“الاتحاد العمالي العام في لبنان مشلول للأسف ولا يمثل عمال لبنان، أصحاب محطات البنزين ونقاباتهم يدعون للإضراب ومن ثم يتراجعون، نقابات الفنانين والممثلين في لبنان منقسمون، الخ……في لبنان، ليس هناك قوة تغييرية على الأرض لتغير الواقع السيئ، والشعب ليس قادراً على التحول الى مواطنين وهنا تكمن المشكلة، فكلنا تابعون لأشخاص وأزلام وأحزاب وزعماء!” فسحة حرية جديدة من “انت حر” بدأها جو معلوف عبر شاشة ال أم تي في لتكون منبراً لكل مظلوم. وقبل البدء بمواضيع الحلقة، استهل معلوف حلقته بتوضيح عدم اثارة ملف ما حدث في جامعة الأنطونية في الحلقة السابقة رغم الترويج لذلك لأن فريق “انت حر” ارتأى عدم صب الزيت على النار وخلق اجواء طائفية بعد أن تمت معالجة الموضوع. وقبل التقرير المُصور الذي يعرض فقرات الحلقة، أثار معلوف مجدداً قضية التشيبسي الفاسدة وعدم معالجة الموضوع قضائياً بالشكل السريع كما حدث مع قضية اللحوم الفاسدة متخوفاً من ان يكون السبب في ذلك ملكية المصنع التي تعود لأحد اقرباء الرئيس ميقاتي. فبعد شهرين احال المدعي العام في الجنوب الـ 100 طن من البطاطا الفاسدة (وليس 30 طن كما قيل في البدء) الى بيروت لإتلافها، قرار متأخر ولا يكفي ولا شيئ يبرر عدم تطبيق القانون والاكتفاء بهذا الاجراء كما وازالة الشمع الأحمر بعد شهرين على القضية، فكل ذلك يطرح علامات استفهام. وتم عرض تقرير مُصور يُظهر مندوب ال أم تي في في الجنوب مُتعرضاً للتهديد والوعيد خلال تصويره لمصنع التشيبسي.
والى ملف كامب سنجق في برج حمود، انتقل “انت حر” ليثير موضوع العائلات الأرمنية الـ 80 المُهددة بالتشرد ليعرض قضية السيدة فارتانوش سكاندويان (طنط روز)، المرأة المُسنة التي أمضت ستون عاماً في الكامب والتي ملأ قلبها الخوف منذ ان هددت البلدية بجرف بيتها وبيوت الآخرين، فغادرت الكامب لتسكن الى جوار ربها! وأصر معلوف على وقوف ال أم تي في الى جانب هذه العائلات لافتاً النظر الى أنه كان من المُفترض على الجرافات ان تبدأ عملها الاثنين، انما اثارة الموضوع اعلامياً ورفع السقف عالياً كان أقوى من الجرافات طالباً عدم تكرار المجزرة التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن كاشفاً رفض اللجنة المُكلفة دفع التعويضات للعائلات لأنهم أثاروا الموضوع اعلامياً.
والى ظاهرة سرقة الكنائس والمزارات الدينية، انتقل “انت حر” ليلقي الضوء على اكثر من 30 كنيسة سُرقت، وقد تم عرض تقرير مصور أظهر تداعيات الموضوع. وقد كشف معلوف بأن التحقيقات أظهرت بأن السارقين لا يقومون بذلك بدواعي طائفية، بل أن السارقين هم من أبناء الرعية الذين يدفعهم العوز الى القيام بذلك، وهذا ما يفسر الامتناع عن التبليغ عن تعرض بعض الكنائس للسرقة رافضاً ذلك ومعتبراً بأنه قد تكون هذه السرقات رسالة الى الكنيسة للفت النظر الى حالات الفقر والعوز المستشرية لدى بعض المسيحيين وتطلب وقوف هذه الكنائس الى جانبها. وطلب معلوف من البطريرك الراعي ايجاد حل لهذا الموضوع.
