مما لا شك فيه أن الثورة المصرية والثورات العربية المتنقلة، شكلت محطة مفصلية في حياة الشعب العربي، فبعيدا عن السياسة ومتاعبها، أثرت بشكل مباشر وكبير على سير الحياة الفنية، إذ تضائل الإنتاج الفني والدرامي، إلى جانب الركود في سوق الأغنية والحفلات العربية، مع محاولات “خجولة” وبسيطة لإقامة عدد من الحفلات في أقطار العالم العربي…
في ظل الأزمة الحاصلة، منهم من غنى لأجل شهداء الثورة، ومنهم من أقام حفلات عديدة لأنهم كانوا قد أبرموا عقودها قبل وقوع الأحداث الدامية. ومع إقتراب موسم الصيف، ودخولنا العد العكسي لشهر رمضان المبارك، يتكظ جدول بعض الفنانين بمواعيد الحفلات والتصوير والمهرجانات، ليمكث البعض الآخر في منازلهم بعيدا عن “ضوضاء” النجومية والحفلات…
جرش، صلالة، قرطاج… وتطول اللائحة بأسماء المهرجانات التي إعتدنا عليها لتتصدر موسم الصيف، هذا إلى جانب المهرجانات اللبنانية التي أراد القيمون عليها أن تبدأ وتنتهي قبيل الشهر الفضيل، وقد إقتصرت إستضافاتهم على عدد من النجوم العالميين، بعض النجوم العرض وبعض الأعمال الإستعراضية المحلية، كمهرجان بعلبك والذي يستضيف مسرحية صلاح الدين، كما يقدم المخرج جيرارد أفيديسيان عملا إستعراضيا راقصا في تحية إلى الصبوحة في إفتتاح مهرجان بيت الدين، والذي يستضيف الفنان كاظم الساهر… ولا ننسى بعض المهرجانات “المحلية والمناطقية”، إلى جانب مهرجان جونية والذي يستضيف الفنانة ماجدة الومي…
أما على الصعيد الإقليمي العربي، يشهد الصيف “شبه إعتزال” وعزوف عن إقامة الحفلات الفنية الصاخبة في مصر والدول المجاورة، فقد شكلت تركيا والدول الأوروبية محط أنظار للفنانين والنجوم العرب… فعاليات مهرجان “جرش” والذي يعود بعد إنقطاع لثلاث سنوات، ستُحصر في أربع حفلات فقط رغم أن المهرجان يبدأ في الواحد والعشرين من تموز وينتهي في الثلاثين منه إلا أن باقي الليالي ستكون شعرية وثقافية… النجوم الذين سيحييون الحفلات الأربعة هم نجوى كرم ونبيل شعيل وعمر عبداللات وملحم بركات، في حين تم التفاوض مع حسين الجسمي لكن لم يتم التوصل إلى إتفاق نهائي معه بسبب المقابل المادي، كما ألغيت مشاركة وائل كفوري بعد قرار إدارة المهرجان تقليص عدد الليالي الغنائية على المسرح الجنوبي!
وفي سياق منفصل، تحيي الفنانة نانسي عجرم حفلا في مدينة الرحاب في الثامن عشر من يونيو، فيما يقدم الفنان هيثم شاكر حفلا غنائيا في القادسية، وآخر في المنصورة مع الفنانة راندة حافظ… أما حفلات “الموسم” فهي للفنان عمرو دياب في شرم الشيخ، إلى جانب حفل للفنانين محمد منير ومحمد حماقي في الساحل الشمالي، وحفل للفنان تامر حسني في برتو غالب في 10 يوليو…
أما مهرجان صلالة، والذي تمتد فعالياته على مدى شهر تقريبا، فتبدأ مطلع الشهر القادم وتنهي في أوخره، إذ يستضيف عددا من نجوم الأغنية العربية أبرزهم ميريام فارس، حسين الجسمي، أصالة، ميريام فارس، محمد حماقي وغيرهم… ولكن، تشكل تركيا- منطقة شمال قبرص المنافس الأقوى على صعيد الحفلات، إذ إستطاعت إستقطاب عدد من الفنانين لإحياء حفلات في فنادق ومجمعات سياحية (Merit Hotel و Pasha Casino) ولعل أبرزهم يارا، حسين الجسمي، عبد الله الرويشد، رابح وماجد المهندس والذي يعود ويلتقي جمهوره في لندن وباريس…
ومع توسع إهتمام الفنانين العرب لإحياء حفلا في الصين وتايلند وروسيا والشيشان، يبقى البعض متمسكا بإحياء حفلات عديدة في بلاده إذ يعتبر هذا الجمهور هو الأوفى، ولكن “تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن”… وفي متابعة للموضوع، علمنا بأنه تم إصدار مذكرة تتعلق بإصدار التأشيرات لدخول اليونان، إذ لم يعد بالسهل الحصول عليها