أن ينحدر المستوى الفني على الساحة الغنائية بوجود مغنيات لا يمكلن صوتاً ويعتمدن على الإغراء، أمر بات مفروض علينا رغم أنه ليس مقبولاً، لكن أن يهبط المستوى نحو الهاوية، وأن يحقق هذا الإنحدار نجاحاً أو أن يشهد إقبالاً من قِبل الناس، فهنا لا بد من القول: “ويل لهذا الجيل الذي شجع الإنحدار ودمر مستقبل الأجيال المقبلة فنياً”.
فأخر المنتجات الفنية في مصر، ألبوم لفنان يُدعى “أبو الليف”، الذي أصدر أغنيته الأولى قبل أشهر قليلة بعنوان “كينج كونج” مع الميلودي، وقد لفتت الأغنية إنتباه الجميع نظراً لمضمونها السفيه ولإسم الفنان الذي يُدعى “أبو الليف”! ولكن أن يحتل الألبوم المرتبة الأولى في نسبة المبيعات وأن يتخطى باقي الفنانين الذين يملكون الصوت الجميل، وأن تنفذ الطبعة الأولى للألبوم، فهذا دليل على إنحدار الذوق العام. فبعد الآن لن نلوم الفنان الذي لا يملك صوتاً أو يقدم تفاهات فنية، ولن نلوم شركة الإنتاج التي من حقها أن تفكر بالربح المادي فقط، وإنما اللوم يقع على الناس والرأي العام الذي يشجع بإقباله على التفاهات تلك التفاهات لتصبح فناً له مكانه! أيعقل أن مصر التي تعني فنياً أم كلثوم، عبدالوهاب، عبدالحليم وكبار الفنانين، ينحدر مستواها إلى أبو الليف؟! قبلنا بوجود روبي، ونحن لا نطلب أن يكون هناك أم كلثوم ثانية، ولكن هناك شيرين وأنغام وأمال ماهر، ولا نطلب أن يكون هناك عبدالحليم أخر، فهناك عمرو دياب، هاني شاكر، محمد حماقي،محمد منير وغيرهم، لكن من المعيب أن يكون هناك فنان إسمه “أبو الليف”، قد نقبل بهذه الشخصية كدور كوميدي في مسلسل، ولكن ليس أن يكون فناناً، فالفن مسؤولية ورسالة، إن وصلنا اليوم إلى هذا المستوى، فما سيكون مصيرنا غداً؟ أين ضميرنا وعقلنا ومسؤوليتنا تجاه المستقبل والأجيال القادمة وما هو المستوى الفني الذي سيرثونه؟