دخلت فاتنة عالم الصحافة والإعلام على الرغم من دراستها مجال الأعمال الدولية والتسويق، مؤسسة قبل أشهر قليلة من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، جريدة “الصحافة” وقبلها شركة Nonabel، لتنظيم الحفلات والأعراس، وذلك بعد أن عملت في مؤسسة Cleveland Clinic Foundation، في أوهايو… وللكلام صلة في الحوار الآتي:
* كيف دخلت عالم الإعلام، وأسست جريدة “الصحافة”؟
– بعد تخرجي من الجامعة في مجال الأعمال الدولية والتسويق، في عمر الـ 22 سنة، عملت بصفة VIP Guest Director، في مؤسسة Cleveland Clinic Foundation، وهي مؤسسة معروفة يقصدها الأمراء، الرؤساء والشخصيات المهمة من مختلف أنحاء العالم عند مجيئهم إلى أوهايو، للتعرف إلى كل ما هو عربي في المقاطعة. في ذلك الوقت، كنت أتمنى أن تكون بين أيديهم جريدة تخدم هذا الهدف، لا سيما أن غيابها كان مستغربا لأننا كعرب نشكل رابع أكبر جالية في المقاطعة، إلى جانبنا ولاية “ميشيغن” حيث تصدر العديد من الجرائد العربية. من هنا، ولدت فكرة الجريدة، خاصة وأنني أحب الكتابة والقراءه بالإضافة إلى أن العديد من الشخصيات التي إلتقيتها بحكم العمل، شجعني على هذه الخطوة فكانت المباشرة بالتنفيذ ليصدر العدد الأول من الجريدة قبل شهرين من أحداث 11 أيلول.
* ولماذا إخترت عنوان “الصحافة” لجريدتك في حين أنها تصدر بأكملها باللغة الإنكليزية؟
– كنت أريد إسما له معنى باللغة العربية، وفي نفس الوقت سهل اللفظ باللغة الإنكليزية. فكانت “الصحافة” أما شعار الجريدة فهو العلم الأميركي، ولكن معناه مرتبط بالشرق الأوسط. وإذا كانت جريدتي هي باللغة الإنكليزية، فهذا لأنها موجهة إلى الأميركيين ليعرفوا المزيد عن العرب وحضارتهم.
* إلى من تتوجهين عبر هذه الجريدة، وما هو الهدف منها؟
– كما سبق وذكرت، كانت الحاجة في الأساس إرشاد العرب الذين يقصدون أوهايو إلى ما يحتاجون إليه، لهذا كان الجمهور المستهدف هو العرب والجالية العربية في هذه المقاطعة، وكانت البداية عن الأخبار الإجتماعية عن الجالية، إلا أنه بعد أحداث 11 أيلول، تغيرت وجهتنا وبات الجمهور المستهدف هو الشعب الأميركي الذي بات يحتاج إلى معرفة المزيد عن العرب. حتى أنني أصبحت مطالبة بإصدار أعداد تفسر للأميركيين بعضا مما حصل في ذلك التاريخ، علما أننا كعرب لم نكن ندري بالفعل ما جرى لكن بقدر التساؤلات التي كنت أواجهها بقدر ما كنت أعرف بالتحديد ماذا يجب أن أكتب وأنشر.
* ما هي المواضيع التي تطرقون إليها، وهل منها ما هو سياسي؟
– هناك مواضيع سياسية، إلا أن الجريدة ليست ذات طابع سياسي بل هي تتخذ المنحى الثقافي أكثر ذلك أنني أعرف طريقة تفكير الأميركيين وكيفية لفت إنتباههم، ذلك يكون عبر الثقافة والتسلية وإبراز الوجه المرح والمنفتح لبلدان الشرق الأوسط ولا سيما لبنان، وهي ما يعني بالتالي إقناع الأميركيين شيئا فشيئا بوجوب عدم تصديق وجهة نظر واحدة بل الإطلاع على وجهات النظر مهما إختلفت.
* من خلال ما تنشيرنه في الجريدة، هل تشعرين بأنك حقا تجذبين القراء الأميركيين أكثر فأكثر؟
– أنا أشعر بذلك كثيرا خاصة في صفحات الموضة واللايف ستايل، حتى أن عدد من الأميركيين بات ينتظر العدد الشهري لتصفح هذه الصفحات بالتحديد.
