* بداية للذين لا يعرفونك سابين السبعلي، إختصري لنا مسيرتك في عالم الإخرج والتلفزيون…
– سابين السبعلي مخرجة لبنانية، درست في جامعة الـ Alba في بيروت، وإنتقلت كي أتدرج في تونس، ودخلت بعيد ذلك حقل الإنتاج والتصوير السينمائي والتلفزيوني بعد أن إنتقلت إلى إيطاليا، وعملت بعد ذلك في مجموعة دبي الإعلامية كـ Promotion Department Supervisor… وصولا إلى اليوم والفيلم الذي قمت بإخراجه إلى جانب 25 مخرج من مختلف أنحاء العالم…
الحقيبة تصل إلى بلدان متعددة ويتم التعامل معها على أساس العقلية السائدة في كل بلد!
* لنتحدث قليلا عن الفيلم وفكرته وعن الجزأ الذي صورته في لبنان…
– بدأت الفكرة، عندما قرأت إعلانا عبر شبكة الإنترنت لـIan Bonner و Marty Sheaمن الولايات المتحدة الأميريكية عن نيتهم بالقيام بفيلم ذات توجه عالمي، تم التواصل معهم ووصلنا إلى صيغة الإتفاق… الفيلم مؤلف من 25 جزء صُوروا في 14 بلد (19 مدينة) في العالم تحت إدارة 25 مخرج، وقد إتخذ طابع فيلم Paris Je T’aime من ناحية التكوين ولكن تحكمه الإستمرارية المشهدية وليس أجزاء لا تمت بصلة الواحدة بالأخرى؛ والرابط الأساسي بين كل الأجزاء هو الـ backpack أو حقيبة تصل إلى بلدان متعددة ويتم التعامل معها على أساس العقلية والمنطق السائد في كل بلد…
* لنوضح قليلا إعتماد الـ backpack كرابط أساسي بين المشاهد… إلى ماذا ترمز؟
– بكل بساطة هذه الحقيبة رمز للعولمة التي طرأت مؤخرا على العالم وجعلته قرية صغيرة تربط بين مختلف أصقاعه عوامل مشتركة تُترجم بحسب كل فرد بحكم البيئة التي يعيش فيها… وهذا ما يجدث في الفيلم عند وصول الحقيبة إلى كل بلد.
* أخبرينا أكثر عن الجزء اللبناني من الفيلم…
– لنوضح بداية أن موقع لبنان الجغرافي بين الشرق والغرب وتاريخه والبيئة فيه يضعك على سكة مختلفة؛ يتحدث الممثلون بلغات ثلاثة فهذا الواقع اللبناني، لتكون إفتتاحية الجزء اللبناني على طريق العودة إلى القرية اللبنانية مرورا بالوسط التجاري فنرى هذا التفاوت الجميل في الصورة بين العمران الحديث والتقليدي… مع العلم أنها واجهتنا عقبات كثيرة خلال التصوير، كنا نصور بكاميرا واحدة على مدى ثلاثة أيام في فترة شهد فيها لبنان زيارة عدد من رؤساء الدول المجاورة فتعثر التصوير في المطار ولكن عمدنا إلى حل المعضلة في نهاية المطاف
* هل كانت هناك أي جهة داعمة على صعيد الإنتاج أو المبادرة كانت فردية؟
– المبادرة فردية، تكاليف المعدات كانت على نفقتي الخاصة، هذا وقد ساعدني عدد كبير من الأصدقاء من بين ممثلين (جويل يعقوب ونادين مقدسي وهي معلمة المسرح في جامعة الـ Alba، غسان نبوط، علي مكي وتانيا موشيان)، مدير التصوير سمير كرم، نجيب مراد (production manager)، إدارة شركة Taxi Bleu،الصديقة جويل رباع والتي أخذت على عاتقها تنفيذ الإنتاج، مهندس الصوت مهاب شانيه ساز، كما أصحاب شركة Hedgehog للإنتاج، والحمدلله تكلل العمل بالنجاح! في حين معظم الافلام التي تتحدث عن الحرب تراها مدعومة…
* هل لديك معلومات عن أن زملاءك المخرجين قُدم لهم دعم في بلادهم؟
– أكيد!!
