لستُ في
صدد تحليل صور اللاعب الألماني التونسي الأصل سامي خضيرة وحبيبته العارضة
الألمانية لينا غيرك، لأن الأحكام تختلف وتتناقض في هكذا نوع من المواضيع
الجَدلية، ويلجأ الفرد إلى ذاكرته وإلى كل ما إختزنه في عقله الباطني قبل الحكم
على هذه المواضيع..
إذا الحكم
يعود لكل قارىء على حدى.. البعض يرى الصور قمَةً في الفحش والرذيلة والبعض الآخر
يراها حرية شخصية والبعض الآخر قد يرارها فنيَة أيضا.. إلا أن المصيبة ليست في
الصور التي لم تُثر جدلا في العالم أكثر مما أثارته نتائجها التي تسببت في سجن مدير
جريدة “التونسية” لأنه تجرأ ونقل صورة خضيرة كما هي على الصفحة الأولى
من جريدتهن ليناقش الموضوع، كما قد يفعل أي صحافي، وإلا لإعتزل الصحافيون عملهم وذهبوا
يبيعون الأحذية المستعملة!
من هنا
أريد أن أنطلق، واضعة خلفي الصور وجدالا عقيما عما إذا كانت تمس بالشرف والأعراف
والتقاليد وعما إذا كانت مُحقة أم فاجرة.. أريد أن أنطلق من مبدأ أساسي في عالمنا
العربي وهو هذه القيمة المندثرة للصحافي ولوسائل الإعلام المقموعة التي لا تعرف
السياسات العربية بعد أنها إكتسبت كوسائل لقب “إعلام” أو كلمة مُلحقة هي
“إعلام”، لأنها تُعلم الناس بما يحدث حول العالم، ولا تعلمهم فحسب بما
توافق عليه السلطات والأعراف والتقاليد!
إذا
السؤال ليس حول الصور، فليفعل حاكمو تونس ما يحلو لهم بلاعبهم “خضيرة”
الذي لا بد أنه لعن الساعة لأن أصل والده تونسي، لكن كيف يحق لهم أن يسجنوا مدير
مجلة فقط لأنه نقل صورة؟! هل هذه هي الحرية التي ناشدها التونسيون وأحرقوا أجسادهم
كُرمى لها؟! هل هذه هي السلطة التي أرادوها بديلة عن سلطة زين العابدين بن علي؟!
يُذكر أن
خضيرة صرح قائلا: “سمعت بأمر إعتقال مدير المجلة وأجده أمرا
محزنا جدا.. أحترم كافة الأديان الموجودة والإيمان الذي يحمله الناس، لكن لا يمكن
أن أفهم أن الناس لا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم بحرية”!