الطرقات اللبنانية مزروعة على الدوام بإعلاناتٍ ممّا هبّ ودبّ، فهناك إعلان لملابس داخلية، وفي المقلب الآخر إعلانٌ لماركة مفروشات، حتّى المراكز التجارية تُعلن عن تخفيضها لسعر البندورة مئة ليرة عن ذاك المتداول في السوق.. وكثافة تلك الإعلانات على تنوّعها دليل خيرٍ على أن السوق يستقبل منتجات ويعمدُ إلى تصريفها..
لكن.. لفتنا إعلانٌ لشركة سياحة لن ننشر إسمها وعمدنا إلى تغطيته في الصور، تستغل لبنان وصورته لتروّج لنفسها، فتظهر لبناننا أرضاً مقرفة وكريهة يرغب أيٌّ كان بالرحيل عنها إلى بلد يحصل فيها على إجازة – Vacation.. الشركة المُعلنة إستخدمَت نقطتين، أوّلهما البرلمان اللبناني، وهي في هذا محقّة، فاللبنانيون بحاجة إلى Break من السياسة والحكومة ورحلة التأليف، ولو توقّفت الشركة عند هذا الحد، لرددنا لها: “برافو برافو برافو”، بعد أن نستأذن راغب علامة، لكن أن تصوّر الشركة تلوّث البيئة، فـ بالإذن منها: ليس هناك بلدُ لا يعاني التلوث وطبقة الأوزون المفخوتة هي مشكلة الكون أجمع وممنوع تحقير الوطن والأرض لمنافع تجارية بحت!
ونسأل: ألا تمرّ الإعلانات حالها حال الكليبات والأعمال الفنية على لجنة رقابة معينة؟! ألم تجد الأخيرة في الإعلان عيباً؟ أم أنها هي الأخرى تستسهل إهانة الوطن وصورته؟! ألا نحاول جاهدين أن نلمّع صورتنا أمام الإخوة العرب والأجانب، لتأتي الطعنات من الداخل؟!