السلطة الرابعة هو الاسم الذي أطلقه “إدموند بروك”
على الصحافة حين قال :”ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، ولكن هناك في
قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي اهم منكم جميعا. والصحافة هي مهنة تقوم
على جمع وتحليل الاخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور”.
وقد ظهرت أولى الصحف اليومية في العالم عام 1702 في لندن،
وعام 1816 صدرت أولى الصحف العربية في بلد الثقافة والعلم العراق حين أصدرها
الوالي العثماني داوود باشا.ومرت السنوات وانتشرت الصحف المطبوعة اكثر واكثر في
عالمنا العربي واصبحت من اهتمامات الناس اليومية لمعرفة ما يدور حولهم من احداث
سياسية كانت أم فنية. وبدأت تتطور الصحف الفنية الى أن برزت الصحف الصفراء التي بانت
ملامحها في الولايات المتحدة الامريكية في العام 1863 وكانت تعتمد على اثارة
الفضائح وسميت بالصفراء لانها كانت تطبع على أوراق صفراء.
وللصحافة الصفراء تاريخ حافل في عالمنا العربي خاصة في
لبنان حيث عاشت على ابتزاز الفنانين لسنوات طويلة عبر نشر اشاعات واخبار فاضحة
كانت تتخطى الخطوط الحمراء في معظم الاوقات وكان على الفنان أن يطلب
رضى الصحافي في تلك الفترة. واليوم ومع هيمنة التكنولوجيا على حياتنا اليومية هناك
ظاهرة جديدة وهي الصحافة الالكترونية التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة
الماضية خصوصاً في عالمنا العربي الذي بدأ بإستيعاب الحضور التكنولوجي من غير
دراسة وحتى دون حدود للرقابة.
وايضا انتشرت
صفحات الفايس بوك واصبح لكل فنان صفحته الخاصة التي يجمع فيها معجبيه مما أثر سلباً
على الصحافة الصفراء التي لم تصمد امام جمهور الفنان الذي بدأ بحملات مقاطعة لأي
وسيلة تنشر شائعة او خبر كاذب عن فنانهم
المفضل ما قلب المعادلة وأصبح الصحافي اليوم بحاجة لرضى الفنان أو بالأحرى لجمهور
الفنان.
وأمام كل هذه الحملات لم تجد الصحافة الصفراء منفذاً إلا
عبر الفايس بوك من خلال انشاء صفحات بحسابات وهمية تتخصص بنشر الفضائح والتشهير
بالفنان او الشخصيات ولكن انهارت ايضا هذه الظاهرة مرة جديدة أمام القانون الذي
يلاحق ويحاسب كل من ينشر اشاعات واخبار كاذبة عبر تلك الصفحات ولو بأسماء وهمية.
وبناء لما ورد أعلاه فإن الفايسبوك أعاد صياغة مفهوم الإعلام
بشكل جذري حيث أصبحت الميديا (وسائل الإعلام) رهنا” لعديد جمهورها وليس لاختصاص وحرفية كُتابها.
وللموضوع تتمة…