على هامش الدورة التدريبية التي أقيمت في العاصمة العراقية بغداد حول التفاوض الناجح في الاعلان التجاري التقينا بالأستاذ ناجي الفتلاوي مدير معهد التدريب الاعلامي في شبكة الاعلام العراقي وكان لنا معه هذا الحوار الشيّق…
أستاذ ناجي بداية”:ما هي نوعية النشاطات التي تنظمونها في المعهد؟
تتمحور النشاطات التي يقدمها معهد التدريب الاعلامي في اقامة دورات تدريبية ضمن مختلف التخصصات الاعلامية (المرئية والمسموعة والمقروءة) وعلى نحو متقدم من الأداء وعبر الأدوات والوسائل الحديثة التي يمتلكها المعهد والتي تضاهي أكبر المعاهد الكبرى في العالم، فضلاً عن اقامة الندوات الفصلية الخاصة بالشأن الاعلامي.
ما عدد الدورات التي تعطى سنوياً؟
بلحاظ عدد الدورات التي قدمها معهد التدريب عام 2013 أستطيع أن اقول وعلى نحو عال من الدقة ان المعهد قام باعطاء وانجاز أكثر من 85 دورة وفي مختلف المجالات الاعلامية لأكثر من 1462 متدرب، والعدد في طريقه للزيادة سنوياً.
من المستفيد من هذه الدورات؟
المستفيدون من هذه الدورات بالامكان أن نصنفهم الى فئتين : الأولى : المواطن العادي الراغب في الدخول الى احد مجالات الاعلام مقابل اعطاء بدل نقدي رمزي مقارنة بالمعاهد الدولية الاخرى، والفئة الثانية : منتسبو شبكة الاعلام العراقي من أجل تطوير مهاراتهم والارتقاء بها وهي تتجاوز الاساسيات الى مستوى متقدم من الاحترافية.
من نحات ورسام مبدع الى اعلامي بارز، لماذا اتخذت قرار الانتقال للإعلام؟
اليوم اذا أردنا أن نتحسس الجمال فاننا نجده في كل مكان وفي كل شكل من أشكال المعرفة والفن، فلم يعد الجمال حكراً على قعر اللوحة بل انتقل الى الزي والرائحة ولون السيارة وموديلها وأسلوب الحوار والاتيكيت وما الى ذلك، فثيمة الابداع ان وجدت بالامكان توظيفها في المجالات التي تجد نفسك فيها، الذي حصل معي هو هذا بالضبط، بدايتي كانت مع الحرف والفكر والبحث حيث كانت تصل الى حد الشغف، ويواكبها وبذات الشغف الارتحال والتجوال في عالم الألوان والتصميم والنقش، فكلا الابداعين ينبعان من معين واحد الا وهو تحسس الجمال، ولكن في نهاية المطاف أرى ان سفينتي قد رست عند شاطئ الاعلام والذي يستند الى الاثنين معاً (الجمال الموجود بالفكر والفلسفة والبحث مع الجمال الموجود في عالم اللون وتمازجاته والسيميائية التي ينبض بها).
برايك هل للفن من مكان في مجتمعنا العربي، وتحديداً المجتمع العراقي؟
عندما نتحدث عن الفن في المجتمع العربي يجب علينا اثارة بعض الاسئلة، منها، هل ان الفن جزء مهم من حركة المجتمع العربي ولا يمكن فصله عن الكل، فاذا كان يمثل جزءاً مهماً من حركة المجتمع فهل لعب دوراً في بناء وصياغة الوعي المجتمعي وهل ثمة محاذير لانطلاقه (أي الفن) كعنصر مهم من عناصر الاستقطاب في المجتمع، وما هو المحور الذي يتحرك حوله هذا الفن؟ وأنتم تعلمون ان الفن في فترة تاريخية معينة كان يشير في أفكاره ونصوصه ولحظة التنوير فيه الى القيم الالهية والجمال الطبيعي، فما هو المحور الذي يلتف حوله الفن في المجتمع العربي اليوم، وهنا يضيق المقام في ايجاد الأجوبة عن هذه الاسئلة، وعلى نحو الايجاز أقول، أرى ان الفن في مجتمعنا العربي من حيث الأدوات والأساليب هو تابع للفن في المجتمعات الغربية ولديه قصور واضح في استنطاق الاحداث الجارية داخل المجتمعات العربية فضلاً عن غياب القدرة على التمازج بين رقي الأدوات واحترافية حركتها وضمن نصوص تعكس الأحداث الجارية، والدليل خلو المهرجانات الدولية ومنصاتها لاسماء عربية لامعة الا من محاولات خجولة بين الحين والاخر، وهذا الأمر تشترك فيه كافة المجتمعات العربية وبنسب متفاوتة ومنها المجتمع العراقي، وأرى أن بعد سقوط نظام البعث عام 2003 أصبح لدينا في العراق بحبوحة في حركة الفن انعكست على التاثير في وعي المجتمع العراقي وبنسبة أرى انها لا ترضي الطموح.
مالذي يميز برنامج دولة الانسان عن أمثاله من البرامج على القنوات الاخرى؟
ليس من باب الغرور ولكن أعتبر برنامج (دولة الانسان) يمتلك من الفرادة والتميز الشيء الكثير في عالم الحوارات والمقابلات التلفزيونية فهو مستل من طيعة ما تحتاج اليه الشعوب العربية اليوم، فهي تحتاج الى وعي في مجال التحسس الانساني وبحاجة الى جعل الانسان والاهتمام به بغض النظر عن عقيدته وقوميته وطائفته ولغته محور الاهتمام والتحرك، وبناءاً على ذلك اتسعت مساحة الضيوف الذين تمت استضافتهم لتشمل كافة التخصصات والخلفيات الثقافية والدينية لمعرفة وجهة نظرها في دولة الانسان وكيف يتم بناءها.
