“أكيد في حرية بالاعلام بلبنان اذا عرفنا نحافظ عليها…واذا قررنا ما نكون محسوبين على حدا، منصير ما منسوى ومنصير مجرمين برأين!”. هي صرخة من صرخات الحرية التي يفتتح بها جو معلوف برنامجه “انت حر” كل اسبوع ليذكّر اللبنانيين بأن للحرية منبر هو برنامج “انت حر”. وتابع معلوف مقدمته للحلقة السادسة من الموسم الثاني معتبراً بأنه صعب على الأحزاب والقيادات أن تصدق ان هناك مجموعة كبيرة من اللبنانيين “زهأت منهن”. واعتبر معلوف بأن الثورة تبدأ من الإعلام وعبّر عن تقديره لما يقوم به مدعي عام التمييز الرئيس حاتم ماضي في القضاء بما يخص توقيف عناصر أمنيين وضبّاط على خلفية أحداث سجن زحلة، وقدرة المواطنين على التعبير عن التجاوزات والممارسات في القضاء، “فلتكن بداية تنظيف للقضاء”. وقبل غور قضايا الحلقة، استذكر معلوف المغدور الشاب رولان شبير وقاتله “صديقه” شربل شليطا والأحكام القضائية التي تنتظر التنفيذ ومنها قضية ميريام الأشقر. كما وجه معلوف تحية الى فرع المعلومات وأفرادها مطمئناً “جيراننا اللي ما بيعرفو الا الغدر انو كل يوم بيخلق وسام الحسن”. وأوضح معلوف بأنه ما زال “انت حر” ولتاريخ هذه الحلقة يجمع التبرعات لصالح متضرري انفجار الأشرفية وسيتم الاعلان عن المبلغ النهائي في حلقة الأسبوع القادم وسيتم تصوير توزيع التبرعات.
أما قضايا هذه الحلقة فهي على التوالي:
– ثرائهم غير المشروع … من يوقفه؟!
– إعادة إعمار نهر البارد … صفقات مشبوهة!
– سوق اللحوم… “لازم اللبناني يضل صايم”!
– شاب سوري مكان جثمان فقيدتهم!
– في نقابة الصحافة … نقيب Forever! (لم يتم عرض هذه الفقرة نظراً لضيق الوقت).
ثرائهم غير المشروع … من يوقفه؟!
“الفساد هو الحقيقة الوحيدة الذي يتفق عليها كل الناس…..فالمناصب السياسية والوزارية أصبحت باب لسرقة مغطاية بحصانة الأحزاب والسياسيين!”. وبما أنه ليس هناك قانون يتابع سرقات الوظائف العامة ويحاسب السياسيين المخالفين خاصة حين “تتضخم” جيوبهم، وبما “أنو ما في شعب يرفع صوتو ويقولوا عمتسرقونا”، قرر “انت حر” فتح ملف الاثراء غير المشروع ومساءلة كل سياسي “من أين له هذا؟!”. وتم عرض تقرير مصور ظهر فيه عدد من السياسيين “يصرحون” عما يملكون من ممتلكات وأموال، وأوضح معلوف ان هذه الحلقة هي بداية لحلقات ستتوالى. ونوّه معلوف بالنائب محمد قباني الذي اعتبر “بأنو لا 8 ولا 14 قديسين” والذي صرح، وبشكل طوعي، عن أمواله وممتلكاته. وطالب معلوف جميع السياسيين بتقديم تقارير مفصلة للشعب اللبناني وبقانون يسمح للمواطن بمطالبة السياسيين بالتصريح عما يملكونه. كما وحيا النائب غسان مخيبر الذي يعمل على قوانين ذات صلة.
سوق اللحوم… “لازم اللبناني يضل صايم”!
