أطلق الفنان اللبناني جوزيف عطية أغنيته الجديدة بعنوان “سلام”، ليُضيف إلى مسيرته الفنية محطة مميزة تحمل الكثير من العمق والهدوء والصدق. في زمن تغلب فيه الفوضى والضجيج، يطل عطية بهذه الأغنية كرسالة رجاء وأمل، يهمس بها في آذاننا بلغة القلب والروح.
“سلام” من كلمات الشاعركلمات والحان رامي شلهوب، ويجمع هذا الثلاثي الحساس على تقديم عمل يُحاكي الإنسان من الداخل، بلغة بسيطة لكنها مشبعة بالمشاعر. الأغنية تلامس مواضيع السلام الداخلي، التحرر من التوتر، والعودة إلى الذات، وكأنها دعوة للاحتضان النفسي في عالم تكثر فيه المعارك الصامتة.
جاء أداء جوزيف عطية صادقًا، هادئًا، ناضجًا، فيه الكثير من الحنان والدفء، بعيدًا عن المبالغة أو الاستعراض. صوته بدا كما لو أنه يروي تجربة شخصية أو يهمس بحكمة اكتسبها من رحلة طويلة مع الذات. هذا ما يجعل “سلام” أكثر من مجرد عمل فني؛ إنها تجربة وجدانية كاملة، يُمكن الاستماع إليها عند لحظات الغروب، أو عندما تضيق الدنيا وتشتاق أرواحنا إلى بصيص طمأنينة.
الفيديو كليب المرافق للأغنية، من إخراج جوني عبدو، جاء بسيطًا في صوره، غنيًا في رمزيّته. مناظر طبيعية خلّابة، ألوان دافئة، ولقطات تفيض بالسكون والتأمل. الكليب يُكمل الرسالة، ولا يُنافسها، بل يترك للمُشاهد مساحة للتنفس، ويُساعده على أن يشعر وكأن الأغنية تُشبهه هو أيضًا.
منذ لحظات الإصدار الأولى، لاقت “سلام” تفاعلًا واسعًا من الجمهور، الذي وصفها بالكلمات النقية التي تلامس الأعماق، وبأنها تشبه لحظة صمت بعد عاصفة طويلة. البعض اعتبرها “أجمل ما قدّمه عطية في السنوات الأخيرة”، وآخرون قالوا إنها “رسالة نحن بأمسّ الحاجة لسماعها”.
“سلام” ليست فقط أغنية منفردة، بل هي العمل الأول من ألبوم جوزيف عطية الجديد، الذي من الواضح أنه سيتّجه فيه نحو مزيد من العمق الإنساني والتعبير الصادق. بداية واعدة لرحلة موسيقية يبدو أنها ستُلامس القلوب وتُشبه واقع الناس وتفاصيلهم اليومية.