شدد الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينيه معوض، ميشال معوض، على انه من المستحيل ان يتم الإنماء الحقيقي في لبنان إلا عبر اعتماد اللامركزية الموسعة التي نصّ عليها الدستور، وإعطاء البلديات صلاحيات وامكانات أوسع.
ولفت إلى ان “الحل في لبنان يكون باستلام البلديات والسلطات المحلية زمام الامور إنمائيا، فيما السلطات المركزية تضع المعايير، وتراقب وتدعم، وكل الباقي لف ودوران وفشل وشلل وسرقة”، مؤكداً ان “الإيمان بالإنسان اللبناني يدفعنا لتنفيذ مشاريع في كل المناطق كي نكون نضيء شمعة للمواطن في عتمة الفساد وتقصير الدولة ومؤسساتها”.
كلام معوض أتى خلال حفل الاعلان عن مشاريع البلديات الانمائية المحلية الجديدة التي سيدعمها برنامج بلدي لبناء التحالفات للتقدم، التنمية، والاستثمار الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID بالتعاون مع مؤسسة رينه معوض وكاريتاس لبنان في فندق لورويال ضبيه. ويأتي هذا الاعلان بمثابة متابعة للدعوة الثانية من برنامج “بلدي” لتمويل مشاريع التنمية البلدية في كانون الثاني 2015، ما يمهد الطريق لأكبر عدد من البلديات لتقديم المشاريع التي تستجيب لاحتياجات مجتمعهم.
وقد جرى الحفل بحضور القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، مديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في لبنان كارولين بريان، الوزيرة السابقة نايلة معوض، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوّض ميشال معوّض، وممثلين عن البلديات واتحادات البلديات والمخاتير من جميع أنحاء لبنان.
رئيس كاريتاس
بعد النشيد الوطني اللبناني والنشيد الاميركي اعلن رئيس كاريتاس الأب بول كرم ان لبنان البلد الصغير المساحة ولكن الكبير بقيمه وحضارته وتاريخه، والغني بمبادراته لا يتوانى أبدا” في القيام بأي مبادرة، تقود الى بناء الانسان وتطويره كي يبقى رائداً، خلوقاً”.
وتابع: “رغم كل التحديات والتدخلات والسياسات التي تحاك خارج أرضنا، ستبقى كاريتاس لبنان تقوم برسالتها وواجباتها لصون كرامة الشخص البشري المجروح بكرامته وسيادته وحقوقه، فعملنا فعل قبل أن يكون قولا، وفريق عملنا الغيور والناشط”.
وبعد أن عرض للمشاريع التي نفذتها كاريتاس أكد أن الهدف منها تحفيز البلديات، والمجتمع المحلي بغية تعزيز المزيد من المبادرات للتنمية الريفية، والسياحية والاجتماعية. كما وعلى البلديات مسؤولية كبرى في مواصلة العمل لما بعد المشروع فتتأمن الاستمرارية بهدف تطوير المجتمع المدني وكل العاملين والمتطوعين فيه.”
وختم الاب بول: “نأمل أن تكون مبادراتنا بالتعاون مع البلديات والوكالة الاميركية للتنمية حافزا للدولة اللبنانية بكل مقوماتها كي نتخطى المصالح والاستنسابة لتكون الدولة الخادمة والشفافة والحريصة على بناء الانسان والمحافظة على أرضه والتي تصون تاريخه. وان التحدي القادم علينا كبير ولكننا لسنا ولن نكون خائفين”.
معوض
ثم كانت كلمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض الاستاذ ميشال معوض الذي اعلن: “نجتمع اليوم لإطلاق المرحلة الثانية من برنامج “بلدي”، نجتمع لإعلان أسماء الـ42 مشروعاً التي تمّ اختيارها بعد مسار من التنافس الايجابي ـ تنافس على الإنماء بين أكثر من 160 بلدية من كل المناطق اللبنانية”.
وثمن معوض: “جهود كل البلديات التي شاركت معنا في هذا المسار وأخصّ البلديات التي لم يتم اختيار مشروعها لأقول: حتى لو لم يتم اختيار مشروعكم هذه المرّة، يبقى أنّه بمجرد مشاركتكم في هذه المنافسة الصعبة، ربحتم خبرة مهمة في كيفية دراسة وتقديم المشاريع وفي كيفية التعاطي مع المؤسسات المانحة الدولية… أي قد يكون “ما طلعلكن سمكة هذه المرة انما تعلّمتم كيف تتصيّدون”، وهذا سيسمح لكم حكما، عاجلا أم آجلا، ان تستقطبوا التمويل اللازم لتنفيذ مشاريعكم وانماء قراكم وبلداتكم، وطبعا مؤسسة رينه معوض ستبقى إلى جانبكم بخبراتا وعلاقاتنا وامكاناتنا”.
