رغم أنك تراها ثائرةً ومتمردة، إلا أن نيكول سابا تُخفي خلف كل ذلك شخصية رصينة وقيماً نشأت عليها وتعتزم أن تربّي أولادها عليها أيضاً..
ناجحةٌ هي في حياتها الفنية والزوجية مع الممثل النجم يوسف الخال، فكيف تجمعُ بين الفن والحب وكيف تروي لنا ذكرياتها وأخبار حاضرها ومستقبلها؟!
* تعالي نعود معاً بالذكريات إلى الوراء.. أخبريني هل كنت طفلة مسالمة أم شيطانة؟
– كنت طفلة مسالمة كما يقولون وعشت الطفولة ومراحل الدراسة بمثالية وكنت أحب المدرسة وأشترك في الكورال..
* يقال إنّ من يكون عاقلاً في الصّغر يعوّض بالطيش في الكبر..
– هناك عدّة مراحل في الحياة البشرية سواء كنّا نتحدّث عن صبي أو فتاة.. هناك مرحلة الطيش والتمرد وإكتشاف الحياة وهذا ما نراه عند المراهقين الذين لا يقبلون الـ “لا” وعندهم نقمة وهذه فترة تمر على الجميع، لذا فمراهقتي عشتها كما تكون المراهقة بحذافيرها لأي فتاة تكبر وترى نفسها جميلة! لكن نشأتي تختلف عمّا هي الحال في جيل اليوم، فنحن سواء أنا أو زوجي كنّا مسلّحين بالتربية التي تلقّفناها سواء في البيت أو المدرسة والتي أعطتنا الإنضباط، لكن لا أعرف إلى أي حدٍّ يعتمد جيل اليوم على التربية والقيم..
* ما هي النصائح التي لا تزالين تحتفظين بها من والديكِ؟
– هناك تفاصيل كثيرة صارت جزءاً من تكويني، وغالبية النصائح كانت من والدتي لأن أبي كان مهاجراً.. أذكر كم كانت أمي معطاءة وتربيتها لي ستكون المثال الذي سأحمله لأولادي إن شاء الله، خصوصاً أن الجيل تبدّل كما كنت أقول لك واليوم يريد المراهق أن يحمل الهاتف النقال وأن يكون لديه كومبيوتر ليدردش مع رفاقه، وكل هذا بدل أن يحملوا كتاباً ويقرأوا ما يفيدهم، وهذا للأسف يشلّ الحواس ما يعني بأننا نسخّر التكنولوجيا لأذيتنا بدل إفادتنا!
* متى إكتشفتِ موهبتك وقلت في سرّك: سأصبح فنانة؟
– موهبتي إكتشفتها ونمّيتها من أيام الكورال وكنت أدرس سولفاج وألعب بيانو بحرفية وكنت مهووسة به، لكنني لم أفكر يوماً بأن آخذ الأمر إلى المنحى الفني الجديّ، وحين كبرت ودخلت إلى فريق الـ Four cats، لم آخذ الأمر أيضاً على محمل الجدّ بل كنت أرى أننا مجموعة صبايا نتسلّى وهناك من يتّخذ كل القرارات عنّا بينما نستمتع نحن بالأسفار وبتصوير الكليبات .. دخلتُ بالصدفة إلى الـ Four cats وإلى هذا المجال، لكن نجاحي اليوم لا يأتي بالصدفة لأنه وليدة جهدٍ واليوم أحمل إسمي ومسؤولة عن النجاح والفشل وأخطط كل الوقت وأحياناً كثيرة لا أنام..
* تشعرين بمسؤولية كبيرة؟
– صحيح.. لكن المسؤولية مرهقة وممتعة ولا نجاح بلا جهد أو إرهاق وحلاوة النجاح أن نلمسه بعد التعب!
* هل يمكن أن تضيفي اليوم إلى مواهبك موهبة تقديم البرامج بعد برنامج “تفاحة” الذي شاهدناه في رمضان؟
– “تفاحة” كان تجربة وتقديم البامج ليس مهنتي، ولن أكرر التجربة، لأن شغفي ومهنتي هما التمثيل والغناء.. أحببت تجربة البرنامج “تفاحة” لأنه كان لدي ما يكفي من الوقت ولم أكن مشاركة في السباق الدرامي الرمضاني الذي كان مكتظّاً جداً، لذا فإن “تفاحة” كان فرصة لأطلّ على الجمهور رغم أنه كان قد جاءني عدّة عروض قبل ذلك ولم أقدم عليها لأن كان لدي أولويات أخرى.. التقديم ليس مهنتي ولن أَبيع هويتي وأحمل 60 بطيخة، ببساطة، إستمتعت وأعرف أنني تميّزت بأسلوبي الخاص، فالحوارات كانت “لايت” وتشبهني وطرحتُ نفسي بأسلوب لذيذ لا يبعد عني وكأني في جلسة في منزلي، والأهمّ أنني لم أطل كإعلامية تقليدية ولم أحمل أية شعارات..
