أنا إمراة غير مادية بالمرة، أنا أطمح من وراء كل ما أقوم به!
* من هي صوفي جلال؟
– أنا بنت أستاذ محسن جلال و هو مؤسس شركة التصنيع الوطنية بالرياض(.(NICوالدي كان إقتصادي. تأثرت به طريقة غير مباشرة بنشاطاته الاقتصادية : مشاريعه ،طموحاته لتوسيع دائرة استثماراته،…. قدمت للعيش إلى تونس نة 1991،و أكملت هنا دراستي الجامعية إختصاص أدب انقليزي بتونس جامعة منوبة. و تزوجت من رجل تونسي أنجبت منه طفلين، و انفصلنا سنة 2000. سنة 2001 أسست أول شركة هي شركة تصدير مواد تقليدية تونسية إلى أوروبا و الخليج . (مواد تقليدية : فسيفساء،…). ثم بدأت أشتغل في مشاريع بأوروبا، السعودية حيث شاركت بمتحف الملك عبدالله بفسيفساء من فئة “فوسانة”. بعدها حولت وجهتي لمشاريع بالاستثمار في الفنادق. وفي سنة 2004 أسست شركة ثانية، تقدم نفس الخدمات: رخام، فسيفساء، ديكور لفائدة المشاريع المحلية.
لما بدأت نشاطي بالفسيفساء كنت درك أنها “موضة” وستنتهي بفعل متطلبات السوق. لذلك قمت بتأسيس شركة “international commerce and negotiation“و أسميتها “راهي” نسبة لأسماء أولادي : راعد و هيلينا. شركتي من فروعها “تصدير مواد تقليدية”. وبالموازية مع نشاطاتي السابقة بدأت بتوسيع نشاطاتي ، و كنت الممثلة التجارية لشركات تونسية في الشرق الأوسط. أول شركة كان نشاطها في فرع “حماية الخدمات البنكية ” وثاني شركة “لوك موديل”.
* كيف جاءت فكرة إنضمامك لعالم الموضة من خلال “look model “؟
– قابلت رئيس مدير عام “look model ” في النمسا قبل سنة من الأن . كانت نشاطاتهم مقتصرة على السوق الأوروبية الفرنسية خاصة.و كانت لديهم رغبة لتوسيع نشاطهم . فاقترحت عليهم الدخول للسوق العربية. ثم اتفقنا على الفكرة وتطورت العلاقات إلا أن أصبحت شريكة معهم.
نشاطنا الأول بدأ بتحضير أول مناسبة احتفالية لاختيار عارضات أزياء لتوقيع معهم عقود. و أخترت أن تدور الفعاليات بتونس في إحدى الفنادق التي أملك حصة منها، لضغط على المصاريف.
و سنقوم “launching“ لملابس و عطر “look & models“ بدبي. والملابس ستكون كلها بأقمشة “بيئية”.
* عادة ما تخصصين نسبة من المرابيح لنشاطات الجمعيات الخيرية ذات الهدف البيئي، هل يعني لك أنه لا يوجد لديك نية مادية وراء نشاطك كسيدة أعمال؟
– أنا أمراة غير مادية بالمرة، أنا أطمح من وراء كل ما أقوم به، أن أقدم شي أكون فخور به، لما فكرت في تنظيم هذه المناسبة بتونس و بحضور العديد من وسائل الإعلام العالمية، فكرت أنها فرصة جيدة للجميع للاهتمام بالأناقة و الموضة ولكن أيضا لنلقي الأضواء حول البيئة و المحافظة عليها من التلوث. هذا كان هدفي و فهمت مجلس الإدارة وجهة نظري.
و اخترت موضوع” الأزمة المائية العالمية”. الماء، لأني مقتنعة أن الماء سيكون مثل البترول بعد عدة سنوات. لذلك أدخلت موضوع البيئة في هذا الاحتفال المخصص لاختيار أفضل العرضات الأزياء من بين 43 لتوقيع عقود عمل مع “look models“.
أخترت تونس … لأنها بلد مضياف، ولكن أنا من الرياض، وقلبي ينبض حبا لها!
* لماذا اخترتي تونس لاحتضان هذه المناسبة؟
– أخترت تونس، وبدون مجاملة لأنها بلد مضياف،ناسها طيبين، مشرحة سوى للأجانب الأوروبيين أو العرب. في تونس هناك توازن بين الثقافة الأوروبية و العربية. و تونس هي الأنسب لحضن هذه المناسبة.
