حصل الفيلم اللبناني “قصة ثواني” للمخرجة لارا سابا على جائزة أفضل ممثل في الدورة الـ39 للمهرجان الدولي للسينما المستقلة الذي اختتم مساء أمس السبت في العاصمة البلجيكية بروكسل، إذ منحت هذه الجائزة للفتى علاء حمود، الذي خاض في هذا الفيلم تجربته الأولى على الإطلاق في التمثيل، وتألق في دور مروان، ابن الـ 12 عاما، الذي يعيش في كنف ام مدمنة على الكحول وسيئة السمعة، ويتعرض للتحرش الجنسي، مما دفعه إلى أن يهرب من المنزل لكي يضع حدا للاذى العاطفي والجسدي الذي يتعرض له، فوقع ضحية المخدرات.
ومروان إحدى ثلاث شخصيات يتناول الفيلم قصتها، تنتمي إلى خلفيات اجتماعية مختلفة في بيروت،وهي لا تلتقي أبداً، لكنّ أقدارها ومصائرها تتقاطع، من دون أن تعرف اي منها الأخرى، وتؤثر قرارات كل منها، من حيث لا تدري، في حياة الشخصيات الأخرى، إذ أن تطوراً واحداً سيؤدي إلى سلسلة أحداث تتسبب بتغيير جذري في حياة كلّ من هذه الشخصيات.
وابدت المخرجة لارا سابا اعتزازها بفوز مروان بهذه الجائزة، وقالت إنه يستحقها، إذ أن أداءه في دور مروان “كان ممتازاً”. وروت: “جربنا أكثر من ولد لاداء دور مروان، ولكن لم أجد ان ايّاً منهم مناسب للفيلم، إلى أن اكتشفنا علاء مصادفة في محل للنراجيل في برج حمود، حيث كان يعمل في مجال توصيل الطلبات”. وأضافت “كانت ثمة ملامح في وجهه ابحث عنها، فهو لا يزال طفلاً وفي الوقت نفسه لديه شيء يوحي المعاناة، وكان قد ترك المدرسة قبل اشهر”. وتابعت “وجدت في ملامحه تفاصيل تعطي بعدا واقعيا للشخصية، وهو مطابق للمعايير التي وضعتها، إذ كنت أريد ولداً غير محطّم بالكامل، بل فيه جانب سليم وشيء من الطفولة”. وقالت “امام الكاميرا وجدت ان لديه هذه العفوية الجميلة. وبعد أن وافق أهله على مشاركته في الفيلم، لم أر ضرورة لتدريبه على التمثيل، إذ فضلت ان يكون على طبيعته وعفويته”.
وقالت المنتجة وكاتبة السيناريو نبال عرقجي: “لقد أدى مروان ببراعة دوراً مؤثراً وصعباً جداً، وجسّد حالة أطفال كثر في لبنان يعانون التحرش الجنسي. لقد نال الجائزة عن جدارة، ونحن نفتخر به”.
وكان “قصة ثواني” عرض في افتتاح المهرجان الدولي للسينما المستقلة الذي اقيم في العاصمة البلجيكية من 6 إلى 10 تشرين الثاني. وقد اختار المهرجان لبنان “نجماً” لدورته التاسعة والثلاثين.