بعدَ أن قدّمَ حلقة بعنوان “مش لعب اولاد” ضمن برنامجه “أحمر بالخط العريض”، إستضاف فيها صغاراً يعتقدون أنهم يستطيعون إدارة البلد (لمَ لا، إن كان الكبار قد أثبتوا عدمَ أهليتهم)، إختار مالك مكتبي أن يُحاوِرَ مُعَمّرِيْنَ لم تختصِر سنواتهم في الحياة روحهم المرحَة وذكاءَهم وسرعة بديهتهم وفُكاهتَهُم.
أخبارُ المعمّرين لم تنتهِ، حاورهم مكتبي بحبٍّ كبير وكأنّه يقتربُ من أهلهِ، فهناكَ سيّدةُ تخطّت الـ 120 عاماً ولا تزال بكامل عقلها ونشاطها تَعُدُّ أسماء أحفادها، وفي المقلب الآخر رجلٌ إقترب من المئة وعشر سنوات وأفصحَ للمشاهدين عن سرّ شبابهِ وطول عمره، وآخرَ يعتني بشقيقته المريضة رغم أنها تصغرهُ بأكثر من عشرين عاماً ويردّد أغنيات بالفرنسية دليلاً على حنينه للإنتداب الفرنسي، وآخر أيضاً يلعبُ كرة القدمِ ورابعاً يعتبُ على الدّولة لأنه ذهبَ ليُدلي بصوتِه في الإنتحابات، فأخبروه بعدمِ أهليّتهِ للتصويت طالما أنّه تخطّى المئة، مع أن الله لم يشأ خطفَ روحه بعد، إلا أن دولتنا شاءت أن تخطفَ حقوقه، ولا أعرف لم العجب، فالأخيرة مسروقة مُنذ شهادة الولادة!
مالك مكتبي في مواضيعه التي لم تجفّ منذ سبع مواسم وسبعُ حصواتٍ في عينِ الحسود، لا يزال قادراً على جمع الشهادات الحيّة ومحاورتها بأسلوبٍ لا يشبه أحداً، لكنّه نفسُهُ يعرف بأنّه يتفوق أحياناً على ذاته وهكذا حصل في تلك الحلقة التي لا يزال اللبنانيون يحكون عنها ويتهامسون بتفاصيلها!