* ونحن نتحدث عن الموضة، ما مدى إهتمامك بالموضة؟
– أحب الموضة مثلي مثل أي امرأة: المكياج، اللبس،…في لبسي لأميل دائما لإشتراء ملابس من “ماركات عالمية”.يعني مثلا ممكن ألبس قميص خفيف من “H&M“. ولكن لما ألبسها ألفت بها الإنتباه وكأنها “signé“. لأنني أعتمد مبدأ التنسيق بين الملابس. و ليس ضروريا أن أنفق أموالا طائلة على ملابسي لأبرز أناقتي، هذا مبدئي. أيضا أستشير ابنتي او صديقاتي المقربين.
* ماذا عن علاقتك بوطنك الأم “المملكة العربية السعودية”؟
– أنا من الرياض، حتى إن تركتها جسديا. قلبي ينبض حبا لبلدي وأصدقائي المقيمين هناك. أنا على تواصل دائم مع وطني.. أملك العديد من المشاريع التجارية هناك. هذا من الناحية الاقتصادية. أما على المستوى الحياة الاجتماعية، مازلت محافظة على صدقات الطفولة. أسافر للسعودية لمتابعة أعمالي أستغل الفرصة لمقابلتهم نتحدث عن حياتنا الخاصة، نناقش أخر المستجدات.
* هناك رواية بعنوان “بنات الرياض” ناجحة…تحدثت فيها عن هموم المرأة السعودية؟
– الكتاب تافه جدا صراحة. المرأة السعودية ليست هكذا. هناك مبالغة…
* لو نتحدث عن أكثر ما تطمح له المراة السعودية قيادة المرآة لسعودية لسيارة؟
– في كل بلد هناك قوانين تحكم الحياة. ممكن تكون القوانين تصعب الحياة، حتى في أوروبا. المثالية صعبة و الإيجابيات والسلبيات عموما موجود في أي بلد. أنا مثالا إذا سافرت لسعودية.أشعر بالراحة، لأنني لن أسوق وأحسد صديقاتي أنا أقول لصديقاتي السعوديات ” يا بختكم عندكم سواق…”. في تونس أسوق سياراتي بنفسي، و في أي بلد أخر أزوروه. وبين زحام الطرقات، تعطل حركة المرور، أفقد الطاقة للعمل بشراهة في بعض الأحيان، والتعب المضني…. أكيد أنا إذا كنت مقيمة في السعودية، سيكون ردي غير . لأنني لم أعيش فعليا هذه الظروف. لكن التغييرات ستحدث قريبا، لأن العقليات تغيرت و المرآة السعودية فرضت مكانتها في المجتمع و تقلدت مناصب عليا.
* هل لديك جنسية تونسية؟
– لا أنا سعودية. أنا معتزة بأصولي السعودية. ولم أفكر أن أستغل زواجي بتونسي او أبنائي للحصول على الجنسية.
الوالد أحب تونس لدرجة لا توصف ا، منذ أن زارها لأول مرة سنة 1979. و سنة 1992 أسس الشركة التونسية السعودية للاستثمار بتونس وحتى أنه توفي منذ 7 سنوات و طلب قبل ما يتوفى بأن يدفن في تونس. بحيث أولادي تونسيين و الوالد مدفون في تونس، لذلك عندي تعلق كبير بتونس. أنا حاليا مقيمة بالنمسا، لكني دائما أعود إلى تونس لأن جزء مهم من عائلتي هنا
لا أحب السياسة، أنا متابعة للأخبار الاقتصادية والموضة!
* كيف خطرت ببالك الفكرة أن تدخلي غمار الأعمال؟
– لما أولادي كبروا و داخلو المدرسة، أصبحت أشعر بالممل غير عادي من كثرة وقت الفراغ. فكانت عندي رغبة بأن أؤسس مشروع، لكن لم أقدر أحدد ماهية هذا الشيء بالضبط. كانت أفكاري مبعثرة. والدي كانت دائما يعطيني أفكار على غرار تأسيس مدرسة، فتح محل لبيع الورود…هو لم يرغب في أن أدخل إلى مجال ” البيزنس”، من شدة خوفه عليا لصعوبة الميدان.
