“أوبّا صيدا ستايل” أغنية ساخرة يؤدّيها الممثل الكوميدي وسام سعد المعروف بـ “أبو طلال الصيداوي” وقد كتبها أيضاً الكوميدي سلام الزعتري إثر النجاح الكبير الذي حققته أغنية الكوري “ساي” غانغام ستايل بحيث صارت الأخيرة الأكثر مشاهدة في تاريخ “يوتيوب”.
وبينما كان يُفترض بالأغنية أن تكون كوميدية ساخرة، والأهم أن من “ينكّت” فيها على صيدا وطريقة العيش في تلك المدينة هو “صيداوي” أي من “لحمها ودمها”، تحوّلت الأغنية الكوميدية إلى مصيبة قومية بحيث بات مطلوباً قطع رأس وسام سعد فقط لأنه تلفّظ بكلمات ممنوعة من اللفظ وهي “سكس، نسوان، خمر”.. وهذا حرام وستّون كفر، إذ لا أحد يمارس الجنس، “عيب”، ولا أحد يتعاطى النساء ولا أحد يشرب الخمرة، لأننا نعيش في بلاد ما فوق الغيوم، نمضي وقتنا بالتأمل، نأكل القليل ونفترش الأرض في الشتاء ونلتحف الصوف في الصيف.. أو أقله هذا ما يجب أن نوحي به فيما نحن بعيدون كل البعد عن حياة المتصوّفين النظيفة لأن العفن تغلغل فينا والتعصب تغلغل فينا، والـ “أنا” تغلغلت فينا بحيث صرنا نحكي بإسم الله عز وجل، ونبذ رأي الآخر تغلغل فينا، وتحول إلى غرغرينا في عظامنا، لأننا ننكره ونرفض حتى أن نلقي الضوء عليه وهو ما فعله وسام سعد ويُشكر عليه!
الموضوع لفتني حين ناقشه في “إنت حر” الزميل جو معلوف، وفاجأتني إيجاباً مداخلة أحد الشيوخ المسلمين الذي لم يكفّر سعد ورفض حتى ما يحكى عن تحليل دمه، في حين أطل صحافي صيداوي، مع التحفظ الشديد مني على صفة “صحافي” ليقول بأن سعد حثالة لأنّه تجرأ وقال إنه “يلطش” على بنات صيدا، وكنتُ لأحفظ حقّ “الصحافي” في النقد، لأنني إن رفضت أسلوبه، فلا يمكن أن اعامله بالمثل، إذ يحق له ألا تعجبه الأغنية، لكن للنقد أصول ولا يمكن أن يتحول إلى قدح وذم وتحريض على القتل!
أردتُ أن أشعر مع الأستاذ الصحافي، فقلبت الموضوع وعبارة “صيدا” على داري ومنطقتي وأهلي، فلم أجد فيها ما يهين كرامتي وما يدعو لأن أقطع رقبة سعد خصوصاً أنه كوميدي ومن أصول الكوميديا التضخيم وإلا فما نفعها؟!
إلى متى سنلعن الآخر لأنه لا يُشبهنا أو لأن رأيه ليس مرآة لرأينا؟! هل نحن في طور التقدم أو في طور العودة إلى العصر الحجري؟!
[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=fdDgfINleZ0[/youtube]