* هل كان ذلك عبر الجهات الحكومية والدولة؟
– لاحظت خلال عملي في هذا المشروع أننا كلما إتجهنا نحو الغرب كلما إزداد الدعم على عكس ما نعيشه في الشرق حيثما الدعم قليل حتى لا نقول أنه عدم!
كنت أفكر قبل إني بشبه الأوروبيين بطريقة العيش… بس طلعت غلطانة!
* بعد أن إنتهيتِ من التصوير وإطلعتي على أعمال باقي المخرجين، إلى من أنتِ أقرب على صعيد التفكير أو الإخراج؟
– “كنت أفكر قبل إني بشبه الأوروبيين بطريقة العيش… بس طلعت غلطانة!” نحن لا نشبه أحدا لا في طريقة التفكير ولا منطق العيش… نحن إستثنائيون، وكل غريب عن وطننا إنطبعت في ذهنه فكرة سواء مغلوطة أو صحيحة عنا…
* هل كان لديك فكرة أخرى أردت تنفيذها في الفيلم؟
– في الحقيقة كتبت عدة سيناريوهات، ولكن القيمون على المشروع رفضوها، لأنني وببساطة أردت نقل الواقع الذي نعيشه “مين منا ما بيخاف إذا لاقى شنطة مرمية على الطريق؟!”، ولكن الشرط الأساسي كان عدم الولوج في موضوعات الإرهاب، وإعتمدت الفكرة التي تم تصويرها في نهاية المطاف.
* ما هو المغذى الذي أردتم تقديمه عبر هذا الفيلم؟
– لغة السينما هي لغة أحادية موحدة بين الشعوب، وهذا ما سعينا إثباته عبر الفيلم كما تقريب وجهات النظر بين الثقافات المختلفة والشعوب المختلفة.
* هل تم اللقاء بينك وبين المخرجين الآخرين؟
– سيتم اللقاء قريبا عندما يدخل الفيلم في أول مسابقة في مهرجان للسينما.
أنا من الناس يللي ضد العولمة… ولكن!!
* بالحديث عن العولمة، هل تحبذين هذه الظاهرة؟
– “أنا من الناس يللي ضد العولمة” ولكنه قطار يسير بأقصى سرعته فلا يلتفت إلى معارضين أو مؤيدين.
* هل سنرى الجزء الذي صورته في الصالات اللبنانية، وهل فكرت بخطة تسويقية ترويجية للعمل؟
– كل مخرج مسؤول عن التسويق داخل بلده، وقد تم الإتصال بي من جانب عدد من المؤسسات الإعلامية ولكنني فضلت التريث على أن يبصر الفيلم النور قبل أن نتحدث عنه، على خلاف ما فعله الآخرون والذين يفضلون التسويق مسبقا لأعمالهم… بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني الذي يجمع كل الصور الخاصة بالفيلم والمقابلات التي أجريت مع المخرجين وموضوعات أخرى.
* برأيك من كان أنجح جزء في الفيلم؟
– لا يمكننا الحديث عن أنجح وأفضل جزء، الفيلم بمجمل أجزاءه رائع!
* هل يؤثر الإختلاف الحاصل على صعيد الألوان والمشهدية وطريقة التصوير؟
– فضل القيمون على أن تتم الـ color correction الخاصة بكل جزء في البلد المعني، وهذا لا أراه يؤثر سلبا على الفيلم بل على العكس يعطيه طابع الإختلاف وخصوصية لكل مشهد.
* ما هي مشاريعك القادمة؟
– وقعت مع القيمين على هذا المشروع منذ بضعة أيام عقدا يقتضي بإقامة مشروع مماثل العام القادم إنشالله!
* وهل من خطوات تُذكر تقومون بها لإنجاح القيلم والتسويق له؟
– في الحقيقة هناك إجتماعات مع لجنة كتاب غينيس، وهناك سعي لتسيجله الفيلم الوحيد والأول الذي عُني بإخراجه 25 مخرجا من مختلف بلدان العالم.
* أخيرا، هل إستفدتِ على الصعيد المادي من هذه التجربة؟
– بعيدا عن الغنى الثقافي والحضاري… لم أستفد ماديا من هذا المشروع، على العكس إستثمرت أموالي الخاصة لتصوير الجزء الخاص بي… “بلبنان ما بيفكروا إنو يستثمروا أموالهم على المدى البعيد… بدن يعملوا مصاري بسرعة!”
لمشاهدة الـTrailer، الرجاء الضغط على الرابط التالي: