إليسا وشيرين.. من أحب الأصوات إلى قلبي وأنا متحيزة لهما بكل ما للكلمة من معنى، رغم قانون عدم التحيز في الصحافة، الذي يتشدق به كثيرون، إلا أنه أمر لا بد منه، تماما كقانون الجاذبية.. لكن الفرق بين الصحفي والآخرين، أنه يستطيع أن يرى حينا بعين الناقد، حين يتطلب الأمر النقد، وحينا أخرى بعين المعجب، حين يتطلب الأمر أن نرفع القبعة لفنانين محترفين نفتخر بهم في عالمنا العربي..
لكن.. كل هذا وأكثر لا ينفي أن لا قبعة لدي الآن لأرفعها لكل من إليسا وشيرين في كليبيهما الأخيرين “ما تعتذرش” لشيرين من إخراج وليد ناصيف و “تصدق بمين” لإليسا من إخراج إميل سليلاتي!
أقل ما يقال في الكليبين أنهما لم يقدما أي جديد، وأكثر ما يقال أنهما نُسخة باهتة من أعمال سابقة لكل من إليسا وشيرين ومشاهد لا طعم ولا لون لها لولا أزياء النجمتين!
وأتساءَل: لماذا بقيت شيرين عالقة في المطبخ منذ كليب “كتر خيري”؟! أو على درج البيت مع الوقفة ذاتها ونفس الـ Poses منذ كليب “إنكتبلي عمر”؟! وقد يقول قائل: كم بدَت جميلة شيرين حين رقصت نكاية بحبيبها الذي كان يراقص أخرى، لكن لا أعرف لماذا أعاد إلى رأسي هذا المشهد كليب كاظم الساهر لأغنية “حافية القدمين”؟! فلولا طريقة شيرين المتميزة في الدلال أمام الكاميرا، لما كان للكليب أي معنى، إلا إذا كنتم ترون أن هناك معنى عميقا من وقوفها في المطبخ وهي تحمل صورا فوتوغرافية تحاورها وتدللها! ولعل المشهد الأخير حين نرى يدي العاشقين وقد كبرا في السن، هو الأجمل، إن قارناه بالكليب ككل!
أما إليسا وكليب “تصدق بمين” فهو حكاية أخرى.. ما كنت لأشعر بهذا القهر لولا الحماسة البالغة التي أظهرها عشاق إليسا لأشهر وهم يطالبون بالكليب لأنهم يشتاقون إلى نجمتهم، وحتى هم الذين لا يقبول، أي “إن” على إليسا، كتبوا: هل خذلتنا ملكتنا؟! فما الداعي من مشهد المرآة وإليسا أمامها ترتب ماكياجها وتضع العطور؟! أليس هذا أحد المشاهد من “عبالي حبيبي”؟! وماذا عن مشهد وقوفها أمام زجاج البيت الطويل والعريض؟ ألم يذكركم بـ “أيام الشتا”؟! ولماذا في كل مرة هناك فستان بيج وآخر أحمر اللون؟!
عذرا.. لكنني أشعر برغبة في القول: رحمك الله يا يحيا سعادة!