كرّمت الدّورة السّابعة عشرة لبرنامج لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم خمس نساء رائدات في مجال العلوم و 15 باحثة شابّة واعدة وذلك يوم الاربعاء 18 آذار/مارس على المسرح التّاريخي في جامعة السّوربون في باريس، بحضور 700 شخص من الخبراء وقادة الرأي من علماء، وممثّلي مؤسسات، ووسائل إعلام… افتتحت هذا الحدث إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، وجان بول آغون، رئيس مجلس الإدارة والمدير التّنفيذي لشركة لوريال ورئيس مجلس إدارة مؤسسة لوريال.
وسرعان ما حدّدت إيرينا بوكوفا العنوان العريض لهذا الحدث: “نحن لا نحتفل “بالنّساء العالمات” لا بل نحتفل بعلماء استثنائيين صادف أنّهم نساء.”
التزام طويل الأمد لتمكين النّساء في مجال العلوم
في عام 1998، وحّدت مؤسسة لوريال واليونسكو الجهود للنّضال كي تحصل النّساء على تمثيل أفضل في مجال العلوم، حيث لا يزال الرّجال يهيمنون على هذا المجال إلى حدّ كبير. وأوضح جان بول آغون في كلمته الافتتاحية هذا الأمر قائلًا: “حتّى يومنا هذا، 30% فقط من الباحثين في العالم هم من النّساء. ما زال التّحيز المسيطر والأفكار الخاطئة المنتشرة تؤثّر سلبًا على مشاركة النّساء بشكل أكبر في مجال العلوم.” سعى برنامج “لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم” لمدة 17 عامًا إلى تشجيع النّساء العالمات وتحفيزهنّ وتكريمهنّ في جميع أنحاء العالم. وفي كلّ عام، يقوم البرنامج بتكريم خمس نساء من العالمات الرّائدات، واحدة من كل منطقة في العالم، من بين اللّواتي نجحن في القيام باكتشافات استثنائيّة في مجال عملهنّ، كما يقدّم المنح لـ236 باحثة. منذ إنشاء البرنامج، تمّ تقدير وتكريم أكثر من 2250 امرأة موهوبة في أكثر من 110 دولة.
وقال جان بول آغون: “نحن نسعى باستمرار من خلال الشّراكة التي تجمع بين لوريال واليونسكو إلى تحقيق الحلم نفسه: تحرير الطّاقة الإبداعيّة التي يتمتّع بها نصف البشريّة.”
خمس فائزات قدّمت لهنّ المنح عن الاكتشافات الثّوريّة الرّائدة التي قمن بها في مجال العلوم الفيزيائية
يتمّ هذا العام تكريم خمس فائزات بجوائز لوريال-اليونسكو للّنساء في مجال العلوم عن الاكتشافات الثّوريّة والرّائدة التي قمن بها في مجال العلوم الفيزيائية.
أبهرت الفائزات بجوائز “لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم” 2015 لجنة التّحكيم والجمهور بشغفهنّ، وعزمهنّ، وإبداعهنّ، فهنّ بالفعل قدوة حقيقيّة ومثال تحتذي به الأجيال القادمة من العلماء. فلم تؤدّ أعمالهنّ إلى استكشاف آفاق جديدة وحسب في مجال العلوم الفيزيائية، إنّما قد يكون لها تأثير بالغ أيضًا على حياتنا.
وقد تم اختيارهن من خمس مناطق من العالم من خلال لجنة تحكيم دولية مستقلة للجوائز مكونة من 12 عالم دولي بارز تم اختيارهم شخصيا من قبل رئيس لجنة التحكيم و الحائز على جائزة نوبل في عام 1999 البروفيسور أحمد زويل.
أفريقيا والدول العربية: البروفسور رجاء شرقاوي المورسلي من المغرب – فيزياء الطاقة العالية والفيزياء النووية
تَم تكريم الاستاذة رجاء شرقاوي المورسلي لمساهمتها الرئيسية في واحدة من أعظم الاكتشافات في الفيزياء: وهي الديل على وجود هيجز بوسون، الجسيم المسؤول عن تكوين الكتلة في الكون.
آسيا / المحيط الهادئ: البروفيسور شيه يي من الصين – الكيمياء غير العضوية
تًم تكريم الاستاذة شيه يي لمساهمتها العظيمة في تكوين مواد نانوية جديدة مع تطبيقات واعدة في تحويل الحرارة أو أشعة الشمس إلى كهرباء.
أوروبا : البروفيسور دامي كارول روبنسون من المملكة المتحدة – كيمياء فيزيائية – الطيف الكتلي
جرى تكريم الأستاذة دامي كارول روبنسون لإيجادها طريقة ثورية لدراسة كيفية عمل البروتينات ، وبشكل خاص البروتينات الغشائية، وإنشاء حقل علمي جديد بالكامل: البيولوجيا البنيوية لمرحلة الغاز.
أمريكا اللاتينية: البروفيسور ثياسا ستورتشي بيرجمان من البرازيل – الفيزياء والفلك
جرى تكريم الأستاذة ثياسا ستورتشي بيرجمان لعملها الذي يؤدي إلى فهم الثقوب السوداء الهائلة، والتي تعتبر واحدة من أكثر الظواهر الغامضة والمعقدة للكون.
أمريكا الشمالية : البروفيسور مولي إس شويتشيت من كندا- كيمياء البوليمرات
جرى تكريم الأستاذة مولي إس شويتشيت لتطوير مواد جديدة لتجديد الأنسجة العصبية التالفة وللطريقة الجديدة التي يمكن من خلالها توصيل الأدوية مباشرة إلى الحبل الشوكي والدماغ.
