تشهد عطلة نهاية الأسبوع عروضاً لمعظم الأفلام اللبنانية الوثائقية والقصيرة المشاركة في الدورة الثانية عشرة من مهرجان بيروت الدولي للسينما، في يوميه الرابع والخامس، إضافة الى أفلام أخرى مدرجة في مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية والقصيرة، وفي أقسام المهرجان المختلفة.
مسابقة الأفلام الوثائقية
ففي مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، يعرض السبت والأحد فيلم “وداعاً مبارك” Goodbye Mubarak لكاتيا جرجورة، الذي يتناول الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 في مصر، وما تلاها من احتجاجات كانت الفتيل الذى أشعل الثورة. وتم تأجيل عرض الفيلم الجديد للمخرج الإيراني محسن مخملباف وهو “البستاني” أو The Gardener، الذي كان مقرراً عرضه السبت والأحد.
وضمن الفئة عينها، يقام الأحد عرض لفيلم “البيت البرتقالي” The Orange House للمخرج الايراني النمسوي رامين فرنسيس اسدي، الذي يرافق منى خليل العائدة الى وطنها لبنان بعد 20 عاماً أمضتها في الخارج، لتكتشف أن سلاحف البحر المهدّدة بالإنقراض لا تزال تعود كلّ سنة لتضع بيوضها على الشاطئ الرملي قرب منزلها في مدينة صور، رغم الصراعات الدموية التي شهدها لبنان على مدى ثلاثين عاماً.
وفي عمله الوثائقي بالانكليزية ومدته 50 دقيقة، لم يستند أسدي الى نص او سيناريو مكتوب سلفاً، ذلك انه استعاض عن الكتابة المسبقة بالعيش مع شخصية فيلمه أياما عدة، مما سمح له بتطوير العمل بشكل واقعي وعفوي. كذلك لم يستعن بطاقم عمل ولم يشأ ان يرسم مسبقا مشاهد فنية، أراد عمله ان يكون عفويا وحقيقيا قدر الامكان. فبنى جسورا من الثقة والالفة مع سيدة “البيت البرتقالي” منى خليل.
وأعرب أسدي عن سروره وفخره لاختيار فيلمه للمشاركة في مهرجان بيروت السينمائي الدولي. وأمل في ان يساهم الفيلم في توعية الناس من اجل ان يتعاطفوا أكثر مع حياة كائنات بحرية مهددة بالانقراض وفي ان ينجح في تسليط الضوء على تفاني امرأة وشغفها في حماية حياة سلاحف البحر في لبنان.
مسابقة الأفلام القصيرة
ويعرض الأحد عدد من الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية القصيرة، ومنها “بايسكل” للمخرج العراقي رزكار حسين، والفائز بجائزتي افضل فيلم وافضل سيناريو في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي 2012، وهو يتناول قصة أولاد يجمعون كلّ يوم العبوات المعدنية للمشروبات الغازية، من مستوعبات النفايات، بهدف بيعها وكسب بعض المال، ليعتاشوا منه ويحققوا أحلامهم الصغيرة
مثل امتلاك دراجة هوائية، في حين أن صبياً ثرياً يملك دراجة هوائية، لكنه يفتقر إلى أشياء أخرى.
ويعرض أيضاً “لعبة” للبحريني صالح ناس، عن تلميذ يصطحبه والداه خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى متنزّه المنطقة لمباراة جديدة في كرة القدم؛ وها هو يواجه حقيقة متكرّرة في الحياة.
وفي برنامج الأحد ضمن هذه المسابقة أربعة أفلام لبنانية:
- Leftover لإلهام أبي راشد، مع جوزف بشارة ومارك حبيب، عن قصة رجل انقلبت عليه الحياة، وفقد كل ما يملك ماديا ومعنويا بعد الحرب والتهجير، فتحوّل من مختار احدى القرى اللبنانية، الى رجل يعيش الفقر بعدما ذاق العز.
