R هو خلاصة لكل ما مررتُ به من تجارب في حياتي!
* ريتا قرقفي، الجميع يسأل عن R؛ لماذا كتبته، كيف تمت كتابته وعلى ما يحوي؟
– R عبارة عن خلاصة لكل ما مررت به في حياتي من تجارب، رغم أنني ولدت في عائلة ثرية، وما أطلبته كنتُ احصل عليه، إلا أنني إكتشفت في مرحلة متقدمة أن في داخلي فراغ، لم يستطع أحد من حبيب أو صديق أو صديقة بعد أن يملأه أو يبدده، إلا أنني أدركتُ أن التقرب من الله هو الحل الأمثل، ولكن هذا التقرب ليس التنسك والإنصراف إلى العبادة كما يترجمها البعض…
* ماذا تعنين بـ”العبادة كما يترجمها البعض”؟! عبادة الله واحدة،ـ وهي فريضة مقدسة!
– لا نختلف على ذلك، ولكنني قريبة من الله، وأعيش حياتي اليومية بنمط يُشبه نمط عيش أي إنسان، أشبه الله دائما بالوعي، هو الذي بإرادته يكتب لنا قدرنا وماسيُصيبنا، وعندما أدركت ذلك عشتُ سلاما داخليا وأناما، وترفعت عن كل الأمور الفانية والمادية، وأردت أن يكون R “زبدة تجاربي” في الحياة، وأردت أن يكون بمتناول الجميع…
* لِذا كتبته بأربعة لغات؟
– هذا صحيح، ففي المجلد الواحد أربعة لغات ألا وهي العربية، الفرنسية، الإنكليزية والإسبانية، هناك أشخاص مدمنون على القراء وعلى العكس هناك من لا يحب القراءة، إلا أن جملة تلفتهم أو تتردد على مسامعهم، والناس عموما تتناقل الأحاديث ولربما يقع الحديث عن الكتاب فيتم التداول به بين الأفراد، فالإنتشار مهم جدا وإرضاء كل الأذواق أيضا!
* بالنسبة إلى الإسم R… هل أطلقته حبا بالذات؟
– لا علاقة لهذا الموضوع بعنوان الكتاب! أردت أن يكون هناك حرف أحادي في كل اللغات ووجدت حرف “الراء” R، إضافة إلى أن النجمة والقمر يعنيان لي كثيرا لِذا يجمع غلاف الكتاب بين حرف الراء والقمر والنجمة.
* وإذا دخلنا أكثر في عمق التجربة، كتبتِ R على طريقة الحوار والمناجاة…
– هو حوار بين الإنسان وأخيه الإنسان، بين الله والناس… ولكن في نهاية المطاف وعندما تنتهي القراءة يُدرك القارئ أن الحوار الذي دار كان بين الروح والجسد، وقد عالجت في سياقه معضلات ومشاكل عديدة يواجهها الإنسان في يومياته، وعمدتُ إلى توضيحها، أبرزها الحسد، الخوف، الشك، الريبة وغيرها… هو أقرب إلى نُظم التوقع والتقدير، والدعوة فيه واضحة إلى التخلي عن الخوف والأحقاد وكل ما يبعث طاقات سلبية، فنتحول إلى أشخاص إيجابيين!
“مش عم عاكس الدين ولا تعاليمو!” الكتاب يمد القراء بجرعة من الأمل والسعادة!
* من أين أتت ريتا قرقفي إلى عالم الكتابة؟!
– في البداية أنا أحب القراءة، فصديقاتي يعشقن التسوق إلا أنني أعاكسهم وأفضل القراءة وشراء الكتب… على صعيد التحصيل العلمي، أنا حائزة على إجازة في علم النفس، في العلوم السياسية والشؤون الدولية إلى جانب جائزة Diplomacy Award من الـ UN… ولكن كل ذلك لم يكن بنافع في سياق كتابي إلا قليلا، والأهم يبقى تأثري بكل ما جرى من حولي، “ما في شي بالدني أحلى من الله” وأنا أحبه فوق كل شيء، ووصلت إلى مرحلة تقبلي لكل شيء وتجربة أمر بها!
* منذ صدور الكتاب والناس تقول بأنك تعاكسين التعاليم الدينية… ما تعليقك؟
– “أكيد مش عم عاكس الدين ولا تعاليمو”!، يعتقدون بأنني إمرأة حسناء، ثرية ولم يسمعوا بها من قبل في مجال الكتاب، فمن المستحيل أن تكتب كتابا مماثلاً والناس لا تتقبل ذلك على وجه العموم، كما وأنهم لم يعتادوا من قبل على الولوج في مواضيع مماثلة في طرح جريء!