15 عالمة شابّة وواعدة قد تغيّر أعمالهنّ العالم تمّ تشجيعهنّ لمتابعة أبحاثهنّ
ابتداء من هذا العام، ستقوم مؤسسة لوريال واليونسكو بتعزيز التزامهما أكثر وذلك عبر تقديم الجوائز أيضًا لخمس عشرة “موهبة دوليّة صاعدة” اختيرت من بين 236 عالمة تمّ تقديرهنّ من قبل البرنامج في عام 2014.
وخلال الحفل، قامت شخصيًا كلّ من سارة رافيلّا، المديرة التّنفيذيّة لمؤسسة لوريال، وفلافيا شليغل، مساعدة المدير العام في العلوم الطّبيعية، بتقديم جوائز المواهب الدّوليّة الصّاعدة للفائزات وذلك بهدف مساعدتهنّ على التقدّم في مسيرتهنّ المهنيّة بالإضافة إلى المساهمة في انتشارهنّ دوليًا. وهؤلاء العالمات الخمس عشرة هنّ من أبرز الباحثات الشّابات الموهوبات في العالم.
من بين العالمات الخمس عشرة الحائزات على الجوائز من الدّول العربية، عالمة من لبنان وأخرى من مصر:
الدكتورة سناء شرف الدّين، أستاذة مشاركة في قسم علوم الحاسوب والرّياضيات، في الجامعة اللّبنانية الأميركيةّ في بيروت، حازت على جائزة عن مشروعها الذي يهدف إلى تحسين تصميم وتشغيل الشّبكات الكهربائيّة الذّكية في البلدان الناشئة.
الدّكتورة سناء شرف الدّين عالمة في مجال الكمبيوتر وخبيرة في الشّبكات، تدرس كيف يمكن أن تساهم الاتّصالات، والبنية التّحتية، وتقنيات الشّبكات، والحوسبة في تحسين كفاءة وجودة شبكات الطّاقة الكهربائية في الدّول النّاشئة بالإضافة إلى توفير الطّاقة. وهي تركز حاليًا على إمكانيّة استخدام التّكنولوجيا الرّقمية لتعزيز شبكة الكهرباء في لبنان في مراحل مختلفة وذلك انطلاقًا محطة توليد الكهرباء وصولًا إلى مقرّ العميل، بهدف رصد وقياس والسيطرة على تدفّق الكهرباء فضلاً عن تدفّق البيانات والمعلومات. ستساهم النّتائج التي ستتوصّل إليها الدّكتورة شرف الدّين في تعزيز الأداء الاقتصادي ونوعيّة الحياة في بلدها وفي كافّة البلدان النّامية.
الدكتورة نورتان عبد التوّاب، أستاذة مساعدة في قسم علم الأحياء الدّقيقة والمناعة في كلية الصّيدلة، في جامعة القاهرة، حازت على جائزة عن مشروعها حول علم الوراثة الدّوائي لفيروس التهاب الكبد سي.
تهدف الدّكتورة عبد التّواب إلى ابتكار اختبار جيني يمكن أن يحدّد إذا كان الدّواء الجديد لعلاج التهاب الكبد “سي” مناسب لأيّ مريض، عوضًا عن التّجربة التي تعتبر حتّى الآن الخيار الوحيد المتاح للأطباء. بفضل أبحاثها سيصبح ممكنًا معرفة الطّرق التي يمكن اتّباعها للحدّ من انتشار مرض وبائيّ، وبالأخصّ، ابتكار علاجات أكثر تخصيصًا، يمكن أن تشفي من المرض من دون الشّعور بالألم أو ربّما ألم طفيف.
لمحة عن مؤسّسة لوريال:
تلتزم مؤسسة لوريال بقضيّتين رئيسيتين، ألا وهما المرأة في مجال العلوم والجمال من أجل حياة أفضل. وبناءً على قيم التّميز، والسّخاء، والإبداع، وضعت المؤسّسة العلم في صميم التزاماتها، لا سيّما التزامها بدعم النّساء الباحثات من خلال برنامجها “النساء في مجال العلوم”، هذه المبادرة العالمية التي تمّ إطلاقها بالشّراكة مع اليونسكو. وإيمانًا منها بأن العناية بالجمال هي حاجة ضرورية يسعى إلى تلبيتها خبراء بارعون في نسج العلاقات الإنسانيّة، أطلقت المؤسّسة عدة برامج مبنيّة على رؤيتها للجمال باعتبارها الدّرب الذي لا بدّ من سلوكه لبناء مجتمع أكثر عدلًا وسخاءً. وتلتزم المؤسسة بمساعدة الأقلّ حظوة والأشخاص الذين يعانون من أمراض جسديّة وعقليّة وذلك لتشجيعهم على استعادة احترام الذات من خلال العناية بالجمال والتّدريب في مجال المهن التي تختصّ بالعناية بالجمال. www.fondationloreal.com
لمحة عن اليونسكو:
منذ تأسيسها في عام 1945 واليونسكو تقوم بتعزيز العلم في خدمة التّنمية المستدامة والسّلام كجزء من مهمّتها. فهي تشدّد على السّياسات وتعزيز القدرات في مجال العلوم والتّكنولوجيا، والابتكار، والتّثقيف العلميّ، والإدارة المستدامة للمياه العذبة، والمحيطات، والموارد الأرضية، وحماية التّنوع البيولوجي ومعالجة مشكلة التغير المناخي. ولدى المنظّمة أيضًا هدف أسمى للقضاء على جميع أشكال التّمييز وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وخاصة في مجال البحث العلمي.