“هذا عصر الحب لا الحرب.. في يوم من الأيام سننال كل حقوقنا، وسيعترف المجتمع بتوجهنا الجنسي نحو الأطفال. نحن نعاني من التمييز والاضطهاد، رغم أننا قادرون على إنشاء علاقة عاطفية وجنسية مع الأطفال أحيانا أفضل من علاقتهم بآبائهم وأمهاتهم!” (توم أوكارول)
بهذه التعليقات والعبارات انطلقت حملة واسعة النطاق على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي تحت شعارات “Love Is Love” , و “love has no age” و “love has no labels” او ما معناه ان الحب لا يعرف حدود او عمر. وتهدف هذه الحملة لتشريع قوانين تحفظ حقوق من يعانون من البيدوفيليا او “اشتهاء الأطفال جنسياً”.
ومن اكثر التطبيقات التي تدعم هذه الحملة “سناب شات” الذي اطلق في دول عديدة “فيلتر” مع شاعرات الحملة لدعم هذه المواقف.
مجنون، مختل ذهنيا، مريض نفسي، معادٍ للمجتمع، شخص يستحق القتل، ليته يحترق في الجحيم!.. هكذا يوصف الشخص البيدوفيلي أو الغلماني في الخطابات الجماهيرية والإعلامية المختلفة، والغلماني بحسب التعريفات الأكاديمية هو الشخص المنجذب جنسيا إلى الأطفال سواء مارس الجنس أو لم يمارسه. وبسبب هذا الوصم “القاسي” لهذه الفئة من الناس، يتغاضى كثيرون عن ملاحظة أن ثمة حركة كبيرة نسبيا للمطالبة بمساواة الغلمانيين مع بقية التوجهات الجنسية، بدعوى أنهم شرذمة قليلون لن يؤثروا في واقع المجتمعات الغربية.
لكن منذ فترة ليست بالبعيدة، قامت منصة “TED x Würzburg” في ألمانيا باستضافة طالبة الطب ميريام هايني لتعطي كلمة بعنوان: “البيدوفيليا هي توجه جنسي طبيعي” فجرت على إثرها موجة عارمة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي. فبعد قبول الشاذ جنسيا في المجتمعات الغربية، ثم المتحولين جنسيا، ثم مسألة الجندرية ووجود أكثر من 50 نوعا غير الذكر والأنثى، هل يبدو الآن أن الدور قد حان لقبول الغلمانيين؟!
تطرح هذه القضية، وما يصاحبها من تحولات تطال المجتمع أسئلة عدة: كيف وصلت كرة الثلج المسماة بالتحرر الجنسي وقبول الآخر إلى هذا المنعطف؟! وما الذي جعل قضية البيدوفيليا تصل إلى منصة “TEDx” و”سناب تشات”؟ وهل كان هذا العرض هو الأول من نوعه في مناقشة مسألة البيدوفيليا علنا؟ أم أنه مجرد حلقة في سلسلة طويلة من الفعاليات التي يقيمها أشخاص ومنظمات تدافع عن البيدوفيليا وتسعى في ترسيخ وجوده في العالم؟ والسؤال الأهم: ما المراحل التي قد يتطور فيها الحديث حول البيدوفيليا لتصبح في نهاية المطاف أمرا معتاداً ومقبولاً؟!
ومن ضمن الحملة التي انطلقت في اكثر من دولة غربية، قام سناب شات بإضافة فلتر خاص بالحملة التي يطلقها لدعم حقوق مثلييّ الجنس، واضافة خانة جديدة تحت عنوان “الحب لا يعرف عمر” لدعم من يميل جنسياً الى الأطفال.
في السياق نفسه قامت شبكة “CBN” الإخبارية بإيراد العديد من التعليقات التي تنفي تماما أن البيدوفيليا هي أمر طبيعي وتؤكد على أنه انحراف وشذوذ عن الطبيعة البشرية، حيث نقلت الشبكة عن الطبيبة النفسية ليندا مينتل أن البيدوفيليا عبارة عن “اضطراب ذهني مصنف ضمن الاختلالات الجنسية”. بل ذهبت الشبكة إلى أوسع من ذلك، فقد رأت أن الغلمانيين ليسوا كبقية البشر حتى في تركيبتهم الفسيولوجية، فقد أوردت تصريحا للطبيب النفسي ذائع الصيت دانيال أمن يقول فيه إن “الغلمانيين يمتلكون أمخاخا ليست كبقية أمخاخ البشر، فإننا لو أجرينا مسحا على مخهم لوجدنا أن مخهم يشبه مخ من يعاني من الوسواس القهري، وبقشرة أمامية أصغر”.
لم يتوقف الأمر عند الإقرار بتطبيع مسألة البيدوفيليا كطبيعة بيولوجية، فقد ذهبت صحيفة هافنجنتون بوست إلى أبعد من ذلك عندما نشرت ملفا بعنوان: “ليس كل البيدوفيلكس مصابين باضطرابات ذهنية: الدليل الجديد لجمعية علم النفس الأميركية”، أوردت فيه أن الرغبة الجنسية تجاه الأطفال قد يصدر من أشخاص عاديين تماما، مستندة إلى محو البيدوفيليا من قائمة الاضطرابات الذهنية.
يمثل هذا الموقف الحادّ تجاه البيدوفيليا رد الفعل المتوقع تجاه فتح النقاش العلني حول هذه المسألة، لكن جهود الغلمانيين في الترويج لقضيتهم استطاعت تجاوز هذا الموقف، فكيف بدأ المجتمع في تغيير نظرته بالفعل إلى الغلمانيين ليصبحوا ضحايا لا مجرمين؟!