهد حية مع ناس حقيقين يعيشون الحرب حقيقة. فيلم أنجز بجنون كبير. انه “Live movie” سينما حية. وهو فيلم ناجح بكل المقاييس اما اؤليك الذي يتفلسفون ويقولون بانهم كانوا قد قدموا عملا احسن اقول لهم ليس من السهل ان ننزل الى الجنوب في اثناء الحرب وداخل المتفجرات ونصور مشاهد قانا الحية وجنازة صيدا المرة والغارات الحقيقية وكيفية خطف الناس ونصور الصحافة الفرنسية في الناقورة.
* الم تخافي من الموت؟
– خفت وكان بالامكان أن أموت خلال تصوير الفيلم لكن كنت ساكون راضية لان اموت اسوة بالشعب الجنوبي الذي مات واموت سعيدة وانا اقوم بعمل احبه.
* انا اعتبرك مجنونة؟
– انا فعلا مجنونة لاني اذهب الى الاخير في الحالة في فيلم “تحت القصف” كان الموت امامي وحولي وكان بالامكان ان اموت لكن انا اخترت هذا الموت لو حصل ولا اندم ابدا لاني اعرف نفسي باني احب ما اقوم به فانا حلمت منذ ان كان عمري 9 سنوات ان اكون ممثلة ومنذ عمر الـ 11سنة لا يوجد على لساني سوى كلمة ساكون ممثلة فهذا الهوس والجنون يعيش في�’ وكل شخصية لعبتها دخلتها حتى الاخير ولزمني الوقت حتى اعود الى شخصيتي الحقيقية والاصعب من ذلك ان تجدي من يتحملك خلال ذلك.
*أعرف انك رومانسية جدا لكن هل رومانسيتك للرجل او للتمثيل فقط؟
– انا فعلا رومانسية والرجل الذي احبه رجل موجود فعلا وحيث اكون معه لا اتكلف ولا اشعر باني بحاجة الى مجهود فهو يعرفني كما انا ويراني كما يجب ان يراني وليس كما يراني الاخرين. هو شخص يعرف الطفل الذي في داخلي وانا لا اريد منه اكثر من ان يتعرف على هذا الطفل لان هذا الطفل هو الذي يبقى لي فقط.
* هل تخافين على الطفل في داخلك؟
– هو كل شيء بالنسبة لي لا اعطيه ولا افرجيه الا الى الذي يستحقه هو لبي وكل حقيقتي وهو اثمن ما لدي ولا افرط به ابدا.
* مع مرور الزمن تلمعين او تصدأين؟
– لا اقبل ان اصدأ واوقف كل خط وكل عمل ممكن ان يجلب لي الصدأ.
* كيف تغسلين روحك حتى تبقى على توهجها؟
– اغسل روحي بالسفر والاكتشاف اغسل روحي بقفزة هوائية من 80 م حتى اخرج كل الادرينالين من دمي صعودي الى المسرح 4 مرات في الاسبوع يغسلني ويجددني ، ذهابي الى برشلونة قريبا للقفز من الطائرة سيجددني ايضا.
* وهل فعلا ستقفزين من الطائرة؟
– نعم سانط من الطائرة لاني بحاجة الى شعور الادينالين . وهكذا اذكر نفسي اني موجودة.
* خاص جدا هذا الرجل الذي يتحمل تطرفك؟
– انا فعلا متطرفة.
* أحب أن أعرف مواصفات حبيبك؟
– لديه طاقات كثيرة جدا لاني لا اتحمل “التنبلة”. هو رجل حقيقي واعيش معه قصة حب ، مليء بالاحساس اتعلم منه ويتعلم مني، ولا اطيق الرجل الذي يريد ان يعملني فقط. اخذ منه ويأخذ مني. يهدئني ساعة احتاج ان اكون هادئة ويتركني ارحل ساعة احتاج الى الرحيل. يجرني نحو الصح اذا لزم الامر. ويحبني بجنون.
الرابط: https://www.musicnation.me/?p=24