* أُخذَ عليك أنك لم تتطرقي حين إستضفتِ شيرين إلى طلاقها..
– طبيعة البرنامج لا تحتمل هذا الإيقاع.. موضوع طلاق شيرين كان يحتاج إلى جلسة مطوّلة ولم يكن بالإمكان أن أسألها عنه ومدّة البرنامج ككل هي 25 دقيقة.. ثم أنا جلست مكان شيرين وفي كرسيّها وأعرف إذا كانت ستحرج وأنها ستتضايق، ولم أكن أحب أن أرى نظرة الحزن على وجهها، لذا لم أسألها عن الإنفصال.. أضيفي إلى ذلك، فإن حلقة شيرين كانت ممتعة بما يكفي خصوصاً أن إبنتها مريم أطلّت على الشاشة للمرة الأولى معنا وهذا كان أمراً عفوياً ولم نكن قد خططنا له ويعتبر سبقاً صحافياً.. صدقيني، إحترمت خصوصية شيرين لأنني إمرأة، ثم نحن جئنا على سيرة زوجها وسألتها عنه، ولو شاءت كانت تحدثت عن الإنفصال، لكنها لم تفعل!
* في “تفاحة” عشت تجربة الصحافيين، فهل تعتبرين أنه هناك حدود يجب أن تقف عندها الصحافة فيما خصّ حياة النجوم؟
– طبعاً، هناك إحترام للخصوصيات، فحتّى ولو كنّا فنانين، فإننا من لحم ودم وأحاسيس ولدينا أهل وأقارب يتضايقون وينزعجون في حال أثير حولنا أمر ما أو خبر ما، ويجب أن نأخذ إحساسيسهم بعين الإعتبار.. “ما فينا ننشر غسيلنا كل يوم في عصر تويتر”، ومن الظلم أن يكون لدى موظفة المصرف خصوصية تكفيها وألا نحصل نحن كفنانين على هذا الإمتياز! أحياناً أقرأ عناوين تسبب لي هبوطاً في ضغط الدم وللأسف فإنها لا تحتوي على أي مضمون وفي زمن الإنترنت يصعب عليكِ أن تنفي أي خبر بمجرد نشره لأنه يصبح فوراً موجوداً على الشبكة العنكبوتية وفي كل مكان!
* أجمل ما فيك أنت وزوجك الممثل يوسف الخال أنّكما نجحتما في البقاء بعيدين عن الأضواء لكنكما لم تعزلا نفسيكما في الوقت ذاته..
– صحيح، هناك أشخاص يغضبون حين يدعوننا إلى برنامج ما ولا نوافق على الإطلالة، لكن الفكرة هي أننا لا نودّ أن نكون مستهلَكين ومتاحين ونعرف متى نطل ومتى لا نفعل لنبقي على حماسة الجمهور لمتابعة أخبارنا شريطة ألا نحكي أخبارنا الخاصة وألا أطل أنا على الشاشة لأقول كيف يحب يوسف أن أحضّر له القهوة..
* هل تقومان بكل هذا بالصدفة أم أنها إستراتيجية تتبعانها؟
– هذه قناعاتنا وبناءً عليها رسمنا إستراتيجية معينة..
* هل تتدخلان في الخيارات والقرارات الفنية لبعضكما البعض؟
– نتشارك في الآراء والأفكار، لكن القرار يعود إلى صاحب المشروع، وكل منّا أدرى بعمله!
