يمرّ العالم العربي بمرحلة صعبة جدّاً سببها الأزمات التي نواجهها نتيجة مخاض الثورات العربية المتنقلة من دولة إلى أخرى فيما ترسم معالم سياسية وإجتماعية جديدة لهذه الدول، لتبقى معالمها الثقافية والفنية غامضة جدّاً إلاّ وأنها سوف تشهد إنقلابات كثيرة تطيح بشخصيات فنية كبيرة إستأثرت بالساحة الفنية لمدة طويلة بدعم من الأنظمة القمعية وأجهزة إستخباراتها، فالساحة الفنية اليوم تمر بحالة ركود لأول مرّة نشهدها، وذلك رغم إصدار عدد كبير من النجوم والفنانين لأعمالهم الغنائية، منهم من عاد بعد غياب لسنوات، ومنهم من أصدر أعمالاً كان يحضر لها لموسم الصيف،إذ لم نشهد على أي إنتشار كبير لأي عمل كما إعتدنا في السنوات الماضية رغم صدور البومات “متعوب عليها” من الناحية الفنية – الأنتاجية لكل من وائل كفوري، اليسا، ملحم زين، هيفاء وهبي، أصالة نصري، جوزيف عطية، محمد حماقي… وأعمال وأغنيات منفردة لراغب علامة، فارس كرم، عمر دياب، تامر حسني، ماجد المهندس وتصوير عدد آخر من النجوم لفيديو كليبات من البومات كانوا قد أصدروها في وقت سابق مثل كاظم الساهر، صابر الرباعي، شذى حسون وغيرهم….إلى جانب تأخر العديد من الأصدارات الموسيقية.
والجامع بين كل هذه الأعمال المذكورة أعلاه أنها لم تحقق الإنتشار المتوقع محليا” وعربيا” وذلك يعود إلى الأوضاع السياسية والأمنية المتردية التي تعاني منها شعوب المنطقة العربية، والتي فرضت أولوية السياسة على الصناعة الترفيهية في خضم الأزمة المالية العالمية والتي أطاحت بأموال المنتجين وشجعت إنتشار القرصنة الموسيقية بشكل كبير.
كما ونشير بأن عدد الحفلات قد وصل الى أدناه خلال هذا العام مع إنتشار الأضطرابات مما أدى الى إلغاء العديد من المهرجانات والحفلات، وفشل عدد آخر بإستقطاب الجمهور المتوتر.
كل ذلك يلخص الصورة الحالية للصناعة الموسيقية في منطقتنا اليوم، التي دخلت مرحلة العناية الفائقة.. فالموسيقى العربية في خطر!!