* كيف ذلك… فجبران قد تحدث في مواضيع مماثلة حاكى فيها الله والإنسان…
– عنيتُ بأن كثر تحدثوا على سبيل المواعظ والإرشادات، وطرح جبران كان في ظروف مختلفة ومقاربات مختلفة أيضا! بالله عليك، عندما كنت صغيرا ألم يزرع لك ذووك فكرة أن الحياة صعبة، “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” وأمور مماثلة؟! من قال لهم أن الحياة صعبة وفيها مشقات، لمَ لا نراها في مقاربة مغايرة؟ أنا أؤمن بمن يقول أن “ما يصيبكم إلا ما كتبه الله لكم”، هو فعلا يضع الموهبة في بعض الأشخاص حتى يترجمون أفكارا عديدة في كتاباتهم وتكون مصدر إلهام للناس!
* هل من الجائز أن كل من مر بتجارب أن ينشر كتابا ليُصبح بمتناول الناس، طارحا مواضيع متعددة؟
– “إيه وليش لأ؟!” الجميع يمر بتجارب ومحن، هناك من يتخطاها بقوة وعزم وهناك من يتعثر في مسيرته، فكتابي هنا يُساعد، يُنير الدرب ويُرشد إلى السلام الداخلي!
* بُعيد الإنتهاء من قراءة R، ماذا سيكتسب القارئ؟
– في البداية يجب قراءة الكتاب عدة مرات حتى يتم فهمه، وبالمناسبة الشخص الوحيد الذي قرأه مرة واحدة وفهم فحواه هو زوج أختي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فنحن نفكر بالطريقة ذاتها… فالكتاب يمدك بالأمل والسعادة، ويعطي القارئ شحنة إيجابية فيها من محبة الله الكثير الذي يؤدي إلى عيش السلام الداخلي، وعقب ذلك يمكنه عيش الجنة على الأرض!
* هذه الجملة “عيش الجنة على الأرض” أعتبرت معاكسة واضحة للتعاليم الدينية…
– أرد على هذا السؤال بسيل من التساؤلات التي تجول في خاطري عندما أسمع هذا التعليق… “شو بيعرفوا؟! يا صديقي إنت والله واحد!” نعم، هناك حياة ثانية عندما تتحرر الروح من الجسد فتعود لتسكن جسدا آخر على الأرض طبعا “ومش على المريخ”! أحدهم أجرى بحثا معمقا ووجد أين كانت “جنة عدن” ومتى جف النهر إلخ… فليفكروا بإيجابية!
* هل تعتبرين أن الكتاب نال الشهرة المطلوبة، وأخذ حقه في الإعلام والإنتشار؟
– بالتأكيد! هذا ولم ألجأ إلى التوقيع وعقد مؤتمر لإطلاقه… لا أحبذ هذه الأمور الـ typique، عقدنا ندوات مع العديد من الجمعيات، ولا نزال في هذا الصدد، وقد عرضت علي إذاعة محلية ان أطل عبر أثيرها في برنامج للحديث إلى الناس، ولكنني لا أريد ذلك. الكتاب ذات هوية عالمية، وهو موجه لكل شخص يريد أن يعيش بسعادة، وقد نال إعجاب عدد من رجال الدين الذين دعوني إلى مناقشته في طاولة مستديرة!
* هل تلقيتِ أي أصداء سلبية عن الكتاب؟
– أبداً! أثنى كل من قرأه على فحواه وطريقة الكتابة، وبعض الأصدقاء والقراء الذين يتواصلون معي على الدوام يطلبون عدم إصدار أي كتاب آخر في هذه الفترة، حتى يتثنى لهم التلذذ بما كتب، وحتى ينتشر أكثر وأكثر!
الوتيرة تصاعدية في المواضيع المطروحة في كتبي القادمة!
* هل الكتاب متوفر في كافة أنحاء الوطن العربي؟
– نعم، هناك بعض الدول التي أخذت الكتاب لمعاينة فحواه، والحمدلله متوفر في العديد من المكتبات في لبنان والدول الأخرى.
* هناك ميلٌ لإصدار كتاب ثاني؟
– “كتاب ثاني وثالث…”
* وعلامَ سيتحويان؟
– الوتيرة تصاعدية! ففي الكتاب الثاني نعالج موضوعات أخرى لنصل إلى كتاب ثالث هناك رسالة موجهة إلى الناس ليفهموا لماذا تجري الأمور في الحياة على هذا النحو، وغير صحيح أن الله غير عادل!
