بعد تقارير عدة وتكهنات، وآمال أيضا، بإمكانية تأثير الحرارة المرتفعة على تفشي فيروس كورونا المستجد، ظهر تحذير رسمي جديد ليبدد كل التوقعات المتفائلة، بل ويقلب الأمر رأسا على عقب.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الثلاثاء، من أن جائحة كوفيد-19 تزيد من المخاطر الصحية المرتبطة بموجات الحر، في حين يتوقع تسجيل درجات حرارة قياسية في نصف الكرة الشمالي هذا الصيف.
وحضت الوكالة التابعة للأمم المتحدة الحكومات على وضع خطط للحفاظ على سلامة شعوبها أثناء موجات الحر مع حمايتهم من فيروس كورونا المستجد.
فعلى سبيل المثال، إذا كان الجلوس في مكان عام مكيف ومغلق فكرة جيدة في حال حدوث موجة حر، فإنه يتعارض مع توصيات الصحة العامة المرتبطة بالوباء.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس كاب، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت في جنيف، إنه من المتوقع أن يسجل الصيف في نصف الكرة الشمالي درجات حرارة قياسية.
وقالت “نعيش حاليا في إحدى أكثر السنوات حراً. بالنسبة الى كثيرين، يزيد كوفيد-19 من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة”، مشددة أيضًا على أن الوباء يجعل إدارة موجات الحر أكثر صعوبة.
وقالت إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنسق مع منظمات أخرى من أجل “تنبيه السياسيين لمحاولة مساعدتهم في التعامل مع الخطر المزدوج المتمثل في الحرارة ووباء كوفيد”.
وأوضحت دراسة نشرها موقع “هيلث لاين” أن تفشي فيروس كورونا في أحد المطاعم بالصين ربما يرجع إلى مكيفات الهواء.
الدراسة تحدثت عن ثلاث عائلات تناولوا وجبة الغداء في أحد المطاعم بمقاطعة كوانزو في الصين، في 23 يناير الماضي، ولاحظ الباحثون أن الفيروس انتقل من امرأة ستينية، ولم تظهر عليها أي أعراض آنذاك.
وجلست المرأة المصابة بالفيروس على طاولة A، وسرعان ما انتقلت العدوى إلى 9 أشخاص كانوا جالسين على الطاولتين B وC المجاورتين لها، مع العلم أن المطعم لم يكن يحتوي على نافذة لتجديد الهواء.
وبناءً على ذلك استنتج الباحثون أن التكييف قد ساهم في نقل الرذاذ من المرأة المصابة بشكل أسرع، خاصةً أن هناك 73 شخصاً و8 عمال بالمطعم أصيبوا بالعدوى في وقت سابق من هذا اليوم.
واعتماداً على ذلك دعا الباحثون لضرورة زيادة المسافات بين الطاولات في المطاعم وتحسين منافذ التهوية منعاً لانتقال العدوى بين المصابين والأصحاء.
دراسة أخرى تقول إن أغلب البشر يقضون نحو 90% من أوقاتهم في بيئة داخلية مثل المباني والسيارات أو وسائل المواصلات العامة، ويعني ذلك أننا نتنفس هواء نشاركه مع الآخرين في نفس البيئة، بحسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وفي إطار ذلك قال كينجيان تشن، وهو أستاذ هندسة ميكانيكية بجامعة بوردو الأمريكية: “تأخذ المكيفات الهواء وتعيد تدويره في المكان، وبهذه الطريقة تنتقل القطرات في جميع أنحاء الغرفة”.
الخبير تشن لفت إلى أن تفشي كورونا على متن سفينة “أميرة الألماس” السياحية (بريطانية كانت باليابان) بإصابة 700 من أصل 3000 راكب بكورونا حتى بعد تطبيق إجراءات الحجر الصحي يعود إلى وجود نظام التكييف المركزي، الذي أدى دوراً محورياً في ذلك.
من جهته قال مهدي داوُد، الطبيب ومدير مركز النور الطبي: إن “أي جهاز يحرك الهواء في مكان مغلق يسبب انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى الأشخاص الأصحاء الموجودين في ذات المكان”.
وأكّد في حديث مع “الخليج أونلاين” أن الفيروس جديد وتختلف الدراسات حوله، ولكن الجو الرطب والبارد يطيل من عمر الفيروس للبقاء حياً على الأسطح.
ونصح داوُد بعدم تشغيل أجهزة التكيف أو المراوح أو فانات التهوية في الأماكن العامة التي يمكن أن يكون فيها مصابون بفيروس كورونا؛ لأن ذلك قد يسبب انتقال العدوى.