عهِدْنَا في لبنان أن تتحول القضايا الإجتماعية إلى نوع من أنواع الموضة، أي أنها ترتفع وتطفو في أحيانٍ لتخفُتَ وتغرق وتموت في أحيانٍ أخرى، وهذه المعادلة تنطبق على كل القضايا منها منح المرأة اللبنانية جنسيتها لأولادها إذا كانت متزوّجة من أجنبي وقضية المخطوفين اللبنانيين أو المسجونين في سوريا وغيرها من الدول، وصولاً إلى الزواج المدني..
فالأخير أيضاً تنطبق عليه مواصفات الموضة، والموضة اليوم هي الحديث عن الزواج المدني ودعمه وتشجيعه، وهذا أمر إيجابي، لا بل يثير الأمل في النفوس.. لكن، هل ما نشهده موضة و”همروجة” ستنتهي بعد أيام أو أسابيع؟! وهل أثيرَ هذا الموضوع لتغطية قضايا أخرى تجري في البلاد ولتشتيت العقول والإنتباه، أم أنها حملة منظّمة ستؤدّي إلى نتائج نشهدها على الأرض وليس فقط في الأحلام؟!
أسئلة نضعها برسم المشرّعين وأرباب الدولة، إذ قد نحلم إلى الأبد، لكن بيدهم رقابنا وكل مستقبلنا بتفاصيله الصغيرة والكبيرة، طالما إخترنا أن نكون مسيّرين وليس مخيّرين منذ أعوام خلَتْ، لذا لا نشاط يمكننا أن نمارسه سوى الأمل ومن بعده الأمل ومن بعده الأمل!