رغم أن خبر إنتحار المشتركة العراقية رغد الجابر من برنامج Arab Idol، شائعة ونفتها غالبية وسائل الإعلام، إلا أننا لاحظنا إصراراً على تكرارها ونشرها، ما يدفعنا لنحلل: ألم تكن الشائعة أصلاً خبيثة وهدفها ضرب البرنامج في مهده؟! أضف إلى ذلك أنّه ورغم التأكّد من عدم صحة الخبر، حمل البعض لواء الدفاع عن رغد وإتّهام البرنامج بأنه غير إنساني وإتهام أعضاء اللجنة بأنهم قليلو الأدب لأنهم ضحكوا على الشابة مع أنها مُضحكة والضحك على شيء يُضحك ليس قلّة أدب، بل “الضحك بلا سبب، قلّة أدب”، فهل تبقى تهمة قلة الأدب حاضرةً إن حضر السبب؟!
رغد صرّحت صباح اليوم للـ MBC، فقالت: “أنا لست بضعيفة لأصل إلى هذه الدرجة وأنتحر فكلّ هذا الكلام لا يقدّم ولا يؤخّر وكل هذه الأخبار نفاق وكذب، إذ مستحيل أن أنتحر وأقوم بإيذاء نفسي لمجرّد أنّ الناس يتكلّمون عنّي بالسوء، بالعكس هذا الخبر سوف يقوّيني ويكفيني وجود أصدقائي وأهلي في حياتي، فهم من يشجّعوني وهم من يهمّني أمرهم”، وأَضافت: “لا يهمّني كلام من أطلق الشائعة أبداً، فخرٌ لي أن أكون مجنونة بهيفا وهبي ملكة جمال الكون، أنا غير متأثّرة أبداً فأنا أكثر من مرتاحة في حياتي”!
إذاً، أو SO لمن لا يفقه العربية: الفتاة مرتاحة وبألف خير ولا تحتاج إلى دفاع وحملات للدعم، فكفى تشويهاً لبرنامج جميل عبرها، وإن كان الهدف كسر Arab idol لتقوية X Factor على حسابه أو العكس الذي هو صحيح، وهذه هي الحال ولدينا الجرأة لنقولها بالفم الملآن، فالمسألة غيرُ نظيفة وباتت واضحة على العلن..
فلم لا يجيّر الزملاء الصحافيون أقلامهم للخير ولدعم هذا النوع من البرامج المميزة على تنوّعها سواء كانت تعرضها الـ MBC أو الـ CBC أو الـ MTV أو روتانا خليجية أو قناة “زمبابواي” أو قناة جزر الواق واق؟! أليس جميلاً أن نسلّط أعيننا على الفن بدلاً من التقاتل الشوارعيّ.. أليس جميلاً أن ننتقد بعدل دون أن نأكل الأخضر واليابس ويُعدينا الجراد الذي حاول أن يهاجمنا؟!
العدل ثم العدل ثم العدل.. لعلّه أمر لم نعتده وهو في تركيبتنا الجينيّة كعرب أو حتّى كبشر، لكن المحاولة لن تفسد للودّ قضية وهذه ليست محاضرة في أدب الكتابة، لأننا جميعاً خطّاؤون وكثيراً ما نقع في فخّ التحيّز، لكن.. أٌقلّه: Either we do it or we die trying to!