افتُتحت يوم الأربعاء الماضي في دار الأوبرا المصرية في القاهرة فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي يحمل هذه السنة إسم مؤسسته الدكتورة الراحلة رتيبة الحفني التي توفيت في أيلول/سبتمبر الماضي بعد حياة حافلة بالغناء الأوبرالي والموسيقى، تبوأت خلالها منصب أول رئيسة لدار الأوبرا المصرية عندما أُعيد افتتاحها عام 1988.
وفي الكلمة التي ألقتها في حفل الإفتتاح قالت رئيسة الأوبرا والمهرجان الدكتورة إيناس عبد الدايم إن الدورة الجديدة للمهرجان والمؤتمر مهداة إلى روح الدكتورة رتيبة الحفني، وأشادت بدور الراحلة البارز وأعلنت عن إطلاق اسمها على جائزة مسابقة مهرجان الموسيقى العربية. كما أكدت د. عبد الدايم على أهمية الدور الذي يلعبه المهرجان والمؤتمر في الحفاظ على هوية الموسيقى العربية واهتمام الأوبرا الدائم بنشر فنون التراث العربي، وتناولت في كلمتها أيضا” دور المطرب الكبير الراحل الدكتور وديع الصافي في إثراء الموسيقى العربية وأعلنت عن تنظيم حفل تأبين له في دار الأوبرا المصرية خلال شهر نوفمبر الجاري.
وكان حفل افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية قد بدأ بالوقوف دقيقة صمت حداداً على الدكتورة رتيبة الحفني، ثم تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “سنوات من العطاء” تضمن مشاهد من لقاءات مع الدكتورة الراحلة تحدثت من خلالها عن مسيرتها الفنية وحياتها العملية وأسرتها وخاصة والدها الذي كان له الدور الكبير في صقل شخصيتها.
بعد ذلك ألقت مديرة المهرجان والمؤتمر المخرجة جيهان مرسي كلمة تحدثت فيها عن دور الراحلة فى إرساء أسس المهرجان، وشددت على التزامها بالمحافظة على مكانته وعلى النجاح الذي حققه على يد الدكتورة رتيبة الحفني على مدار السنوات الماضية. كما استعرضت مرسي أهم الفعاليات التى ستستمر حتى 21 نوفمبر وتُقدم على مسارح الأوبرا بالقاهرة ودمنهور والإسكندرية.
وخلال حفل افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تم تكريم 14 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية والثقافية فى مصر والوطن العربى وهم: اسم الدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى وتسلمت التكريم ابنتها علا عبيد، المطربة السورية أصالة نصري، الباحث الدكتور فيكتور سحاب، الشاعر مجدى نجيب، المايسترو عمر فرحات، المايسترو فاروق البابلي، عازف الايقاع عبد المنعم السيد، الناقد الفني الدكتور زين نصار، الموسيقار الدكتور محمد الشيخ، الفنان يحيى الموجي، عازف العود سيد منصور، المطرب خالد عبد الغفار، المطربة احلام احمد وفنان الخط العربي سعد عبد ربه غزال.
وقد أحيت المطربة أصالة حفل الافتتاح بمصاحبة فرقة موسيقية بقيادة المايسترو يحيي الموجي، وقدمت باقة من أغنياتها الخاصة بالإضافة إلى نخبة من أعمال النجوم العرب ومختارات من روائع السيدة أم كلثوم والموسيقار الراحل وديع الصافي. وقد شاركها الفنان أحمد سعد في موال “يا بني”.
الدورة الثانية والعشرون لمهرجان الموسيقى العربية ستتضمن 26 حفلة يشارك فيها أكثر من خمسين مطربا” ومطربة من ألمع نجوم الغناء في مصر والعالم العربي ومنهم بالإضافة إلى أصالة، لطفي بوشناق، أنغام، هاني شاكر، علي الحجار، مدحت صالح، صفوان بهلوان، ريهام عبد الحكيم، أيمن تيسير، جهاد عقل وغيرهم. كما ينظم المهرجان مسابقة في الغناء العربي تشرف عليها لجنة تحكيم يرأسها الموسيقي المصري محمد علي سليمان ويشارك فيها كل من الموسيقي المصري رضا رجب وخمسة باحثين هم اللبنانية منى الصائغ والسوري فادي عطية والبحريني محمد أحمد جمال والكويتيان وليد حداد وخالد القلاف.
أما المؤتمر فسيشارك فيه 27 باحثا” من تونس وسوريا وفلسطين ولبنان والسودان والعراق والأردن وليبيا والكويت ومصر، لمناقشة خمس قضايا تتناول “الموسيقى والغناء في مواجهة التطرف.. تحديات العصر” و “الأغنية الوطنية بين القديم والحديث وتأثيرها على المجتمع” و “الغناء الشعبي بين الماضى والحاضر” و “الاتجاهات المستقبلية لأغنية الطفل” و “مهارات التربية الموسيقية المكونة لشخصية الطفل”.
كما يقام على هامش المهرجان والمؤتمر معرضان لفنون الخط العربي، الأول يضم إبداعات الفنان سعد عبد ربه غزال الذي كرمه المهرجان فى هذه الدورة، والثاني يجمع أعمال سبعة من فناني الخط العربى هم خليل ضبة، محمد يوسف المغربي، بلال فتح الله، حمدي عبد الرحمن، هيثم سلمو، أحمد عبد الباسط ومحمد عبد اللطيف.
تجدر الإشارة أخيرا” إلى أن جدران الأوبرا الخارجية استعملت في حفل الإفتتاح كشاشات عرض قُدمت عليها مجموعة من الحفلات من دورات سابقة لمهرجان الموسيقى العربية، واستقبل الجمهور فى بهو المسرح “تخت شرقي” عزف باقة من روائع الموسيقى العربية.