وجه معلوف دعوة للمشاهدين لينضموا الى “مائدة لحوم” لا تاريخ صلاحية او انتهاء لها بعد أن قام “انت حر” بتوزيع “عيون” له في مخيم صبرا لنشاهد بأم العين في تقرير مصور لحوم تقشعر لها الأبدان لناحية الاعتناء بها. هو سوق اللحم في صبرا الذي يوزع انتاجه في بيروت وضواحيها والمتن وكسروان، السبتية والفنار، الخ. ومن اللحم “المرمي” في صناديق السيارات، الى ذلك “المُرتاح” على أكتاف العمال وقمصانها الملطخة بالدماء. تقرير أقل ما يُقال عنه أنه مقزز، خاصة حين ذكر المعنيون في سوق اللحم أهم المطاعم والملاحم في البلد كون السوق المصدر الأساسي للحومهم. وكانت الفضيحة الأكبر هي ختم د.عباس ديراني (رئيس دائرة الصحة في وزارة الصحة) لهذه اللحوم بشكل يومي على أنها صالحة وبالإمكان استهلاكها. ورغم مداخلة د.عباس ديراني الطويلة، إلا أن أياً من المشاهيدن أو معلوف لم يفهموا سبب ختمه للحوم مع العلم بأن طريقة نقلها الى المستهلك هي غير صالحة. ورغم كل الإيضاحات، لم يصل معلوف الى نتيجة تبرر المشاهد التي أبرزها التقرير. “سوق صبرا محمي سياسياً، من السلاح من الأحزاب ومن الزعما”، وقد حمّل معلوف مسؤولية “فلتان” سوق اللحوم الى اللبنانيين أنفسهم الذين يتبعون الأحزاب والسياسيين الذين يقوم معظمهم بتغطية اهمال المسؤولين عن غذائنا لغايات سياسية. “انتو الحق عليكن، وانا الحق عليي…”، صرخة أطلقها معلوف علّها توقظ النائمين في سبات عميق! وطمأن كل من تم ذكر اسمه (مطاعم وملاحم) كمستفيد من هذه اللحمة بحق الرد واعداً الجميع بالاتصال بهم.
إعادة إعمار نهر البارد … صفقات مشبوهة!
ومن تجارة اللحوم الى تجارة من نوع آخر، هي صفقات اعمار نهر البارد المشبوهة. فبعد 105 يوماً من الحرب، وبعد استشهاد 168 من الجيش اللبناني وبعد اضرار اقتصادية جسيمة لحقت بعكار، “شو صار بالمخيم اليوم؟ تحت أي طاولة عمبتضيع المصاري المخصصة للإعمار؟”، “من يسرق على حساب دم الشهداء؟”، أسئلة طرحها معلوف آملاً في أن يجد أسئلة من التقرير المُصور من داخل المخيم. وقد ظهر في التقرير معاناة الفلسطينيين الذين وُعدوا بالإعمار ولكن ما تم إعماره ليس ضمن المواصفات، وقد طالبوا بحض الدول المانحة على الإيفاء بوعودها. “مين بدو فتح اسلام جديد في لبنان؟”، كلام خطير سمعه معلوف والمشاهدون في التقرير راسماً مستقبلاً غامضاً لنهر البارد. واعتبر معلوف بأن كل الدول تريد فتحاً اسلامياً جديداً لتحارب به، وبأن التطرف الديني هو من أخطر الخيارات. وشبّه معلوف عملية اعادة الإعمار كمثل مشاريع الوزارات اللبنانية، معظمها أبواب للسرقات. وطرح معلوف أسئلة جمّة تتعلق بالمتعهدين والمبالغ بالأرقام محملاً المسؤولية لكل الشركات المتعهدة.
شاب سوري مكان جثمان فقيدتهم!
بعد سنة ونصف من الصراع مع المرض، غادرت جوزفين انطوان ابراهيم مستشفى مار يوسف وغادرت الحياة لتترك آلام فراقها مع الأحبة. وبدل أن يستلم أهلها جثتها، استلموا جثمان شاب سوري، وأبلغتهم الخبر المُفاجيء احدى الراهبات التي قالت لهم بأن جوزفين أصبحت في سوريا. لم يستطع أهل الفقيدة استيعاب ما حدث ولحين ان فهموا الملابسات، تسابقوا مع الوقت لإعادة جثمان ابنتهم قبل أن تقطع الحدود. وحمّل الأهل المسؤولية لمستشفى مار يوسف الذي لم يعتذر حتى عما حدث بل أنه كان هم احدى الراهبات استرجاع “الشرشف” الذي لُف به الجثمان. لم يشفع بها القدر ولم يشفع بها اهمال المستشفى. واعتبر معلوف بأنه من غير المقبول أن تحدث هكذا أخطاء من المستشفيات في لبنان ولولا جهدها الشخصي، لما تمكنت العائلة من استرجاع جثمان ابنتهم. وطالب معلوف بالاعتذار عن هذا الاستهتار والاهمال.