* بعد أحداث 11 أيلول، أم تواجهي صعوبات كأميركية من أصل عربي تعمل في مجال الإعلام؟
– لم يحصل ذلك لأني لم أقدم نفسي للجمهور الأميركي على أنني الصوت المدافع عن العرب، بل كنت أبرز فقط وجهة النظر العربية كغيرها من وجهات النظر، بالإضافة إلى أنني لم أكن أحمل أي إشارة تدل على ذلك.. أنا أحب الكلام وأهتم كثيرا بالناس وبإيصال الرسائل الصائبة لهم. ففي السنوات الخمس الأولى لعملنا كنا لا نزال ضمن نطاق أوهايو، ثم إنتشرنا بعد ذلك في واشنطن نيو يورك، لوس أنجلوس وفي المقاطعات المهمة في أميركا. ودعيت في تلك الفترة كثيرا إلى الكثير من المؤتمرات ومنها مؤتمر جدة- في السعودية خلال العام 2006، وأذكر أنه وجهت إلي الكثير من الأسئلة تمحورت حول “لماذا يكرهنا الأميركيون ولماذا يظنون أننا نكرههم؟” فأحسست وكأنهم يقولون لي إفعلي شيئا، في حين أنه كان من واجبهم أن يتحركوا ويتابعوا أمورهم ولا يكتفوا فقط بالشكوى.
* بالنظر إلى كونك أميركية ولبنانية في نفس الوقت، هل تشعرين أنك تملكين القدرة على تلقريب بين وجهتي نظر مختلفتين؟
– نعم، فإنني أتكلم اللغة العربية وأفهم العقلية العربية كوني تربيت في بيت شرقي. وفي والوقت نفسه أعرف نمط التفكير الأميركي كوني كبرت في أميركا وإرتدت مدارسها وجامعاتها. الأميركيون لا يسافرون خارج أميركا بل يتنقلون بين المقاطعات أو يذهبون إلى مكسيكو كأبعد حد لتمضية العطلة لذلك هم لا يعرفون الحضارات الأخرى وبالتالي يصدقون كل ما يرونه على التلفزيون. إنطلاقا من ذلك أقول لكل من أعرفه من أصدقاء ومعارف في أميركا أن يذهبوا إلى المطاعم والأماكن العربية للتعرف إلى العرب وحضاراتهم.
* كيف كان جو العائلة والمنزل الذين تعيشون فيه في أوهايو؟
– أهلي تعلقوا كثيرا ببلدهم، خاصة وأنهم عايشوه أيام العز، لدرجة أنهم كانوا يبكون عندما يتحدثون عنه أو عن ذكرياتهم هناك، لذا تربينا وكأننا في بيروت، فكنا نأكل مأكولات لبنانية ونستمع إلى الموسيقى العربية، نشاهد الأفلام المصرية ونتكلم باللغة العربية إضافة إلى الفرنسية ولم نكن نتلكم اللغة الإنكليزية على الرغم من عيشنا في أميركا. لقد كانت تربيتنا شرقية بحتة، وعل سبيل المثال لم تكن تسمح لي أمي بتمضية ليلة عند إحدى صديقاتي فتقول لي “يا إبنتي نحن لبنانيون”.
* ما الدور الذي لعبته عائلتك في وصولك إلى هذه الدرجة من النجاح؟
– أمي حظي في الحياة، فهي لطالما سعت إلى تشجيعي على خوض غمار الحياة منذ أن كنت طفلة.
* وهل غامرت لخوض غمار هذه الحياة، هذا إن كنت تحبين بطبعك المغامرة؟
– لا أستطيع القول بأنني لا أحب المغامرة لكنني بالطبع أحب التحدي فعندما تركت عملي السابق وباشرت بإنشاء الجريدة، كان علي أن أحقق هذا النجاح، وكان تحديا بالنسبة إلي، ولم أندم يوما على إنشاء الخريدة، أنا أتحدى نفسي أولا، في كل شيء أقوم به في الحياة، وهذا الأمر مطلوب جدا في عالم الإعلام. أنا أغر على عملي وليس من أي شخص ناجح، وأسعى للقيام بأفضل الأمور.
* بين لبنان وأميركا أيهما الأحب إلى قلبك؟
– لبنان هو قلبي، وأحب أميركا كثيرا حيث ولدت وكبرت فيها، وأنا مزيج من التربية الشرقية اللبنانية، والحضارة والحياة الأميركية، وأشير هان إلى أن ثلاث أشخاص في حياتي كانوا دائما يقولون لي “أحبي لبنان مهما حصل”، وهم جدي يوسف بدران، رفيق الحريري وجبران تويني رحمهم الله، وأظن أن الرسالة الأهم للبنانيين هي ضرورة أن يحبوا بلدهم.
* هل تفكرين يوما بالعودة إلى لبنان؟
– أريد في هذه الفترة التركيو على حياتي الشخصية، فالجريدة بخير وأنا مسرورة جدا بما أنجزت حتى الآن وبالفرص التي أتيحت لي للقاء أشخاص كالذين ألتقيهم أنا اليوم. أشعر بالرغبة إلى أن أكون أما، وفي حال تزوجت من لبناني يعيش في لبنان، فسوف أعود معه، لأن مرجع المرأة زوجها.
* وأين ترين نفسك بعد 10 سنوات؟
– أنا أخطط كثيرا لإنجاح أي عمل أقوم به، ولكن لا أخطط لحياتي الشخصية، أظن أن الحظ ساعدني كثيرا حتى في مجال عملي، كما أؤمن بأن ما هو مقدر أن يحصل سيحصل مهما حاول أي كان أن يتدخل لعرقلته.