إسبرانس غانم إسمٌ بدأ يلمعُ على الشاشة الصغيرة من خلال قناة الـ OTV التي تتقدّم داخلها الشابّة إعلاميّاً بعد أن حصّنَت نفسها من خلال الصحافة المكتوبة.. إلتقيناها، فكان الحوار التالي:
كنت من الفريق الذي أطلق صحيفة البلد.. ما هي الخبرة التي حملتها معكِ إلى التلفزيون؟
– برأيي العمل في مجال الصحافة المكتوبة مهم وضروري لكل إعلامي لأنّه يعطِيْنا ما لا يمكن أخذه من خلال العمل في التلفزيون أو الاذاعة. فالصحافة المكتوبة تفسح مجالاً أكبر للتعبير عن الرأي، وأعتقد أنّ التمرّس فيها شرط أساسي لأيّ صحافيّ جيّد، وما زلت أحنّ لها. وبالتأكيد، إن العمل لمدة حوالي 4 أعوام كمراسلة لصحيفة “البلد” لدى وزارة الخارجية ومعدة لتقارير وتحقيقات تُعنى بالشؤون الدبلوماسية إلى جانب تولي صفحة أسبوعية تُعنى بأخبار ومواضيع الأمم المتحدة، أغنَى تجربتي قبل الإنتقال إلى مجال الإعلام المرئي.
كيف حصلتِ على عرض العمل كمراسلة في قناة الـ OTV؟
– العرض تلقيته من مدير الاخبار السابق جان عزيز الذي كان حينها مسؤول قسم التحقيقات في صحيفة “البلدوقد حصل ذلك عندما كان يقوم بتأسيس قسم الاخبار.
لماذا برأيك تكثر نسبة إنتقال الصحافيين من الصحافة المكتوبة إلى المرئية والمسموعة وليس العكس صحيحاً، أقلّه ليس بالنسبة عينها؟
– الاسباب عديدة. قد تكون الرغبة بالتغيير وخوض تجربة جديدة، او تلقّي عرض جيد، كما ان العمل في مجال الاعلام المرئي له مغرياته.
من العمل كمراسلة إلى الشاشة كمقدّمة أخبار.. هل حدث هذا تدريجيّاً؟
– بالفعل. عام 2007 خضت أول تجربة لي في مجال التلفزيون كمراسلة، ولكن بعد أشهر قليلة انتقلت لتقديم نشرة أخبار الـ 11.30 الليلية إلى جانب عملي كمراسلة . ولكن مع اطلاق النشرة الصباحية ونشرة الظهيرة، تفرغت كلياً لتقديم نشرات الاخبار. وعام 2011 انتقلت لتقديم النشرة الرئيسية .
كيف تعملين يوماً بعد يوم على تطوير نفسك؟
– بالطبع على كل من يعمل في مجال الاعلام وخصوصاً السياسي أن يتابع ويواكب كل التطورات لأنّه أمرٌ ضروري وأساسي لعملنا، خصوصاً في ظل المستجدات التي تطرأ يومياً، اكان سياسياً او امنياً او في اي مجال. كما احرص على السعي لتحسين ادائي واطلالتي دوماً، عبر مشاهدة دورية لنشرات سبق وقدمتها، من اجل رصد اي شوائب او نقص في ادائها.
كيف تحللين أن السيدات يحتللنّ مواقع مهمّة وبارزة في نشرات الأخبار والبرامج السياسية ؟ مع أننا عادة حين نفكر في السياسة لا نربطُ المرأة بها، بل الرجل المهيمن!
– واقع ان يكون الرجل مهيمناً على مجال السياسة او سواه، ليس نتيجة كونه أكثر كفاءة او انجح، بل هذا الامر، للأسف، ناتجٌ عن عدم المساواة في مجتمعنا وفي كل الدول العربية المحيطة بنا وعن عدم إعطاء المرأة حقوقها. علماً ان الصحافية اثبتت نجاحها في تقديم نشرات الاخبار او البرامج السياسية وفي كل مجال الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب.