وتابع: “اليوم يتم التأكيد على الشراكة الناجحة والفعّالة بين ثلاثية السلطات المحليةـ بلديات وجمعيات محلية ـ من جهة، وبين مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية كمؤسسة رينه معوض وكاريتاس لبنان من جهة ثانية، وبين المؤسسات الدولية المانحة المتجسدة بالوكالة الأميركية للتنمية USAID من جهة ثالثة”.
كما شكر معوض الـUSAID وعِبرها الشعب الأميركي لتمويلهم هذا المشروع ـ مشروع “بلدي” ـ. شكرا لثقتكم بمستقبل لبنان ولإصراركم على المساهمة في تمكين السلطات المحلية وعلى الاستثمار بالتنمية المستدامة في لبنان”.
وأضاف: “اليوم نجدّد ايمانّا بضرورة الارتكاز على السلطات المحلية وعلى رأسها البلديات لانماء مدننا ومناطقنا وبلداتنا. خبرة المرحلة الأولى من مشروع “بلدي”، والتي ننجز فيها 17 مشروعا بالتعاون مع 36 بلدية و43 منظمة محلية، أثبتت أن السلطات المحلية هي الأدرى بحاجات مناطقها، وأنّ الاستثمار في البلديات هو الخيار الرابح انمائياً”.
تابع معوض: “نعم لقد أثبتنا أن البلديات والسلطات المحلية قادرة. وغير صحيح أنها غير قادرة!!! هي القادرة على عمل إلانماء في مناطقها، إنماء متوازن على مساحة الوطن، انما المطلوب تمكينها قانونيا بتطوير قوانينها، والمطلوب الاستثمار بمواكبتا وتدريبا”.
واضاف: “كم يكلّف تمكين وتدريب 1050 بلدية في لبنان بالمقارنة مع المليارات التي تصرف كل سنة على الهدر والفساد ولا تزال النفايات تطمرنا ولا زلنا بلا كهرباء وبلا ماء وبلا بنية تحتية محترمة… وبلا إنماء”.
وأكد معوض “أن الإنماء الحقيقي في لبنان من المستحيل ان يتم إلا عبر اعتماد اللامركزية الموسعة التي نصّ عليها الدستور، وإعطاء البلديات صلاحيات وامكانات أوسع للاهتمام بأهل مناطقهم، بعد أن رأينا الشلل والفساد والتخلّف الذي يضرب النظام المركزي في بلدنا، والذي يسبّب كل هذا الحرمان وغياب الإنماء عن المناطق البعيدة عن العاصمة، مشيرا الى انه في بيروت “الصرخة كبيرة فماذا تركنا للمناطق”؟
وشدد على ان “البلديات والسلطات المحلية تستلم زمام الامور إنمائيا، والسلطات المركزية تضع المعايير، وتراقب وتدعم. هكذا يكون الحل كما في أكثرية بلدان العالم، وكل الباقي لف ودوران وفشل وشلل وسرقة”.
وتابع: “اليوم نجدد ايماننا بالانسان وبالكرامة الانسانية. نعم الانسان اللبناني من دون أي تمييز سياسي أو حزبي أو طائفي أو مناطقي، لأن المواطنة هي التي تجمعنا مهما كانت انتماءاتنا. هدفنا في مؤسسة رينه معوض خدمة الانسان وتنمية قدراته ومهاراته، وتثبيته في أرضه. وطننا ليس فندقاً، بل وطننا هو انتماء بالدرجة الأولى، وهذا الانتماء وهذا الإيمان الذي لدينا في لبنان يدفعنا أكثر وأكثر لتنفيذ مشاريع في كل المناطق كي نكون نضيء شمعة للمواطن اللبناني في عتمة الفساد وتقصير الدولة ومؤسساتها”.
