تعليقا على حلقة برنامج للنشر التي استضاف فيها الإعلامي طوني خليفة المنتج السوري السيد أيمن الذهبي. حيث وقع أيمن في فخ طوني خليفة عندما توجه إليه سائلا حول شعوره لدى معرفته بأن زوجته السابقة الفنانة أصالة حامل بتوأم من زوجها المخرج طارق العريان (فلسطيني الأصل يقيم في مصر) فزلّ لسانه بالإجابة : «يمكن بدا تعمل مخيّم للفلسطينية في مصر» !! لكنه سرعان ما اعتذر بعدما أوضح له طوني على الهواء بأن في إجابته هذه الكثير من الإساءة، الغير مقصودة من قبله، والغير مقبولة إطلاقا من الشعب العربي! المقابلات الإعلامية المباشرة قد تفضح، تكشف المستور أو تظهر ما يحاول إخفاؤه غير المتمرسين على اللقاءات والحوارات المباشرة! للوهلة الأولى، المظاهر خادعة، فبعض الشخصيات الإعلامية والفنية تخفي وجوها ملتبسة ومقنّعة، لكنها سهلة الإنكسار أمام مرآة الذات بعدسة كاميرا الشاشة الصغيرة المباشرة! اثنان عاقلان، لا يختلفان على طيبة قلب المنتج أيمن الذهبي – زوج الفنانة أصالة السابق ووالد أطفالها! من تابع حلقة «للنشر» الأخيرة، لا يحتاج إلى «العاقلين» ليلاحظ طيبة قلب هذا الرجل وعفويته وصراحته .. وأيضا، عدم قدرته على الكذب! في مجال ما، قد نفهم «نقمة» الأستاذ أيمن الذهبي على طليقته «الفنانة أصالة»، التي لم ترتض البقاء إلى جانب محبّها وعاشقها حتى النخاع، على حساب استقرارها العائلي والاجتماعي والنفسي .. في مجال آخر قد لا نستغرب أن يقوم «العاشق المبعد»، السيد أيمن الذهبي، بتجسيد قصة حياته، عشقه، ومعاناته بأبعادها المختلفة في مسلسل تلفزيوني لغرض «الزكزكة» أو «فش الخلق» أو ربما الربح المادي.. لعلّه يحاول استحضار صورته الأبوية التي شرذمها الخلاف الزوجي وفككها الفراق.. معذور في ذلك! فالعاشق «الأصيل» – إن جاز التعبير، قد يقدم على أكثر من ذلك في الحالات العادية، كيف إذا كانت المعشوقة هي «الأصالة»؟ وبينه وبينها أكثرمن 15 سنة وحدهما يعرفان ما لهما فيها .. وما عليهما منها! ربما لا يصح الحديث عن هذه المشاعر الحميمية التي بدا ظاهرا أن أيمن ما زال يحفظها لأصالة، احتراما لعلاقتها الزوجية الجديدة التي ستثمر توأما قريبا. إذا كان الإعلامي طوني خليفة قد اختتم حلقة البرنامج بتوجيه نصيحة للذهبي بعدم ذكر اسم أصالة في المسلسل أو حتى تجسيد شخصيتها منعا للتقويلات والمشادات والمشاكل التي قد تحصل، فنحن نضم صوتنا إليه على قاعدة أن «من كثر كلامه، كثر خطأه» وهذا ما حدث فعلا، إذ أنه بظهوره الأوّل، استهل الذهبي حديثه عن أصالة بـ«زلّة لسان» من جملة واحدة، كادت أن تقيم الدنيا ولا تقعدها لولا سرعة بديهة خليفة وفريق إعداد البرنامج! فكيف إذا كان يخطط لتصوير مسلسل يروي فيه قصّة 15 سنة؟! يسجّل لطوني خليفة حنكته، خبرته وسرعة البديهة لديه في إدارة دفّة الحوار، كذلك يسجّل له مهنيته العالية في احترام ضيوفه ومشاهديه في آن، وعدم استغلال الـ«سكوبات» حتى لو كانت زلاّت لسان! لربما أنقذ طوني الموقف، أو أنقذ برنامجه أو نفسه من الانتقاد واللوم بتوضيحه لما تفوّه به لسان المنتج أيمن الذهبي، ودَفْعِهِ على الاعتذار من الأشقاء الفلسطينيين، لكنه – حتما، لم ولن ينقذ أيمن الذهبي من ردّات الفعل التي قد تترتب عن زلة اللسان هذه، لما تحمله في طيّاتها من دلالات كبيرة، أكان يقصدها، أم سقطت سهوا! كان من الممكن أن تأخذ حلقة برنامج للنشر منحى آخر لو لم يعاجل الإعلامي طوني خليفة إلى إنقاذ موقف المنتج الذهبي! حسنا فعل، عندما نصح المنتج السوري – كصديق- بعدم ذكر اسم أصالة في المسلسل الذي ينوي تصويره، فبطبيعة الحال كلنا نخطىء، لكن زلّات اللسان ذات دلالات كبيرة. قد نسامح الشخص على زلّة بسيطة، إذا اعتذر، وفي حال لم تتعد حدود الكرامات! «إن الكلمة مثل السهم إن غادرت قوسها.. فلا سيطرة عليها إلا بعد إصابتها للهدف!». نصيحة طوني للذهبي كانت في محلّها، وقد تجنب المنتج السوري من أن يقال في حقه كما قال الشافعي «لسانك لا تذكر به عورة امرىء… فكلك عورات وللناس ألسن»!