تابعتِ طبعاً تفاصيل تشكيل الحكومة الجديدة التي ضمت وزيرة هي القاضية أليس شبطيني.. هل تنظرين بتَفاؤل إلى مستقبل المرأة في السياسة؟
– ليس مقبولا ان تضم حكومة مؤلفة من 24 وزيراً امرأة واحدة فقط. فهذا ليس كافياً ولا يجب ان يكون منّة من احد. فالمرأة اللبنانية تثابر وتسعى للتقدم ولنيل حقوقها كاملة، ولكن هذا الامر لا يمكن ان يتحقق الا اذا تغيرت فعلاً طريقة التفكير في مجتمعنا وأُلغي مبدأ التمييز بين الرجل والمراة. كما ان اي تغيير وتطور يتطلب قوانين جديدة ليس سهلاً إصدارُها.. صحيح ان بعض القوانين تطورت بشكلٍ لافت، ولا سيما لجهة جريمة الشرف، لكن لا تزال نساء كثيرات في مجتمعنا يقضين ضحية العنف الاسري، بحيث ان اسباباً تخفيفية عدة تعطى للمجرم الذي يخرج بريئاً لسبب او لآخروهذه جريمة مرفوضة ويجب محاسبة مرتكبيها.
هل أنت مع تطبيق الكوتا النسائية؟
– أنا اؤيده كخطوة اولى. فمشروع قانون الانتخاب الذي رُفع الى مجلس الوزراء عام 2006 يتضمن 30% كوتا للنساء على لوائح الترشيح لانتخابات مجلس النواب. كما ان نص المشروع الذي احيل الى مجلس النواب عام 2010 يحجز 20% من المقاعد في المجالس البلدية للنساء، إلاّ أن المشروعين لم يُبصرا النور في اروقة المجلس النيابي لأسباب معروفة.
آداءُ من من زميلاتك على الساحة الإخبارية، يلفتكِ؟
– تلفتني كل مذيعة اخبار تتمتع بالرصانة والاطلالة الجميلة في آن، وتبتعد عن كل “الحركات” المصطنعة وتملك كل المعايير المطلوبة والضرورية من حيث اللفظ والإلقاء ومخارج الحروف، اضافة الى الثقافة العامة والمتابعة السياسية .
ما الذي تطمحينَ إليه؟
– تقديم برنامج خاص بي.
هل يمكن أن نراكِ يوماً في برنامج بعيد كلياً عن السياسة؟
– أفضّل الا يكون سياسياً. أميل نحو برنامج اجتماعي متنوع يرفّه عن المشاهدين ويبعدهم عن الاجواء السياسية المحقونة باستمرار في لبنان.
– كيف هي علاقتك بزملائك في المحطة؟
شخصياً، ليس لدي مشكلة مع احد. فأنا مرتاحة جداً مع ذاتي .
تابعناكِ ولفتنا في تقديم حفل توزيع جوائز الـ OTV، كيف وجدتِ أنت التجربة؟
– أردت اختبار نفسي في مجال بعيد عن السياسة، فأحببت هذا “الابتعاد القصير المدى” عن النشرات الاخبارية، واكتشفت في داخلي القدرة على المزج بين تقديم الاخبار وبرنامج بعيد عن السياسة. فقد كانت تجربة مميزة تركت صدى إيجابياً كبيراً لمسته من كل من يتابعني باستمرار، وشكلت لي نوعاً من التغيير وكسر الروتين.
ما اكثر التعليقات التي تردك عن اطلالاتك وادائك؟
– هناك تعليقٌ مهضوم فكثرٌ يقولون لي إنّهم ينتمون إلى الرابع عشر من آذار وخط سياسي بعيد عن الـ OTV، لكنّهم يتابعون النشرة حين أكون فيها، إضافة إلى أنّ معظم التعليقات الأخرى تتمحور حول وصفي بالرقي والأناقة وهذا أمرٌ أحمد ربي عليه.