تستحق الحلقة الأخيرة التي قدّمها مالك مكتبي من برنامج “أحمر بالخط العريض” عن زواج القاصر، أن توصف بالإستفزازية، إذ لا شكّ أن أيّ شخصٍ يمتلك نسبة معيّنة من العقل والمنطق، شعرَ بأنه يودّ لو يستطيع الدخول إلى الشاشة ليصرخ بوجه القاصرات والقاصرين الذين إستعجلوا الزواج ورموا وراءهم أحلاماً ظنّوا أنها لا تعنيهم، إمّا لأن الوضع الإجتماعي فرض ذلك أو لأن “الحب” أعمى قلوبهم!
أهمية الحلقة كانت في الشهادات الحيّة التي حضرت إلى الاستديو الذي إكتسى بالأبيض، أبيضٌ إرتدته العرائس “على بكّير”، إلا أن حالة واحدة جمعت جريمتين: الأولى الإستعداد لزواج مُبكر ذلك أنها مخطوبة وهي لا تزال في الثالثة عشر من عمرها، والثانية هي جريمة أنها هجرت مدرستها بطلب من العريس الذي يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً ويعمل في السعودية، وقد قال لها: “إذا بتحبّيني اتركي المدرسة لأني بغار”، ووافقت لأن الحب أهمّ من التعليم ولأن زوجها هو الذي سيعيلها ولأن والدها أقنعها بأن “الأحوال مش منيحة” وهو يحتاج إلى صهر ليكون سند الظهر ليقف بجانبه في السراء والضرّاء!
أهمية الحلقة أيضاً ليست فقط في الشهادات، بل بأن مالك إختتمها بخلاصة أن زواج القاصر، أمر غير مقبول وسلبي وغير حضاري، وهذه رسالة توعية إلى كل أب وأمٍّ تسوّل لهم نفسهم رمي أبنائهم في “القفص الذهبي” وهم لا يزالون “أطفالاً” يجب أن يلعبوا ويسرحوا ويمرحوا، وإلى كل شاب وشابّة يعتقدون أن الحب الأول هو الأخير وأن عليهم أن يتزوّجوا باكراً “للسُترة”!
فتحياتنا إلى مالك الذي يحوّل برنامجه يوماً بعد يوم إلى رسالة إجتماعية، نحتاجها في مجتمعنا المضطرّب!