“أتشرف بأن أكون رمزاً للإعلام الليبي!”
* أحمد بن خيال، أنت رمز من رموز الإعلام الليبي المعاصر… أوجه لنا مسيرتك المهنية حتى اليوم!
– شكرا على لقب “رمز” وأتشرف بأن أكون رمزاً للإعلام الليبي، عملت في بداياتي في العام 2006 في القناة الليبية FM كمذيع ومعد برامج، وحتى اليوم أمضيت أربعة أعوام في الحقل الإعلامي، وحققت نجاحات كثيرة في برامجي، أبرزها “سيرة نجم” والذي قدمته على مدار 200 حلقة إذاعية حاورت خلالها أشخاص ونجوم بارزين في مجالات عديدة منها الفن والإعلام إلى حين إقفال الإذاعة، وعملتُ أيضا في القناة الليبية قبل أن تتحول إلى قناة الجماهيرية الثانية…
* ما هو تقويمك للتجربة الإذاعية؟ وهل تعتبرها مرحلة ناجحة؟
– لا شك في أن العديد من الإعلاميين البارزين، عملوا في بداياتهم في الإذاعة، وأجمع العديد على أن الإقناع عبر الصوت هو أصعب محنة للإعلامي من أن يكون وسط الديكور والملابس وهذه أمور تسهل وصول الفكرة ونجاح الإعلامي ؛ وقد كونتُ بنية إعلامية وأساس لعمل إعلامي بصلابة من خلال خبرتي في الإذاعة.
* برنامجك “سيرة نجم” لقي نجاحا وصدى إيجابيا، ولكنه لم يعرف الإنتشار العربي المرجو… هل تعتقد بأنك لم تسوق بالطريقة الصواب لصورتك الإعلامية في الوطن العربي آنذاك؟
– نجاح أي برنامج إذاعي مهما عَظُمَ شانه يبقى محليا، وهذا حال برنامج “سيرة نجم” ولكنه أخذ حقه وعرف إنتشارا عربيا في الوسط الإعلامي، وقد بات إسمي متداولا أكثر، ولكن بين الناس بقيت الأوصال ضعيفة لأن رغم تواجد الإذاعة ضمن المحطات السمعية على قمر Nilesat، فلن يعمد الناس إلى الإستماع إليها على الدوام بإستثناء بعض الأصدقاء والذين أرسل لهم sms قبل بداية الحلقة ليتابعوها… وأعود وأكرر أنني في أربع سنوات إستضفت نجوما من العالم العربي بأسره، وهناك حلقات عديدة كتبت عنها المواقع والبوابات الإلكترونية ساهم ذلك في إنتشارها كحلقة الفنانة اليمنية أروى مثلا… وبشهادة العديد من الزملاء الإعلاميين أثنوا على نجاحي وهذا ما أفتخر به حقا…
“المدير يللي ما قادر يصنع نجوم أفضل يضب حاجته ويروح!”
* الإعلام الليبي منغلق على نفسه… وهناك سقف والحرية محدودة مقابل مساع خجولة لتطور هذا القطاع…
– الإعلام الليبي قيد التطور والتقدم، ولكن “كل ما نقدم خطوة لقدام منرجع عشرة للخلف!”
* برأيك ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟
– “هناك سقف وحدود للأعلام في ليبيا، “مش حابب إدخل في المتاهات ولكن…” نتمنى أن يُصبح الإعلام الليبي على خارطة المنافسة الإعلامية العربية، وأن تكون الفرص متاحة بشكل أكبر للمواهب الصاعدة داخل بقعة الوطن والأهم أن ترصد ميزانيات محددة للبرامج…
* وكأنك تتحدث عن أزمة ومشاكل مادية؟
– في الحقيقة، هناك مشاكل عديدة أهمها أنه ليس هناك من رصد لميزانيات محددة للبرامج، وأشير إلى أن كل البرامج التي قمتُ بتقديمها هي من إنتاجي الخاص، مع العلم أن الوضع الإقتصادي في ليبيا يسمح لإزدهار هذا القطاع… “في كثير مواهب شو الضرر إنو تُرصد ميزانيات للبرامج؟!”، ونكاد لا ننسى مدراء القنوات والمشاكل التي تقوم مع الطاقم العامل في المحطة…
* هل لكَ أن تذكر لنا مشكلة واحدة تُواجهونها عادة مع مدراء القنوات؟
– لا أود أن أعمم ولكن، الأمر واضح وصريح هناك العديد من المدراء يشعلون حروبا مع الإعلاميين، ويلغون مبدأ النجومية في البرامج، سواء أكان الإعلامي النجم أو المخرج النجم… “المدير يللي ما قادر يصنع نجوم أفضل يضب حاجته ويروح!”
* لمَ لا تعملون على إختراق سوق الإعلام العربي؟
– بكل صراحة فالإعلاميين الليبيين لا يتطلعون نحو الوصول إلى العالم العربي، فهم يكتفون بإنتشارهم محليا، على عكس تطلعاتي الشخصية فأنا توجهي عربي أكثر، وأفكر دائما أن حلقاتي سوف تدخل مكتبة الإعلام العربي وحتى أنها ستغني سيرتي الذاتية والتي سأقدمها إلى أي مدير قناة عربية… ودعني أقول لك أن الإقتحام في الوقت الحاضر غير جائز و”كثير من الإعلاميين العرب جالسين في بيوتهم!” في حين أن كثيرين يسلكون الطرق الملتوية حتى يصلوا إلى الشاشات، ولكن تبقى بعض الإستثناءات!!!