وأكد أنه “إذا أردنا أن نبني وطنا، علينا أن نبني مواطنا”. وبناء المواطن الصالح يبدأ من الحلقة الضيقة: بيته وعائلته وضيعته أو مدينته. من هنا عملنا في مؤسسة رينه معوض وتعاوننا مع البلديات والمؤسسات المانحة للقيام بمشاريع ذات منفعة عامة ليس له فقط بعد إنمائي، انما يهدف أيضا لحثّ المواطن اللبناني كي يصبح مسؤولا عن بناء مجتمعه الصغير، ويكون حريصا فيه على المصلحة العامة ـ وليس المصلحة الخاصة على حساب المصلة العامة، ويتعلم أن يشارك ويحاسب في إطار السلطات المحلية، كي يصبح قادرا” على القيام بواجباته أكثر ويحاسب ويطالب بحقوقه على الصعيد الوطني”. وختم معوض:”هكذا نبني معاً لبنان الجديد.”
جونز
ثم كلمة القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز اشار فيها الى إن الأنشطة التي يتم إطلاقها اليوم سوف تعمل على توسيع دعم أميركا للمجتمعات المحلية وتعميق التزامنا باستقرار لبنان وازدهاره.
واضاف: “إن مقولة “في الاتحاد قوة” مألوفة للكثيرين منا، وأنا أعتقد أنها تلخص هدف مساعداتنا للمجتمعات المحلية، والتي من خلال جمعها معا من أجل تحديد أولوياتها ووضع الحلول التي تناسب احتياجاتها، فإننا نمهد الطريق لأمة قوامها العديد من المجتمعات القوية والمرنة. إن برنامج “بلدي” للوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID هو المنبر المثالي لدعم هذا الهدف. فمن خلاله نحن نرى البلديات والمجتمعات تعمل معا من أجل توفير الخدمات والفرص التي تحفز النمو الاقتصادي المحلي”.
جونز ذكر انه “لأكثر من عقد من الزمان، علقت حكومة الولايات المتحدة أهمية كبرى على عملية صنع القرار من قِبَل المجتمعات المحلية باعتبارها أن هذه العملية هي العامل الأكثر قوة الذي يقود نحو التغيير. إن إشراك المجتمع المحلي في عملية صنع القرار هو القاسم المشترك الذي يحافظ على مبادرات التنمية لأن المجتمعات هي التي تساهم في نجاح كل مبادرة وتدعمها على المدى الطويل. هذا هو السبب الذي جعل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تعمل على توفير الدعم اللازم لتطوير القدرات البلدية والمجتمع المحلي ، بواسطة شركائها المنفذين، ومن خلال الشراكات والاستراتيجيات القائمة على الطلب، والتركيز على الاستدامة على المدى الطويل. هذا النهج يعزز خلق فرص العمل من خلال دعم الشركات الصغيرة عبر التدريب والمعدات، والذي بدوره يعزز االآفاق الاقتصادية ويعمل على تحسين نوعية الحياة للمواطنين المحليين”.
واكد انه “يجري حاليا تنفيذ سبعة عشر نشاط تنمويا اقتصاديا محليا من عكار في الشمال إلى مدينة صور في الجنوب في مشاريع حول الخدمات الصحية والتدريب المهني للشباب والسياحة الريفية. كل واحد من هذه المشاريع يضخ حياة جديدة في المجتمعات المحلية: إن البراد الجديد للتخزين في عيناتا، والدروب الطبيعية في الخنشارة، والمختبر الطبي لفحص الدم في دير عمار، والمجمَّع الرياضي في صيدا، وميناء الصيادين الذي أُعيد تأهيله في جونيه هي أمثلة عن أنشطة قادت الى التغيير في المجتمعات المحلية”.
واوضح انه “حتى تاريخه، ساهم برنامج “بلدي” بأكثر من 3.6 مليون دولار في أنشطة تنموية محلية تقودها البلديات. وقد استفاد أكثر من مائة ألف شخص مباشرة من هذه الانشطة، ونحن سعداء حقا بأن نرى البلديات تعمل بقوة على انخراط مواطنيها في النقاش من أجل تحقيق أكبر قدر من التأثير”.
وقال: “أثني على جهود البلديات في لبنان ككل، والولايات المتحدة تعي التزامكم بجعل مجتمعاتكم أماكن حيث يتمكن فيها الأطفال والشباب والعائلات من النمو والازدهار. إن حيويتكم وابتكاراتكم ومعرفتكم بالاحتياجات المحلية من شأنها أن تعمل على تغيير مستقبل مدنكم ومحافظاتكم وبلدكم لبنان. أود أيضا أن أنوه بإحتراف وتفاني شركائنا، كاريتاس لبنان ومؤسسة رينيه معوض وشركائهم لأنهم يساهمون في ضمان التعاون الفعال بين البلديات والمجتمعات فيما يعملون على تصميم وتنفيذ الأنشطة التي تعزز الاقتصاد المحلي وتحسَّن سبل العيش”.
