قبل سنوات طويلة وفي حفل إفطارٍ أقامته إحدى الجمعيات الخيرية لميتم يأوي كباراً في السن، تعرفت إلى قريبة إحدى النجمات وفوجئت حين قالت لي: ” بنت خيي هي فلانة الفلانية”، لكنني لم أنبت ببنت شفّة وقلت للسيدة العجوز التي أكل عليها الزمان وشرب: “الله بعينك، ربما تكون منشغلة بنجوميتها ولا تقدر أن تطّلع على أحوالك”!
كدت أنسى تلك القصة لولا أن ما سمعته اليوم يشبهها كثيراً.. فـ “أم علي” سيّدة خمسينية، هي ليست قريبة أحد النجوم، بل شقيقة نجم من الصف الأول، شقيقته أي أنها من لحمه وكلّ دمه، وهي تعمل للأسف في تنظيف الأدراج في منطقة “الجديدة”، والأغرب أنها تقول بفخر وفرح وحب في عينيها: “فلان خيي”!
مسكينة “أم علي” لا تزال تقولها بفخر أن فلان هو شقيقها والأخير لا يخجل وهو بكل ماله وجاهه من أن يترك شقيقته لتعمل تحت أيدي الناس.. كم هي محترمة “أم علي” لأنها فضّلت خدمة الناس وتنظيف أدراج أبنيتهم على أن تمدّ يدها، حتّى لشقيقها!