مشكورة الأخت نضال الأحمدية إستضافتني في مجلتها!
* وهل على مدير أي قناة عربية أن يُخاطر بأي وجوه جديدة في ظل الظروف الراهنة؟
– هنا بيت القصيد، ليس هناك من خسارة كبيرة، فالتعاقد يتم على دورة برامجية والتي لا تتخطى الخمس عشرة حلقة، إذا نجحت كسب الإعلامي الرهان وهناك حديث للتجديد وإذا فشل، لا تُكرر التجربة… “الناس ملت من الوجوه التقليدية مع إحترامي لهم!” هناك حاجة للتجديد…
* ولكن لو عملتَ على التسويق الصحيح لصورتك الإعلامية كنتَ وصلت !!
– الجميع يعرف أن الظهور في الإعلام وخاصة على أغلفة المجلات بات Business مئة بالمئة وتتراوح الأسعار من ثلاثة آلاف تصاعديا! الحمدلله حالتي المادية “مستورة” ولكنني لستُ بصدد دفع هذه المبالغ الطائلة حتى أظهر على غلاف مجلة “مشكورة الأخت نضال الأحمدية إستضافتني عبر 3 صفحات في مجلتها!”
* تتحدث عن صداقات كثيرة في الوسط الإعلامي، لمَ لا يمد لك أحد يد العون؟
– بكل تجرد ليس هناك من إعلامي أو إعلامية يحب أن يُساعد زميله على صعيد أن يؤمن له لقاء مع مدير قناة معينة، ولكن المساعدة تقتصر على أمور بسيطة كتأمين أو منح رقم هاتف شخصية معينة!
“حاجتي دايما متحلية بعيون الناس!”
* أحمد لاحظنا منذ بداية الحوار أن معارفك في الوسط لا يُستهان بها، أنت إعلامي ناجح وبرامجك ناجحة… هناك حلقة مفقودة كي يكتمل النجاح!
– الحلقة المفقودة هي العين والحسد! “حاجتي دايما متحلية بعيون الناس”، ولا تنسى أن العين كسرت حجر الحسن والحسنين…
* لمن تضع نقطة من الإعلاميين على جرأته؟
– نقطة لفيصل القاسم، ونقطة لوفاء الكيلاني… وإنشالله نقطة لأحمد بن خيال!
* كيف تصف علاقتك بالإعلامية وفاء الكيلاني؟
– وفاء أخت وصديقة عزيزة وبرنامجها “بدون رقابة” رائع جدا، وأحب أن يكون لي برنامج مماثل يعتمد على كرسيين وطاولة ومحاورة ضيف بعيد كل البعد عن البهرجة الإعلامية!
* أنت من مُناصري قول “خالف تُعرف”؟
– لستُ بحاجة إلى ذلك، أميل إلى الإستفزاز في محاورتي.
* هل تُخضع الضيف لشروطك أم يُخضعك لشروطه؟
– لا يُخضع أي طرف الطرف الآخر لشروطه… في بداياتي أطلعتُ بعض الضيوف على إعداد وأسئلة الحلقة، وهناك بعض الضيوف كالعملاق وديع الصافي غيرتُ في مسار الحلقة إكراما له.
“هناك العديد من الناس يحاولون إيقاعي… ولكن!!”
* ما هي أنجح الحلقات التي قمت بتقديمها؟
– حاورت العديد من نجوم الوطن العربي من مختلف المجالات، حلقة هادي شرارة كانت نارية ورائعة، كما حلقات المنتج أحمد العريان، سعيد الماروق، زاهي وهبي، خديجة بن بنا، صفاء أبو السعود، كوثر البشراوي والكثير والكثير من الحلقات الأخرى!
* وما هي الحلقات التي تعتبر أنك فشلت فيها؟
– حلقة الفنانة شيرين عبد الوهاب لأن الـ Mood كان سيئا، حلقة نانسي عجرم لأسباب تقنية!
* ما الأسباب الكامنة وراء إيقاف برنامجك بعيد إستضافة اللواء سيد قذاف الدم؟
– من أنجح الحلقات أجملها التي سجلتها في مسيرتي، ولكن لا يزال لُغز إيقاف البرنامج برسم الإجابة والكشف! مع العلم أن الحلقة خرجت من غرفة الرقابة بتقرير يُتيح ويسمح عرضها…
* هلا أراد أحد أن يُطيح بك من منصبك ورأى بأن الظرق كان مناسبا؟
– هناك العديد من الناس يحاولون إيقاعي ولكن قوة إيماني ورضا الوالدين يُساعداني على تخطي الأزمات.
* كلمة أخيرة للجمهور العربي والذي تأمل في أن تُطل عليهم قريبا؟!
– “ما بدي أوعد… إنتظروني وإدعوا لي بالتوفيق!”