ما نوعية المواضيع التي غالباً ما تطرحها في البرنامج؟
كما قلت قبل قليل ان مساحة المواضيع من الشمول والسعة لتنال كافة المجالات، فقد تحدثنا ونتحدث عن الفن في دولة الانسان والسياسة في دولة الانسان والموسيقى في دولة الانسان والاعلام في دولة الانسان والثقافة في دولة الانسان والدين في دولة الانسان والحب في دولة الانسان…. وهكذا.
هل لديك الحرية المطلقة في اختيار الضيوف؟
نعم لي مطلق الحرية في اختيار الضيوف، وأنا الأن بصدد السفر الى القاهرة لتسجيل عدة حلقات من البرنامج مع باقة متميزة من الشخصيات المصرية.
تكتب في اكثر من وسيلة اعلامية، كيف تستجمع افكارك يوميا للكتابة؟
الأفكار دائماً موجودة في محيط الذهن والمحرك لها ما يجري من احداث، ولكنها تحتاج الى ذكاء في الالتقاط والتوظيف بشكل ايجابي مع مواكبة الحدث، لذلك تجد ان الأفكار سيالة ومتيسرة ما جعلني أكتب في أكثر من صحيفة وبشكل يومي.
الأحداث الأمنية وما يرافقها من الام تطغى على يوميات العراقيين، كيف يؤثر ذلك في نتاجك الفكري؟
طبيعة الضغوط تؤدي بالكاتب الى الذهاب الى الزوايا التي يحتاجها المجتمع، وبما ان ما يحري في العراق هو محض احتقان طائفي وعنجهية ارهابية يقودها اولئك الذين أساءوا الى الدين والانسانية (داعش والمتحالف معها)، لذا وجدت من المناسب أن أجعل من نتاجي الفكري منصباً في اعادة انتاج الوعي والعمل على بناء النسق الاجتماعي العراقي وفقا لمفاهيم التعايش والحب والتسامح واتضح ذلك في جميع مقالاتي وأبحاثي وكتبي المطبوعة وحتى مجموعتي النثرية (ببلوغرافيا الوجع).
شكراً على المقابلة الشيقة، الكلمة الاخيرة لك لمن تحب أن توجهها؟
شكراً لذوقك ورهافة حسك، كلمتي الأخيرة أوجهها الى الانسان العربي داعياً اياه الى اكتشاف ما لديه من طاقات ايجابية وتوظيفها في بناء ذاته ومجتمعه وعدم الوقوع في مأزق التخلف.
نبذة عن السيد ناجي الفتلاوي:
التحصيل الدراسي:
– بكلوريوس أدب – الجامعة المستنصرية
– ماجستير في التراث الفكري والعلمي العربي – معهد التاريخ العربي والتراث العلمي.
– حالياً طالب دكتوراه
المناصب التي شغلها:
– محاضر في كلية الامام الكاظم الجامعة عليه السلام
– مدير البرامج في فضائية الفرقان
– مدير البرامج في إذاعة الفرقان
– مدير إذاعة الفرقان – شبكة الاعلام العراقي
– مدير مكتب قناة أفاق الفضائية – فرع النجف الأشرف
– حالياً مدير معهد التدريب الاعلامي
– عضو نقابة الصحافيين العراقيين
– عضو اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين العراقيين
– سكرتير التحرير في صحيفة الوعي الثقافي
– كاتب لأعمدة ثابتة في عديد من الصحف والمجلات منها (صحيفة البيان، صحيفة البينة، صحيفة قطوف، صحيفة الوعي الثقافي، مجلة العراق)
– كورس كامل في الحوارات والمقابلات عند البرفيسورة الألمانية (د. اختن) في دمشق
– مقدم برامج في فضائيتي العراقية والفرقان
– العمل في العديد من الفضائيات والاذاعات العراقية تمخض عنه نتاج ضخم يقدر بأكثر من ألف ساعة تلفزيونية واذاعية
المؤلفات المطبوعة:
– كتاب (الزهراء فرع شجرة الاستخلاف)
– كتاب (بحوث في التراث الاسلامي)
– كتاب (حنين بن اسحق العبادي وجهوده الفكرية في العصر العباسي)
– ببلوغرافيا الوجع (مجموعة نثرية)
– مؤلفات قيد الطبع:
– كتاب (الاعلام وثقافة الاصلاح)
– تنهدات طينية (مجموعة نثرية)
– فضلاً عن العديد من البحوث المنشورة داخل وخارج العراق مع كم من المقالات والدراسات في العديد من الصحف العراقية ومنها
البحوث:
– فضل القرآن في اصول الكافي مع نظرة الى المشهد التفسيري
– الشيخ محمد جواد البلاغي بين جيلين (دراسة مقارنة)
– اتجاهات التمازج الحركي بين القرآن الكريم والاعلام
– المنهج العرفاني عند السيد عبد الاعلاى السبزواري
– السيدة الزهراء قدوة واسوة
– النظم الاقتصادية لفلسطين في عهد الخلفاء الراشدين
– السعادة في المنتج المعرفي عند الغارابي
– دور المرابطين في المغرب العربي (يوسف بن تاشفين انموذجا)
– ابن بطوطة أمير الرحالين المسلمين
– العلاقات الثقافية بين الدولتين الزيانية والمرينية خلال القرنين السابع والتاسع الهجريين
– القرامطة في الخليج العربي
– مناهج الكتابة في السيرة النبوية
– منهج أهل البيت عليهم السلام في العمل السياسي
– دور الملكية في الاقتصاد الاسلامي
– النظام القضائي الاسلامي ودوره في التنمية