وختم: “شكرا لكم جميعا على حضوركم اليوم. الولايات المتحدة تشاطر هدفكم نحو مستقبل أكثر إشراقا للبنان. ونحن سعداء بأننا يمكن أن نساعد على جعل هذا الهدف حقيقة واقعة من خلال هذه المبادرات الجديدة التي سوف تبدأون بها اليوم، وكما قلت في البداية، إن اتحادكم هو عامل رئيسي لتأكيد نقاط قوتكم وترك بصمتكم في مجتمعاتكم، في الاتحاد القوة” فلنتحد من اجل استقرار وازدهار لبنان”.
عن المشروع
وتشمل المشاريع الـ42 الجديدة تسعة قطاعات: الصناعات الزراعية، قنوات الري، مياه الشرب، السياحة الريفية، مراكز لريادة الاعمال والتدريب المهني، التعليم العام ، الصحة، توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية ومراكز رياضية وإجتماعية للشباب.
كما ستساهم هذه المشاريع بمشاركة 92 بلدية وقرية في جميع أنحاء لبنان (أكثر من 8٪ من العدد الإجمالي للبلديات) و77 منظمة غير حكومية محلية، ويتوقع أن تحسن حياة أكثر من 250 الف شخص بحلول نهاية برنامج “بلدي” في عام 2017.
ويهدف برنامج “بلدي” إلى مساعدة البلديات من خلال توفير هبات عينية وتقديم المساعدة التقنية لتنفيذ أنشطة ومشاريع تنموية في لبنان. هذا الدعم نت شأنه أن يعزز قدرة البلديات على معالجة احتياجاتهم الإنمائية الطويلة الأمد. ويتم تنفيذ برنامج “بلدي” في جميع أنحاء لبنان من خلال رابطة كاريتاس لبنان ومؤسسة رينيه معوض. حتى الآن، قام برنامج “بلدي” بتنفيذ 17 مشروعاً في 15 منطقة يبلغ مجموعها 3,6 مليون دولار ويستفيد منها أكثر من 100 الف شخص.
وقد شرحت كل من ناتاشا مارشيليان عن مؤسسة رينه معوض وداليا خوري صادق عن مؤسسة كاريتاس أهداف المشروع كما تمّ عرض وثائقيين لمؤسسة رينه معوض ومؤسسة كاريتاس عن انجازاتهما الانمائية ثم أقيم حفل كوكتيل.
USAID BALADI Announces 42 New Municipal Development Projects
The USAID–funded Building Alliance for Local Advancement, Development, and Investment (BALADI) program announced 42 new municipal-led local development projects that will receive in-kind assistance at a launching ceremony in Le Royal Hotels & Resorts, Dbayeh. This launch comes as a follow- up to the BALADI program’s second call for funding municipal development projects in January 2015, thereby paving the way for a greater number of municipalities to submit projects that respond to their community needs.
The event took place in the presence of Chargé d’Affaires Ambassador Richard Jones, USAID Mission Director Carolyn Bryan, René Moawad Foundation Executive Director Michel Moawad, Caritas-Lebanon President Father Paul Karam, , as well as representatives from various municipalities across Lebanon.
The 42 new municipal-led local development projects cover nine sectors: agro-processing, irrigation, access to potable water, rural tourism, entrepreneurship and skills training, public education, electricity generation through solar power, sports facilities for youth, and community center. The projects will engage 92 municipalities and villages across Lebanon (more than 8% of the total number of municipalities) and 77 local NGOs, and are expected to improve the lives of more than 250,000 persons by the end of the BALADI program in 2017.
The BALADI program assists municipalities through the provision of in-kind competitive grants and technical assistance to implement community development activities in Lebanon. This support enhances the ability of municipalities to address long-term development needs. The program is implemented throughout Lebanon by Caritas Lebanon and the René Moawad Foundation. To date, the BALADI has assisted 17 municipal activities in 15 districts totaling $3.6 million and benefiting more than 100,000 people.
More information on the BALADI program can be found on http://baladi-lebanon.org/en