* هل تدخل كتب ريتا قرقفي المكتبة التأريخية؟
– “إذا ضل العالم… أكيد إيه” وأقولها بكل ثقة، لأنني واثقة بما كتبته، وهناك إلهام دفعني إلى القيام بذلك!
* في عالمنا العربي هناك ما يُعرف بمثلث المحرمات (الدين، الجنس والسياسة)، وبات ذلك معيار في المعالجة للعديد من الكتب التي تُنشر، أنت تناولتِ الدين بمقاربة مختلفة غضيت الطرف عن الجنس والسياسة…
– لم أتناول السياسة لأنها وبكل بساطة لا تعني لي…
* (أقاطعها)… ولكنك ناشطة جدا في العمل السياسي…
– اليوم أركز على كتابي ووضعت السياسة جانبا… (تتابع)… السياسة مصالح وعندما تتغير المصالح تتبدل الأدوار، وقد تناولت في الكتاب كيفية التقرب من الله وحب الله، وفعلاً أشدد وأكرر على مبدأ عيش السعادة والجنة على الأرض!
* ماذا عن موضوع الجنس… هل هو أيضا وسيلة ومصلحة كالسياسة؟
– الجنس والسياسة محوران متغيران على عكس الدين فهو ثابت سرمدي! والجنس اليوم يندرج ضمن إطار الـ taboo، وكلما تعاظمت النظرة وأشرنا بأصابع الإتهام إلى هذا الموضوع، كلما زادت وتيرته في المجتمع، وهو اليوم يفقد قيمته ومعناه الحقيقي… وهناك فرق بين making love و making sex… “وآخر شي الإنسان بيوصل لمرحلة بيقرف من حالو”!
* هل وصلتِ إلى هذه المرحلة؟
– لا، دعني أخبرك شيئا: كنت على في مقتبل العمر عندما كنت سأقدم على الزواج، ولكن لم يتم ذلك، في بادئ الأمر حزنتُ جدا… ولكن، لو كنت مرتبطة بعائلة وأولاد ليس هناك من مساحة حرية… اليوم أنا حرة، ووصلت إلى مرحلة تحليلية لكل ما أقوم به، فأجد السبب والدوفع فأستنتج وأفكر!
* أين أنت من الزواج وتكوين عائلة؟
– لم أجد حتى اليوم الشخص الذي أتفق وإياه على مبادئ حياتنا، أحبذ إنفتاح الرجل ودعمه وخاصة فيما أقوم به، وللأسف رجال مجتمعنا يحطمون المرأة، وأريد في نهاية المطاف أن يكون هناك تجانس فكري فيما بيننا!
قريبا … مشروع الجمعية الخيرية يُبصر النور وهناك Line of Clothing تحمل توقيعي!
* ما هي الهفوة التي إرتكبتها في R، وتريدين تحاشيها في إصدارك المقبل؟
– قالوا لي أن الكتاب يفتقد إلى مقدمة…
* “قالوا لك” يعني أنك لست مقتنعة…
– في الحقيقة… لم أجد أي هفوة في الكتاب!
* بعيداً عن الأدب والكتب، تستعيد لإنشاء جمعية خيرية…
– هذا صحيح، هي أقرب إلى جمعية الرفق الإجتماعي والدعم للناس! إجتمعت بالمحامي والعمل جارٍ لإتمام المشروع، ونميل فيه إلى المساعدة والـ assistance.
* ما إسيم الجمعية؟
– أتشاور والمحامي حول إسم “جمعية السعادة”! “زهقت إسمع أسامي جمعيات فيها تشاؤم”!
* وبعيداً عن الجمعية… مشروع جديد يحمل توقيع ريتا قرقفي؟
– لدي طاقة إيجابية over أود أن أستثمرها في مواضع عدة! هناك Line of Clothing، تحمل توقيعي في الفترة المقبلة، أتكتم عن تفاصيلها!
* في تفاصيل أكثر عن أسس هذا المشروع الجديد… وهل ستخصين الرجل؟!
– بالطبع نعم، سوف يكون له حصة في الـ accessories، وعلى وجه العموم نميل إلى الستايل الراقي في الملابس، وليس “شو دارج بالأسواق”!
* في نهاية هذه المقابلة، كلمة أخرية للقراء…
– “أهم شي ما تتلكوا على إنو سعادتكن تجي من أي شخص… السعادة تأتي من الداخل، والإتكال على الله في كل ما تقومون به بديهي”!