“نرجسية وحب الأنا… العظمة لي… أنا ولا أحد…” كلها أقوال دكتاتورية مكيافيلية، كُشف النقاب عربيا عنها بعيد سقوط الأنظمة العربية العديدة، وكأننا في لعبة “دومينو” نشهد على سقوط القطع الواحدة تلو الأخرى…
وفي مقال سابق نشرناه معنوناً “هالة سرحان… ترقب في حب الوطن… وحنين إلى العودة!“، كنا أول من يطرح موضوع عودة الإعلامية – أو “غول الإعلام العربي” كما لُقبت- هالة سرحان إلى الشاشة المصرية، بعد إقصاءها وإستبعادها لأربعة أعوام كاملة عن البلاد، وقد نشرت جريدة الفجر المصرية تحقيقاً يسلط الضوء على أسباب إقصاء سرحان وبُعدها عن الإعلام المصري، وكان الجزء الأكبر حول سوزان مبارك ورغبتها “تدمير” هالة سرحان…
من منا لا يتذكر حلقات “بنات الليل” والتي أثارت ضجة وصخب إعلامي كبير وما تبعها من تداعيات أجبرت سرحان على الإبتعاد عن الشاشة طوال الفترة السابقة؛ لطالما عرفناها إعلامية شرسة في الدفاع عن هويتها وكيانها المصري، محاولة عبر طرحها قضايا ساخنة واقعية من الصميم المصري أن تثبت معاداتها للفساد، إلا أنه تم إتهامها بالإساءة إلى سمعة مصر، وتم تهديدها بالإقامة الجبرية في منزلها… لكنها لم تأبه!
البعض يمدحها، والبعض الآخر يستهجن ما تقدمه، وقد قيل بأنها سحبت عددا كبير من الإعلانات من القناة المصرية لصالح قنوات روتانا، ما جعل من القناة الرسمية تتكبد خسائر جمة… وناهيك عن غضب السيدة مبارك من إعلانات حلقة عادل إمام وسرحان والـ”بوسترات” على الطرق وفي الشوارع والتي كتب عليها “الزعيم”، وقد أعتبرت سرحان تحب هذه العظمة، وتعيش في حلم سمته كذلك!
ونعود لنشدد على ما نشرناه سابقاً “تحدثت في سلسلة من المقاطع المصورة، وكأنها تتوقع لبلادها منذ العام 2006 في برنامج “هلا شو” ما سيصيب الشارع المصري… وصدقت، فشددت على موضوعات التزوير، البلطجة والإنتخابات، رغم أنها أطلت على شاشة منوعات، ولكن حنكتها الإعلامية حولتها إلى مبدعة مزجت بين الفن والسياسية…
* ليست “عللي جرا” أغنية الكبيرة عليا التونسية، التي رددتها هالة سرحان في حلقة من برنامجها “هالة شو” في العام 2006 هي التي تحمل الحنين والحب، وإنما باتت على وقع كلمات من رصاص …
* ما أصعب أن يتحول الزمن… وأن تنفى سيدة لطالما مثلت بلدها كمنارة اعلامية متميزة ومبدعة.” (…)
وخُتم المقال المنشور في جريدة الفجر، في خبر مضحك-مبكي، يروي كيفما طردت مبارك سرحان من مؤتمر سيدات الأعمال لأن بذلتيهما متشابهتين! فهل يستحق ذلك سحق إعلامية وإبعادها عن شاشاتنا؟ أم لأنها وضعت الإصبع على الجرح، فبان الدمل وأنتم لا تريدون ذلك؟!