زين الدين يسري عبدالسلام، ابن الثلاث سنوات ونصف، تم اغتصابه داخل مدرسة الفيدار الرسمية (جبيل). طفل أبكت قضيته الحجر، انتقل اليه “انت حر” ليطالب معلوف بالحق المعنوي لزين الدين وبمعاقبة المرتكبين بعد ان عاد من مدرسته في أحد الأيام منذ شهرين متألماً “لأن احدهم وضع اصبعه في العيب!”. وقد تم عرض تقرير لوالد زين الدين المصري الجنسية ووالدته اللبنانية. تقرير أبكى المشاهدين لفظاعته ولقسوة تقرير الطبيب الشرعي الذي قرأه معلوف والذي يُظهر بوضوح الضرر الكبير من جراء الاغتصاب الذي تعرض له الطفل من شابين من داخل حمام المدرسة ويُرجح أنهم من صفوف عالية. وحسب التقرير، فقد أخبر الطفل والديه عما تعرض له وكرر ذلك مرات عدة امام المخفر حين قرر الوالد اللجوء الى القانون في اليوم التالي للقضية وامام الاختصاصية بالأطفال. وقد توجه عناصر الدرك والوالد الى المدرسة، فنفت المديرة السيدة صولنج باسيل حدوث ذلك في مدرستها لأن “فرصة الصغار مش مع الكبار”، انما اعتراف معلمة اللغة الفرنسية بأنه وفي هذا اليوم نزل “الكبار والصغار” الى الملعب في نفس الوقت، أبطل أقوال المديرة. انما خوفها من المديرة دفعها الى تغيير أقوالها لاحقاً. وقد تلقى معلوف اتصالات متعاطفة مع الطفل بعد ان طالب الوالد المصري “اللي ما إلو ضهر” بحق الطفل المعنوي وبمعاقبة المرتكبين. وقد ناشد معلوف فتح هذا الملف على مصراعيه لأن الاغتصاب حدث في مدرسة رسمية حكومية وقد يتكرر ذلك كل يوم. اسئلة كثيرة طرحها معلوف مطالباً بإجابات شافية بعد ان تم طمس الكثير من الحقائق والمعطيات، راجياً من مدعي عام جبل لبنان ماهر شعيتو اعادة فتح التحقيق. وقد اتهم معلوف السيدة صولنج باسيل بجعل المدرسة “مربعاً امنياً ومغارة علي بابا” بعد ان أظهر تقرير مصور تهجم “رجال المديرة” من حرس وسائقي باصات على مصور ال أم تي في رغم قانونية التراخيص المُعطاة له لتصوير المدرسة من الطريق العام. وفي وقت لاحق، اتصلت المديرة، بعد ان حصلت على رقم هاتف المصور من أرقام لوحة سيارته، بالمصور وقد اعتبر معلوف ذلك إخباراً الى النيابة العامة كون المديرة تملك داتا المعلومات، تلك الداتا التي ان يجب أن تكون محصورة بأجهزة الدولة اللبنانية فقط. وعرض معلوف أيضاً تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية جرت بينه وبين المديرة تطلب منه عدم اللجوء الى القانون للمطالبة بحق مُصور ال أم تي في. ولفت معلوف الى أنه تم الاتصال بمستشار وزير التربية السيد ألبير شمعون الذي لم يبدِ أي اهتمام أو تأثر بالموضوع واعتمد سياسة النأي بالنفس! وقد ناشد معلوف تدخل وزير التربية شخصياً واعتبار زين الدين طفله.
وقد انتقل معلوف الى ملف التحرش الجنسي الذي قد يبدأ من مضايقات جنسية لفظية ليتفرع الى أشكال أخرى. وقد عرض “انت حر” أربع حالات مختلفة تظهر انواعاً لتحرشات جنسية لفظية وجسدية. فمن بائعة متجولة الى مواطنة في التاكسي الى مواطنات في منطقة النبعة يتعرضن للتحرشات الى حالة رابعة تُظهر جيران غريبي الأطوار مضطربي النفس يتعرضون لوالدة وابنتها لم يحصلوا من القانون الا على تعهد لم يردع موقعيه من مهاجمهتم مجدداً لأن القضاء لا يتحرك بشكل قاطع الا في حالات الاغتصاب الواضحة. وقد أظهرت كاميرا المراقبة التي وضعتها السيدة على باب منزلها حركات مريبة لا تصدر الا عن مضطربي النفوس!
والى منطقة كسروان، توجه “انت حر” ليفتح ملف سرية جونية ليعود ويذكر بإهمال جريمة طبرجا بعد أن توفي أحد الشابين الساعة الخامسة والنصف صباحاً متأثراً بجروحه رغم اتصال أحد الشهود الساعة الثانية فجراً بالأجهزة الأمنية الذين طلبوا منه أن “روح نام وما تدخل بالموضوع!”. وعرض معلوف لمخالفات كثيرة، فانات ذات أرقام مزورة، لوحات لسيارات قنصلية، كسارات مخالفة، وعدم وفاء آمر سرية جونية فؤاد الخوري بوعده حماية البيئة في كسروان وتطبيق القانون. وقد طالب معلوف بأن لا تكون عناصر الدرك مرافقون لزوجات الضباط او لكلب آمر السرية كما أظهرت الصورة التي تم عرضها. ملف بدأ بسرية جونية وسينتقل الى مناطق اخرى لاحقاً كما وعد معلوف.
وختاماً، عرض معلوف لتقرير صوره هو بهاتفه الجوال يظهر هواة راكبي الدراجات النارية الأحد الماضي وهم يقومون بعروض بهلوانية تؤذي المواطنين وتؤذي الراكبين أنفسهم، وقد كان الهدف من التصوير التنبيه والتوعية، إلا أن معلوف تفاجأ في اليوم نفسه بخبر موت احد الذين أظهره التقرير في حادث مروع أودى بحياته وما زالت الفتاة التي كانت خلفه، كريستين، في مستشفى سيدة لبنان مجهولة باقي الهوية لأنه لم يطالب بها أهلها وعدم قدرتها على تذكر معلومات عن نفسها جعلها وحيدة على السرير مُحاطة بالأطباء محاولين اسعافها. وقد ناشد معلوف من يعلم عنها شيئاً التوجه الى مستشفى سيدة لبنان.