- La Femme aux Raisins لمايك مالاجاليان، من تمثيل ليزا دبس وروبين خاتشادوريان وأليسيا أدوريان، وهو يروي قصة فتى يلعب مع رفيقته في غرفة في فندق، وفجأة يدخل الى الغرفة نفسها زوجان، وحين باشرا لعبة الغواية، وضعت المرأة على بطنها عنقودا عنب. وكان الفتى مختبئا لا يفهم ما الذي يدور، حتى وجد نفسه مهووسا بهذه المرأة وحين عثر عليها لاحقا في مرحلة المراهقة، أخذ يترقبها، ويلاحقها، ويقدم لها الهدايا، فيما هي لا تعيره اي انتباه.
- “وتجوزنا…” لجو عازوري: يتطرق احد الممنوعات في المجتمعات الشرقية، في قالب من الكوميديا الاجتماعية. وفي 15 دقيقة، يروي الفيلم قصة طبيب (أدى دوره روني ساسين) تزوج سكرتيرته (رانيا خوري).
- “عالم متغيّر” Changing World لبيار سلّوم: فيلم عن عن أحداث 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة، يبرز تحوّل هذا اليوم “محطة مفصلية، بدّلت الكثير من المفاهيم والسياسات التي اثرت في كل دول العالم”. والفيلم من بطولة ليليان يونس نحاّل، ومارسيل معوّض، وماري فرح، وجوزيف شمالي.
وتقام الأحد عروض ثانية لمجموعة أخرى من الافلام المدرجة ضمن مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة، سبق أن عرضت الخميس، وهي “برد يناير” للمصري روماني سعد، ومن بطولة جوليا” للبناني إيلي فهد، و”شلوق” للبناني الأميركي هشام البزري، و”حياة شخص” للبحريني محمد جاسم. و”عبور” للأردني للمخرجين الأردني محمد الحشكي واللبنانية ثريا حمدا.
“ركن الأفلام اللبنانية“
وتقام السبت عروض لمجموعة من الأعمال القصيرة المدرجة في “ركن الأفلام اللبنانية”، هي:
- “الهرب” Runaway لمارك خرّاط، ويصور في 22 دقيقة، “الصعاب التي تعترض حياة المرء عند انفتاحه على ثقافة جديدة، وما يتعرّض له من احكام مسبقة بسبب الاخطاء التي يرتكبها والمعتقدات التي يؤمن بها على السواء، كل ذلك في ظل المحافظة على شيء من الثقافة القديمة. صباح أم لبنانية صارمة، وهذا ما يدفع بابنتها الكبرى الى الهروب لاختبار الحياة بعيدا من قيود الوالدة، وتكاد الابنة الصغرى تلحق باختها، مما يحتم على صباح تقبل التغيير في هذه البيئة الاميركية المحيطة بها.
- “شيء لنؤمن به” Something to believe in لعلي حاموش وعلي عبد الساتر، عن قصة شاب يؤمن بمجموعة من الافكار والمعتقدات، ورغم ذلك فهو مكتئب يبحث عن السعادة ولا ينجح في ايجادها، فيعتقد ان الحل يكمن في التخلص من كل ما يؤمن به.
- “انعكاس” Versa Vice لمنى حمادة: هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 9 دقائق ونصف دقيقة، يحكي قصة فتاة مختلفة عن بيئتها، وهي ترى الامور بمنظار مختلف كل الاختلاف، وفي المقابل، تعاني التهميش من مجتمعها وبيئتها.
- Vertical Village لرونو باشو وليانا قصير: المدينة ورشة عمل دائمة. بين أقدام ناطحات السحاب ثمّة منزل صغير صامد منذ 200 عام مع حديقته … وفوق هدير الحفارات يرتفع صوت الجيران … والشائعات تنتشر: النهاية قريبة، ولكن متى؟ توثيق في 38 دقيقة لواقع أليم إنما بنظرة خالية من الاحكام المسبقة والآراء السياسية.
- “كل شيء عن سارة” All About Her لجهاد سعادة، مع شادي رزق وسارة أبو جودة. قصة شاب لايزال أسير الماضي. ماض يخيم على حاضره ويعمي عينيه عن التطلع الى المستقبل. فهذا الشاب التقى فتاة جذبته وأثرت فيه الى درجة بات يهجس بها طوال عام.
- Behind a Veil لدينا جمّال: قصة فتاة غير مقتنعة بحجابها وتدخل في صراع مع الذات لتقبل واقعها. وتبلغ مدة الفيلم 14 دقيقة.