إلى أن سفرت إلى أمريكا ودخلت إلى ““show room عرضيين فسيفساء، جليز .. جلبا البضاعة من كافة أنحاء العالم إلى تونس، سألتهم ألا يوجد لديكم بضاعة من تونس؟ …استغربت صراحة لأن تونس مشهورة بالفسيفساء. ..ومن هنا خطرت ببالي الفكرة. و لما رجعت إلى تونس، بدأت أسأل و جمعت معلومات عن الفسيفساء التونسية. فاكتشفت خلال بحثي، أن الفسيفساء التي تصادر إلى الخليج، على أساس أنها صنعت بإيطاليا، في حين أنها صنعت في تونس.و صممت هدفا لنفسي” الناس لازم تعرف أن هذه الفسيفساء صنعت في تونس”، ولا داعي أن تمر على إيطاليا لتسوق. و من هنا بدأ مشروعي الأول-تصدير الفسيفساء إلى السوق الخليجي-. والدي في البداية لما عرضت عليه الفكرة، لم يشجعني. قال لي بالحرف الواحد”ميدان صعب، يحتاج مرآة صبورة…لا تتوقعي 3 سنوات لتحصلين على دخل نظير شغلك”.رغم أنني تحديته وقتها قتلها “أنا 3 سنوات، من السنة الأولى…”.وفعلا توقعاته كانت في محلها، حيث بعد سنتين ونصف، الشركة بدأت تنجح.
* أبنائك ما مدى عن تفاعلهم مع نشاطات الاقتصادية لوالدتهم. هل نم لديهم حب الإستثمار عن طريق تجربتك؟
– ابنتي الآن عمرها 18 سنة وأبني 14 سنة. أرى بنتي، لأننا نتشبه في الشخصية. هي دائما تشجعني. وتنامي أفكاري.
* ماهي المجالات التي تطمحين للإستثمار فيها مستقبلا؟
– لا أحب كلمة استثمار أفضل كلمة مشاريع. في المستقبل رغباتي تتلخص في مواصلة دعم العمل في مشروع “look & models“. أرغب في فتح مكتب لشركة بدبي. و من طموحاتي القريبة إنجاح عرض أزياء الذي سنقيمه أخر السنة بدبي و عطر “look models“.
* علاقتك صديقتك المقربات، تكون عادة لسد وقت الفراغ. أو لمناقشة أعمالك ومشاريعك؟
– كل واحدة فين نشاطاته مختلفة عن الأخر، لي صديقات نساء أعمال على غرار صديقاتي رشاء الورشاني هي بالأساس مهندسة معمار وتملك شركة”شليمار” ، و أخرى كافة نشاطتها تطوعية، ولي صديقة مؤلفة تقيم بالولايات المتحدة الأمريكية .
أبقى معهم على اتصال، أستشيرهم في مشاريعي. نستثمر خبرات وتجارب بعضنا. وأيضا اخواتي، خاصة أخي “طارق” هو رجل أعمال.
* هل لديك اهتمامات سياسية؟
– لا أحب السياسة، أنا متابعة جيدة للأخبار الاقتصادية. أيضا أحب مواكبة أخبار الموضة. أحب متابعة الأشرطة الوثائقية. لكن ممكن أنا أناقش خطاب “أوباما” في جلسة عائلية. لكن لن اهتم بخططه السياسية بقدر ما اهتم تأثير سياسته على الاقتصاد.
* أثرت فيك الأزمة الإقتصادية؟
– لم أخاف من الازمة ، لكن قلت في هذا الوقت يجب الترايث. لكن لا لشراء أسهم بأسعار رخيصة و تجميعهم أنا ضد هذا المبدأ. ،… الحمد الله الأزمة لم تتطاول. نحن لما رغبنا في البدء بالمشروع “look & models“، كانت في بداية الأزمة. سألت ناس في تونس، فأخبروني أن الأزمة لم تأثر على السوق التونسية.
* رغم انك مقيمة خارج السعودية، مازلتِ محافظة على الحديث باللهجة السعودية؟
أقدر على التحدث باللهجة التونسية، لكني أحب الحديث بلهجة السعودية نظرا لأصولي.و أيضا أرتاح للحديث بلهجة والدي.في بعض الناس أخاف أن لا يفهمني الناس، و أستعمل بعض المفرادات “الغير سعودية”ليفهموني . أنا أجيد 4 لغات.