يعمل بمنطق أن “جودة العمل هي التي تفرض وجوده بين الأعمال الأخرى”، وهو ما يعمل به المنتج أحمد سمير في كل أعماله السينمائية والدرامية والتي دوما” يحاول من خلالها تقديم أعمال لها أبعاد جديدة ومختلفة ويقدم من خلالها رؤية مغايرة عن المطروح على الساحة، وهو ما قدمه من خلال مسلسل بحجم “فرعون” والذي يعد بمثابة مغامرة كبيرة لأي منتج حيث قدم من خلاله كل أبطال العمل بشكل جديد ومختلف عن المتعارف عليه، كما قدم سيناريو مليئ بالتشويق والإثارة وهو ما جعل الجمهور لا يمل من أحداثه.
وقد بدأ المنتج أحمد سمير التحضير لهذا المسلسل منذ أواخر العام الماضي من كتابة سيناريو وترشيح أبطال والتعاقد معهم وبروفات متعددة للوصول إلى الشكل النهائي لكل تفاصيل العمل قبل بداية رحلة التصوير، وحول اختياره لهذا العمل قال سمير “كنت أفكر فى تقديم فرعون كفيلم سينمائي، لكن أحداثه حتمت تقديمه كمسلسل، ولهذا تعمدت في تنفيذه على إستخدام التكنيك السينمائي لأحقق معادلة السينما والتليفزيون فى نفس الوقت”.
ونفى الفكرة التي تتردد أن المسلسل يقدم قصة حياة صبري نخنوخ قائلا”: “إن شخصية “رجب فرعون” التى يجسدها خالد صالح فى مسلسل “فرعون” ليست شخصية صبرى نخنوخ، كما يعتقد البعض لكن ربما الشبه فى “لوك” خالد صالح وحلاقة شعر رأسه على الزيرو وتركيبة الشخصية، بالإضافة إلى توقيت عرض المسلسل والتحضيرات التى سبقته هو ما أوحى بذلك”.
وأضاف ان المقصود من “فرعون” هو الديكتاتور أو الأداة سواء إذا كان حاكما” أو بلطجيا” أو شخصا” صاحب نفوذ أو أي شخص فى أي مكان يفعل ما يحلو له فى أي وقت وأي زمان، وهي شخصية موجودة تهدف إلى تحقيق مصالح الآخرين وهؤلاء الآخرين هم شخصيات سياسية ورجال أعمال وتجار وغيرهم.
وأكد سمير “من خلال المسلسل نحاول رصد شخصية الفرعون عن طريق “رجب فرعون” وعلاقته بالنظام الحاكم سابقا” أي الحزب الوطني، وكيف سيتبدل الوضع بعد سقوط هذا النظام فى ثورة 25 يونيو، وبداية ظهور قوة تتمثل فى الإخوان المسلمين، مع العلم أن أحداث المسلسل ستنتهي قبل انتخاب رئيساً لمصر والتى فاز فيها وقتها محمد مرسي، وللعلم أيضا” فإن شخصية فرعون ليست شريرة بطبعها وهو ما يمكن أن تلاحظه فى الشخصية من خلال الأحداث، لكن كالعادة لكل فرعون وديكتاتور نهاية”.
وعن موضوع المسلسل والإسقاط السياسي الذى يحمله، أضاف “الفرعون فكرة سياسية كما أشرت من قبل وليس شخصا” محددا” بعينه وليس صحيحا” أننا نرمز إلى الرئيس السابق مبارك تحديدا” أو نظامه السابق؛ لأن مرسي لا يختلف عن مبارك، ولا يوجد فرق بين الحزب الوطني وحزب الحرية والعدالة، فللأسف نحن نعاني الفرعنة، وهى التوحش السلطوي وغياب القانون والعدالة، وهذا ما يطرحه المسلسل كما أشرت من خلال شخصية “رجب فرعون” الذى يجسدها خالد صالح، وهو رجل أعمال يبدأ من الصفر حتى يصبح متوحش الثراء، ويشرح المسلسل رحلة هذا الشخص، وما هى نهايته، وما النتيجة لو استمر النظام على فرعنته دون وجود قوانين، وقد تعمدنا اختيار موضوع ليس له علاقة بالأحداث الراهنة بقدر ما له علاقة بنظام أو عيوب ومشاكل ما زالت بكل أسف مستمرة بعد الثورة”.
وعن طول فترة التصوير والتي امتدت إلى الأسبوع الأخير من رمضان أشار سمير”80% من مشاهد “فرعون” تم تصويرها بعيداً عن إى لوكيشن داخلي أو ديكور فلقد تم تصوير هذه المشاهد ما بين 6 أكتوبر وطريق مصر إسكندرية الصحراوي ومدينة الإنتاج الإعلامي وشوارع البدرشين وسقارة والمنصورة والعين السخنة ومحطة مصر للسكة الحديد وغيرها من الأماكن وهو من أصعب الأمور في أي عمل خاصة في ظل الإنفلات الأمني المنتشر في شوارع البلد”.
وحول توقف عدد كبير من شركات الإنتاج عن تقديم أعمال في شهر رمضان وغيرها بسبب الظروف الإقتصادية التى تمر بها البلاد، مما أثر على العديد من القطاعات ومن بينها الإنتاج فقال “لا أعتقد أن التوقف عن الإنتاج تماما” هو الحل، وأترك الأمور على الله، فلقد قمت هذا العام بإنتاج هذا العمل بميزانية تعدت الـ 25 مليون جنيه، وأعتقد أن جودة العمل فرضته على الساحة، ولست نادماً على إنتاجه، فالعمل حقق نسب مشاهدة عالية بالإضافة إلى أنه حصل على إشادة من النقاد”.
مسلسل “فرعون” تدور أحداثه حول رحلة صعود شخصية “فرعون” بدايةً من القاع وصول إلى القمة، عبر العديد من الصعاب والمشاكل التي كان عليه التغلب عليها في طريقه، المسلسل اخراج محمد علي وتأليف عمرو الشامي وياسر عبد المجيد، يشارك في بطولته مع جومانا مراد وخالد صالح كلا من الفنانة دينا واحمد صفوت وطارق عبد العزيز ومجموعة كبيرة من الفنانين.