“فليت بسرعة كتير… صار الضجيج سكوت، كل شي عالأرض بيفنى بس المبدع ما بيموت “… أنشدت كارول صقر من كلمات كاترين معوض وألحان سليم عساف، لروح المبدع الراحل يحيى سعادة، وقد كانت هذه اللفتة الفنية، والتي أثرت بنفوس الحاضرين، خير دليل معبر عن صدق مشاعرها حيال ما حدث، وقدمت في فنها ومشاعرها ومواقفها تحية إلى روح المبدع يحيى سعادة…
لم يشأ محبو وأصدقاء المخرج المبدع يحيى سعادة أن يكون ذكرى الأربعين والصلاة لراحة نفسه، ذكرى بسيطة لتمر مرور الكرام، إلا أنهم أرادوها عرساً إستذكاريا، زُينت فيه أروقة الكنيسة ومذبحها بأكاليل الورود الملونة وصور إبداعية له يظهر فيها بإطلالة ملاكٍ، ليتشح الحاضرون بالأسود والأبيض، واضعين و pins حملت جميعها صور يحيى، واضعين وشاحات بيضاء عليها صورة “يحيى الملاك” كُتب عليها عبارات “فليحيا”!
غصت كنيسة مار ضومط في زوق مكايل، بالوجوه الإجتماعية، الإعلامية والفنية، منهم الفنانات مايا دياب، نيكول سابا، فيفيان عازار، المخرج جاد شويري، الموزع والمؤلف الموسيقي هادي شرارة وزوجته الفنانة كارول صقر، المصمم فؤاد سركيس، وعددا من الأصدقاء والزملاء الأوفياء لصداقة وروح الراحل منهم المدير الفني دايمس قبلان وشقيقه دوري، إلى جانب الوالدين وشقيقتيه إيمان ونضال…
هكذا كتب القدر آخر الصفحات في حياة مخرج، ورغم مشواره الذي لم تلبث أن تكتمل ملامحه كاملة، وكانت نهاية مأساوية حول منها المحبين محطة زاهية زاهرة دخلت تاريخ الإخراج العربي… وكم نتوق إلى أعماله على شاشاتنا اليوم… إلا أن القدر شاء تغييبه…