هي جميلة جميلات العرب وإسمها لامع لدرجة تجعل أي شابة تتمنى أن تصبح مثلها وفي مكانها، لكن جيني أسبر ترفض أن تستكين إلى جمالها وأن تعتمد عليه في كل شيء، تحديداً في موهبة التمثيل التي عملت على تنميتها وإجتهدت كثيراً لتصل إلى ما هي عليه..
• سنبدأ من إنطلاقتك نحو الشهرة أي من عروض الأزياء..
– ما قد لا تعرفونه هو أنني تربيت في كنف عائلة علمانية، فأمي مهندسة وأبي دكتور لكن كانت منذ صغري أحب الموضة والأزياء وأتابع المجلات وأراقب ما ترتديه النساء الأكبر مني وكنت أحب الـ Barbie، لأنها أنيقة وجميلة وكنت أقول لأمي دوماً بأنني أريد أن أصبح ممثلة حين كان عمري عشر سنوات، فكانت تضحّك علي لأن لا أحد حولنا ينتمي إلى هذا المجال..
• وكيف دخلت إلى عالم الأزياء الذي تحبينه؟
– كنا نعيش في أوكرانيا، فأمي أوكرانية، وكان هناك إنتخاب لملكة جمال المغتربين في أوكرانيا ولأنني أملك روح المغامرة، قررت أن أجرب ليس لأكسب اللقب، بل لأخوض تجربة جديدة، ونجحت وحين إنتخوبي ملكة جمال وشعرت حينها أنها فرصة لأجرب نفسي في عروض الأزياء وهكذا كان.. بداياتي كانت سهلة وحققتُ شهرة سريعة ليس فقط في أوكرانيا، بل أيضاً في سوريا التي كانت عروض الأزياء جديدة عليها، لذا سلطت الأضواء عليّ..
• في خضمّ الشهرة في عروض الأزياء، ضللت تفكرين بالتمثيل؟
– الأزياء بالنسبة لي كانت باباً لما هو أكبر وأهمّ وهو التمثيل الذي كانت عيني عليه على الدوام، لكن كان هناك ظروفاً كثيرة تقف بوجهي منها إقامتنا بعد مجيئنا من أوكرانيا في اللاذقية البعيدة عن معهد التمثيل ووالدي طلب مني أن أكمل الجامعة قبل أن أفكر بالتمثيل، فأنهيتُ دراستي في كلية التربية والرياضة، وحين ذهبت إلى الشام شعرت أن عروض الأزياء مفتاحٌ لعالم التمثيل وبالفعل هذا ما حدث معي، فقد إلتقيت الأستاذ ياسر العظمي الذي كان ضمن لجنة تحكيم S Mode وأبلغته برغبتي في التمثيل، فكان أن رحب بي، وشاركتُ في مسلسل “مرايا” وكان نجاحاً باهراً لأن المسلسل كان معروفاً وناجحاًً جداً..
• كيف كان شعور الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى؟!
– كاذب من يخفي رهبة الكاميرا خصوصاً للمرة الأولى، وأنا كنت مرتعبة أكثر لأنني لا أعرف شيئاً عن هذا المجال، عدا عن أنني كنت أدخل لبيئة مختلفة بالنسبة لي، وحتى المصطلحات التي تحكى في البلاتوه لم أكن أعرفها وكنت أجعل من نفسي أضحوكة في كثير من الأحيان، أضيفي إلى أن لغتي العربية كانت ضعيفة.. لم أدخل التمثيل من الصفر بل من تحت الصفر وتعبت كثيراً على نفسي وأحياناً كنت أحضر التصوير حتى حين لا يكون عندي مشاهد أؤديها وكنت آخذ بنصائح الممثلين الكبار، ثم التعليم يأتي خطوة خطوة وأنا لم أدخل على الفور في أدوار كبيرة، بل تعلمت رويداً رويداً..