* هل هناك من قرارات تبدّلت بعد الزواج، أي هل بتِّ ترفضين أدواراً كنت لتوافقي عليها لو أنك عزباء؟
– أبداً، فزوجي ممثل ونحن نعمل في المجال ذاته ولو لم نكن هكذا ما كنا لنتزوج.. علينا أن نقبل الآخر كما هو ولا يمكن أن نبدل الناس بعد أن يبنوا كيانهم ونضجهم، وفي حال تبدّل الشخص بشكل طبيعي، فليكن، لكن لا يحق لأحد أن يضغط على الآخر ليبدّله وأنا ضد هذا المنطق. لو طلب مني الآخر أن أبدّل شيئاً ما فيّ، فهذا دليل نقصٍ فيه ولو نفّذت أنا ما طلبه لأرضيه، فأكون قد كسرت قناعاتي وهذا نقصٌ فيّ! الحمدلله أنا ويوسف محصنين بأفكارنا وقناعاتنا ورسمنا خطوط علاقتنا العريضة وهذا نادرا ما تجدينه عند الثنائي..
* برأيك إذاً فإنّ عدم رسم تلك الخوط العريضة أو النّكس بها فيما يلي يسبب الإنفصال؟
– صحيح.. لا يمكنك أن تبدّلي آراء مراهق في السابعة عشر من عمره، فكيف بالحال أن تبدّلي آراءَك بعد الزواج؟!
* أتعتقدين أن علاقتكما ما قبل الزواج ساهمت بتنمية متانة زواجكما؟
– صحيح.. وخلال علاقتنا قبل الزواج تبدّلت أطباعنا بشكل كبير، لكن الخامة بقيت كما هي والأهم العشرة والمحبة، أما التفاهم والنضج وإستيعاب الآخر فجاءوا مع مرور السنوات وربنا شاء أن نمرّ بعلاقة وننفصل بعدها ونعود من جديد بنضج أكبر ولنتقبل بعضنا البعض كما نحن..
* ما الذي خسرته بوفاة والدك وهل يعوّض لك يوسف هذا الفراغ؟
– وجود يوسف إلى جانبي يعوّضني طبعاً، لكن رغم أنني صرت مستقلة منذ زمن ولي شخصيتي وحياتي وأسافر لوحدي، كانت مجرد فكرة أن والدي موجود في هذه الحياة تعطيني الدعم والقوة.. شعرت أن ظهري كُسرَ برحيله وقد راح السّند!
* أطلقت مؤخراً كليب “هفضل أحلم” وهي الأغنية الأولى التي تصورينها بعد رحيل المخرج يحيا سعادة الذي كان لك معه عدة تجارب ناجحة..
– أنا سعيدة بتجربة كليب “هفضل أحلم” والأصداء إيجابية والحمدلله رغم أن كثراً كانوا ينتظرون الصورة التي سأطلّ بها.. قدمت صورة جديدة لا تشبه الأعمال السابقة وهذا أخرجني من المقارنة وكان يجب أن أفعل ذلك حتى ولو كان يحيا حياً وأخرج هو الكليب، لأنني كنت أريد أن يلمس الناس تغييراً في شخصيتي وتصرفاتي، أردت أن أقدّم صورة المرأة الحالمة وليس تلك القاسية التي سبق وقدّمتها مع يحيا..
* سمعنا أن لديك مشروعاً سينمائياً جديداً..
– صحيح، أتحضّر لفيلم سينمائي مع نجم من جيل الشباب وسيكون فيلم تشويق، ويأتي هذا الفيلم بعد عامين كنت قد قدّمت قبلهما فيلم “السفّاح”، لذا سيشكّل نقطة عودتي إلى السينما، وهناك مسلسل لبناني أقرأه لكنني لم أحسم أمري بشأنه بعد.
* هل تفكرين في طرح ألبوم مقبل؟
– نعم، خصوصاً أنني أسمع أصداءً كثيرة مفادها أن الناس يودّون الإستماع إلي في أكثر من لون غنائي أي ليس في أغنية منفردة فحسب..
* ومتى نراك مع يوسف في عمل مشترك؟
– الفكرة موجودة ومطروحة مع يوسف، لكن القرار يحتاج إلى نصٍّ جيد خصوصاً أن كثيرين ينتظرون هذه الخطوة ولا يمكن أن نطلّ إلى بقصة مميزة وعمل جيد..
* هل تابعت أياً من المسلسلات الرمضانية؟
– ليس كثيراً لأنني كنت في فترة نقاهة لكنني شاهدت بعض الحلقات من “فرقة ناجي عطالله”..
* وكيف وجدتِ عادل إمام؟
– رائع كعادته.. هذا عادل إمام وليس أي إسم عادي، وشهادتي مجروحة به أصلاً!