- “ورود ميتة” Dead Roses لسحر م. خوري: قصة مخرج يهجس بحبيبته التي فقدها وهو يدخل في صراع من اجل تقبل فكرة موتها، ويختار لفيلمه الجديد، من بين عدد من الفتيات المتشابهات، الأفضل لأداء دور روز.
- “شختورة كرز” Les Cerises du Bateau لسارة حاتم. بيروت في أواخر العام 2000. قصة رجل وامرأة يلتقيان مصادفة وسط ركام سينما في ساحة الشهداء. هي كانت تتجوّل في السينما القديمة في ساحة الشهداء في بيروت، فيصفّر لها الشاب، ويبدآن بالتحدّث تدريجياً. إنها بداية للقاء غير متوقّع.
- “ربما” لراكان مياسي. فيلم مستوحى من قصيدة للشاعر محمود درويش، وفي جو من الدراما الروائية والتجريب يصور قصة شاب من سكان أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ينتظر مجيء حبيبته إلى منزله حيث دعاها إلى الغداء. ويؤدي دور البطولة في العمل كريم قاسم، الذي يجسد شخصية الشاب، وميسم بشارات التي تؤدي دور حبيبته، إضافة إلى ليلى حكيم في دور الجدّة.
البانوراما الدولية
وضمن “البانوراما الدولية” يعرض السبت والأحد “أوسلو، 31 آب” Oslo, 31 August للنرويجي يواكيم تراير فاز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل تصوير في مهرجان استوكهولم 2011 وعرض في تظاهرة “نظرة ما” في مهرجان كانّ. ويتناول الفيلم قصة رجل يحاول التعافي من إدمانه السابق على المخدرات، ويواجه وجوها من ماضيه في شوارع أوسلو.
ويعرض الأحد أيضاً فيلم “علاقات خطرة” Dangerous Liaisons للمخرج الكوري الجنوبي هور جين هو، عن قصة علاقات غرامية متشابكة وخطرة في ظل أجواء الحرب في شانغهاي.
ويقام الأحد عرض ثانٍ لفيلم “ظل البحر” للمخرج الإماراتي نواف الجناحي.
“هيومن رايتس ووتش”
وضمن قسم “هيومن رايتس ووتش” للأفلام التي تتناول حقوق الإنسان، يعرض في السابعة من مساء السبت فيلم “ثمن الجنس” The price of sex للمصورة الصحافية البلغارية ميمي شاكاروفا، وهو وثائقي طويل يتناول قصة شابات من أوروبا الشرقية انجرفنَ إلى عالم البغاء والعنف الجنسي. ويستكشف الفيلم العالم الغامض لتجارة الجنس بدءاً من أوروبا الشرقية مروراً بالشرق الأوسط وصولاً إلى أوروبا الغربية. وتقام بعد الفيلم ندوة عن الموضوع يشارك فيها نائب مدير هيومن رايتس ووتش لشؤون الشرق الأوسط نديم حوري، ومسؤولة قسم الاتجار بالنساء في منظمة “كفى عنفاُ واستغلالاً” غادة جبور، إضافة إلى إحدى ضحايا الإتجار بالنساء التي ستتحدث من وراء ستارة.
أما الأحد، فيعرض ضمن الفئة نفسها فيلمان: “الشرائط الزهر” Pink Ribbons للكندية ليا بول الذي يسلّط الضوء على مرض سرطان الثدي، وعمليات جمع الأموال من الشركات والحملات الإعلامية الهادفة الى مكافحته والحدّ منه، و”رحلة خاصة” Special Flight للسويسري فرنان ميلغار، ويتناول قصة طالبي لجوء مرفوضين ومهاجرين غير شرعيين في مركز احتجاز في سويسرا.
كوبريك وكوريسماكي
وفي القسم الاستعادي المخصص للمخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، يعرض السبت “2001: أوديسا الفضاء” والأحد “الدكتور سترينجلاف”. أما في القسم الاستعادي المخصص للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلنديّ آكي كوريسماكي، فيعرض السبت فيلم “استخدمت قاتلاً محترفاً”، والأحد “الحياة البوهيمية” و”الرجل الذي لا ماضي له”.