• والدتك أوكرانية ووالدك سوري، كيف نرى هذا المزيج في شخصيتك؟
– أنا خليط في العقليات ووجهات النظر ومبدأ الحرية بالنسبة لي يختلف عن الآخرين، فالحرية عندي لا تعني أن أرتدي القصير أو أتصرف بطريقة خاطئة، بل أن أعرف كيف أتصرف حين لا يكون علي رقيب.. حاولت قدر الإمكان أن أجمع التعصب العربي والتحرر الغربي ونوعاً ما نجحت وعرفت أن آخذ المنطقة الوسط بين الإثنين..
• زوجك المنتج عماد ضحية وأنت سيدة جميلة، ألا يغار عليك؟
– أكيد يغار وأي إنسان عنده شعور الغيرة، لكن الحمدلله هو واع ومطّلع ويعمل في ذات مجالي وقد تخطينا الغيرة الـ “بلا طعمة”.. ما يحدث هو أنه يوجّهني لما يضايقه وأتجنّبه لأتجنب الخلاف..
• وأنت أتغارين عليه؟
– لستُ غيّورة، لكن لا أقبل بأن يتجاوز الخطوط الحمراء التي تمسّ بكرامتي، ثم الغيرة “بتوجع الراس”!
• ماذا عن الأمومة، ألا تحلمين بها؟
– ليست حلماً، ولا أشعر أنه يجب على كل نساء الكون أن يكنّ أمهات.. أتمنى أن يكون عندي “بيبي”، لكنها ليست نهاية العالم إن لم أنجب!
• ماذا أعطتك الشهرة وماذا أخذت منك؟
– أخذت مني جهداً ووقتاً وعمراً، لكن أعطتني محبّة الناس والثقة بالنفس ولم أصرفها في مهب الريح، بل خلقت لنفسي موقعاً في الدراما وإستمتعت ونوعاً ما أنا راضية عَما وصلت إليه!
• هل هناك أدوار تطمحين إليها دون سواها؟
– هناك أدوار كثيرة أحب أن أقدمها، فالمخرجون في بداياتي قوقعوني في أدوار معينة وخيّل للناس أن شكلي أهم من موهبتي، بينما أنا كنت أنجح في الأدوار المركبة.. هذا العام كان عندي 3 أعمال مختلفة تماماً وناجحة بآراء النقاد ورغم أن مسلسلي “رومانتيكا” و”صبايا” كوميديين، لكنني لعبت دورين مختلفين، وفي “بنات العيلة”، أدّيتُ دور المرأة المطلقة..
• برايك الصريح، ألم يدخل مسلسل صبابا في دائرة الروتين؟
– أبداً.. “صبايا” عمل خاص له كيانه وحتى الآن كثر يقولون لي إنهم يريدون جزءاً خامساً مع أنني ضدّه، لكن طالما تطالب القناة بأجزاء للعمل فهذا يعني أنه محضور وهناك Rating عالٍ له.. “صبايا” مشاهد بطريقة فظيعة من الأعمار 7 سنوات إلى الـ 17 عاماً وهذا دليل على أنه ليس هناك مسلسلات تتوجه لهذه الفئات العمرية..
• هل سخّف المسلسل قضايا الصبايا العربيات؟
– المسلسل لم يسخّف قضايا الصبايا العربيات، بل حمّلوه منذ إنطلاقته أكثر مما يحتمل، فهو لا يعالج الأزمات العربية أو القضية الفلسطينية، ثم إن الدراما تسلط الضوء على المشاكل ولا تعالجها.. مسلسل “صبايا”، عمل Light، يسلط الضوء على معنى الصداقة ويعطي نظرة للصبايا السوريات على أنهن جميلات ومتحضّرات يعيشن لوحدهن ولا يخطئن، ويؤكّد للمشاهدين أن سوريا ليست عشوائيات وحارات شعبية فحسب، بل هناك جانب متمدّن منها يظهر في صباياها!
• تقولين إن أهم مخرج عملت معه هو نجدت أنزور؟
– لا أقول الأهم بل هو كمخرج مهم ومخضرم وتجربتي معه كانت الأهم في حياتي الفنية وخطوة جديدة أقدمتُ عليها في “سقف العالم” لأنه أعطاني فرصة الخروج من قوقعة الفتاة الجميلة وتحدثتُ خلاله بالفصحى وتحديتُ من قالوا إنني لن أقدر على ذلك..
• تابعت أياً من مسلسلات رمضان؟
– مرّ رمضان بين الأخبار التي تقع على الساحة السورية وبين الدراما، فبالكاد تابعت مسلسلاتي ومسلسل “ساعات الجمر” ومسلسل “رفة عين” لأمل عرفة بشكل متقطع وشاهدتُ أيصضاً “ديو الغرام” اللبناني وسعيدة للدراما اللبنانية التي تقوم بخطوات سريعة.. كما شاهدت أيضاً قبل رمضان مسلسل “روبي” وأحببته مع أنه لا يحمل رسالة..
• لكن “روبي” يحكي عن الجشع..
– إنها “حدوتة حلوة” قد تحدث مع أي أحد وهي رسالة قديمة، وبالرغم من ذلك، إستقطب العمل نسبة مشاهدة عالية، لأننا تعبنا في الدراما من الإسقاطات والفلسفة، وبتنا بحاجة لقصص حب حلوة تبعدنا عن الإرهاق النفسي الذي يحيط بنا من كل حدبٍ وصوب!
• ما الذي قدّمه لك برنامج “ديو المشاهير” الذي شاركت فيه عبر قناة الـ LBC؟
– سعدتُ بالتجربة وكانت مميزة وتحدث مرة في الحياة ومبنية على أساس إنساني.. قدمت إسمي وشاركت وتعرفت على أشخاص ظرفاء ومشاهير من كل الوطن العربي والأحلى الصدى الجميل في الشارع اللبناني..
• صوتك جميل؟ هل نسمعك تغنين يوماً ما؟
– (تضحك): صوتي ليس جميلاً.. الله نسي أن يعطيني الصوت الحلو، عاتبة عليه! ممكن أن أدندن في إحدى أدواري، لكن لا يمكن أن أغني فسمعي غلط بالعربي!
• قيل إنك كنت تستعدين لتقديم برنامج خاص بالتجميل، فأين صار المشروع؟
– كانت فكرة وعرقلتها الظروف ولا أعرف الآن أين صار التخطيط لأنه في مهب الريح.. لكنني أتمنى أن يتحقق المشروع لأن الفكرة جميلة ولي خبرة في موضوع الجمال كممثلة إضافة إلى دراستي في التغذية .
• لو خيّر لك أن تتخلي عن أمر واحد بين الموهبة والجمال، فأيها تختارين؟
– (تفكر مطوّلاً): سؤال صعب، لا أعرف.. الجمال يعني الكثير لأنه يختصر نظرة العالم في مجتمع الـ Show.. أختار شكلي لأنه يفيدني في أكثر من مجال، بينما الموهبة فأستطيع أن أعيد تنميتها كما نمّيتها في السابق!
• برأيك من هي ممثلة سوريا الأولى؟
– لا يمكن أن أختار ممثلة سوريا الأولى لأن الأمر يختلف ويتقلّب بحسب الأعمال.. فمثلاً سلافة معمار في “زمن العار” فجرت طاقتها وكانت حينها نجمة سوريا الأولى.. وفي مسلسل “بنات العيلة”، أحببت دور ناظلي الرواس، وأمل عرفة إنسانة تتحفنا دوماً بجديد و “رفة عين” أبدعت خصوصاً أن العمل من كتابتها.. لذا، لا أعتقد أن هناك ممثلة أولى، بل عمل مميز وأوّل..
• كلمة أخيرة؟
– أتمنى أن يعود السلام إلى بلدي الحبيب سوريا وفي حال كان بالنا مطمئناً فعندي عدة مشاريع منها مشروع مسلسل من كتابة لورا خباز من لبنان، وهي ممثلة وكاتبة موهوبة جداً..